الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
مهما يكون إطباق الخوف والقلق ونوبات الفزع يجب أن لا تيأس من العلاج أبداً، ومن الضروريات المهمة لكي ينجح العلاج النفسي أن يكون للإنسان قبول وإقبال على هذا العلاج، وتكون قناعاته بالشفاء قوية وغير مهتزة.
والرهاب والخوف والقلق يعالج من خلال التحقير وألا يعطل الإنسان حياته، ولا ينقاد بمشاعره، وإنما ينقاد بأفعاله الإيجابية وما يؤديه في أثناء يومه، وهذا يتطلب أن يحسن الإنسان إدارة وقته، وهي تؤدي إلى حسن إدارة الحياة بصفة عامة.
موضوع زيادة كهرباء القلب أمر منفصل تماماً عن الرهاب والقلق ونوبات الفزع، حيث إن التغيرات العضوية الفسيولوجية المصاحبة لنوبات القلق والفزع والخوف الاجتماعي، ليست ناتجة من علة عضوية في كهرباء القلب، وإنما تنتج من زيادة في إفراز بعض المواد من خلال التأثير على الجهاز السمبثاوي.
الأخ الطبيب ذكر لك بأنك تحتاج للذهاب لطبيب في عمان، قادر على أن يكوي لك العصب المؤدي إلى التسارع في دقات القلب، وهذا الأمر يحتاج لنظر وتدقيق، والطبيب الذي ذكر لك هذا القول لابد أن تكون لديه أدلته القاطعة والصارمة بأنك تحتاج لهذا الأمر، ويوجد الآن مختصون في كهرباء وفيزياء ووظائف القلب العضوية، وأصبح هذا الأمر معروفاً، وموضوع كي بعض مواضع القلب إما لتعديل ضرباته، أو لتنظيمها أو تحسينها، أو القضاء على الضربات الزائدة والطائشة معروف الآن، -والحمد لله تعالى- تقدم العلم تقدماً كبيراً في هذا السياق، ومن الفحوصات الأساسية قبل عملية الكي هذه: أن يتم رصد ضربات القلب، وهذا يتم من خلال جهاز الفولتر، وهو يراقب ضربات القلب لمدة 24 ساعة أو 48 ساعة، وهو جهاز بسيط يأخذه الإنسان معه للبيت.
لا أريد -أخي الكريم- أن أزيد من قلقك وتوترك، وأقول لك أن هذا الموضوع بسيط، وليس هناك ما يمنع من أخذ اسم هذا الطبيب الموجود في عمان، وحين تكون في إجازتك اذهب إليه وخذ بوجهة نظره، هذا من ناحية، أما من ناحية الخوف والرهاب فكما ذكرت لك، فالتحقير مهم، والأدوية لها فعاليتها -إن شاء الله تعالى-، إن فشل هذا فسوف ينجح ذلك -إن شاء الله-.
وأتفق معك أن كل إنسان له الدواء الذي يناسبه، وبكل أسف يصعب معرفة ذلك، لأن المعرفة بالخريطة الجينية للناس لم تكتمل بعد، لكن هناك بعض المؤشرات، مثلاً نجد أن بعض الأسر تستجيب لدواء معين، إذا كان في الأسرة أكثر من شخص لديه اكتئاب أو وساوس أو قلق أو غير ذلك، نحن دائماً نسأل هذا السؤال إذا كان هناك شخص في الأسرة يتناول دواء ما؟ فعملية التناسق والتماهي موجودة.
الزيروكسات هو أقرب عقار مناسب لك، لكنك ذكرت أنك أصبت بشيء من الإحباط حياله لأن نفعه في هذه المرة لم يكن جيداً، فأعتقد أنه يمكنك تجربة السبرالكس فهو معروف بسلامته، ويجب أن تصبر عليه حتى يتم البناء الكيمائي، وجرعته تبدأ بـ10 مليجرام تتناولها يومياً لمدة شهر، ثم تجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 10 مليجرام يومياً لمدة 6 أسهر، ثم 5 ميلجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن الدواء.
وهنالك مدعمات دوائية بسيطة مثل عقار فلوناكسول، وهو دواء جيد لتحسين فعالية الأدوية الأخرى، وكما أنه يزيل القلق والتوتر، وهو غير إدماني، وجرعته حبة إلى حبتين في اليوم من شهر إلى ثلاثة أشهر، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، قطعاً -أخي الكريم- لا أحتم عليك تناول هذه الأدوية لكن هي مجرد مقترحات، وأنت طبعاً لديك طبيبك الذي ترجع إليه، فخذ بما تراه نافعاً لك.
وتمارين الاسترخاء يجب أن تحرص عليها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015)، وتغيير نمط الحياة، وممارسة الرياضة كلها أمور مهمة ومفيدة.
ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.