كيف أتعامل مع أبنائي فهم لا يطيعونني؟
2013-06-05 04:44:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أم عاملة، ولي 4 أبناء، الأول ولد عمره 10 سنوات، والثانية بنت عمرها 7 سنوات، والولد الثالث عمره 3 سنوات و7 أشهر، أما الصغيرة 5 أشهر، المشكلة أنهم عندما أطلب منهم شيئاً يكثرون البكاء، ويلحون على تحقيق طلباتهم، فأنا محتارة ولا أحس بطعم السعادة معهم، كثيراً ما يستفزونني وأتمالك نفسي خاصة مع البنت والولد الصغير، أما الولد الأكبر كنت دائماً أضربه لأنه لا يحترمني ويرفع صوته، وكثير البكاء، ويحب الجلوس أمام الحاسوب لفترات طويلة، وعندما أمنعه يتطاول عليّ، لا يهتم بتنظيف نفسه ودائماً في شجار معه، أما الصغير فيحب دائماً الخروج للشارع ولا يسمع كلامي.
من فضلكم أريحوا بالي، كيف أتعامل معهم؟ هل أحقق لهم كل طلباتهم؟ كيف أتعامل مع الصغير لكي لا يبقى دائماً في الشارع؟ كيف أحسن علاقتي مع الأكبر وأجعله يحترمني؟ علماً أني أتعامل معهم بمبدأ العقاب والثواب، وأغضب عليهم ولا أكلمهم، أريد أن أبدي لهم حبي وأفرح معهم، لكن لا يعطونني فرصة، وكثرة البكاء والإلحاح في طلباتهم تزداد أكثر ونحن أمام الناس، ودائماً يهاجمونني أني لا أحقق لهم ما يريدون.
أفيدوني من فضلكم، ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، وهنيئًا لك بهؤلاء الأطفال الذين نرجو أن يفوزوا منك بالدعوات الصالحات، ونؤكد لك أن الطفولة تحتاج إلى صبر واحتمال، وأن الأطفال في هذه الأعمار التي هم فيها يُتوقع أن تواجهي بعض الصعوبات، ولكن مما يعينك على ذلك -وأنت ولله الحمد امرأة عاملة- أن تهتمي وتراعيهم عاطفيًا، بتخصيص وقت لكل واحد منهم ولو كانت دقائق معدودة، ثم عليك بالعدل بينهم، ثم عليك قبل ذلك بكثرة الدعاء لنفسك والدعاء لهم.
وأرجو كذلك أن يكون للوالد حضور في تربيتهم وتوجيههم، كما نتمنى دائمًا أن تشاركيهم في بعض لعبهم وفي بعض حياتهم، وأن تحرصي على تجنب المسارعة بالعقاب، فإنهم جميعًا في سن لا تسمح بضربهم ولا نفضل ضربهم في هذه السن، واعلمي أن ما يحصل بينهم من خصام ومن شجار، قد يكون السبب فيه غالبًا شعور بعضهم بأنك لا تهتمين به بنفس الدرجة، أنا أقول مجرد شعور منهم، أو شعور بعضهم بأنه لا يوجد عدل، أو حاجة بعضهم إلى لفت نظرك، فلابد أن تتعرفي على خصائص هذه الفئات العمرية، فهم في سن بحاجة فيه إلى الحب والتقدير والتقبل، وأن نقبلهم كيفما كانوا، يعني سواء كانت فيهم نقائص أو إيجابيات، كذلك أيضًا هم بحاجة إلى مقدار من الحرية، وإلى تنمية مهاراتهم، وللمعرفة والإدراك واللعب، وللقدوة التي بين أيديهم.
وأيضًا من المهم جدًّا أن تتعاملي مع هذه الأوضاع جميعًا بمنتهى الهدوء، لأن هذه من المسائل المهمة جداً، فلا تصرخي فيهم، ولا تحاولي أن تُظهري انزعاجًا، ولابد أيضًا كذلك من الاحتفاء بهذا الابن الكبير، فهو في السن الذي يبحث فيه عن المكانة الأسرية، يحتاج إلى أن يُقدر ويحترم، وتعامليه على أنه ناضج، وتركزي على ما عنده من إيجابيات، وحاولي دائمًا أن تنظمي وقته للعب، ولا تُكثري عليه التعليمات والأوامر، وينبغي أن تختاري الوقت والكلمات المناسبة، ولا تأمريه أن يترك اللعب فورًا، ولكن تقولي: (التلميذ الممتاز سيترك اللعب لأن وقت الصلاة قد حان، وابني ممتاز، ولذلك سيترك اللعب) يعني بهذه الطريقة.
كما أرجو أن تكوني إلى جوارهم عند نومهم، فهم بحاجة إلى أن تقبّليهم وتدعي لهم إذا خرجوا، أن تسألي عنهم إذا غابوا، أن تُحسني استقبالهم إذا رجعوا، وأن تعدلي بينهم، وتشاركيهم في بعض اللعب، وفي بعض خصوصياتهم، والأب لابد أن يكون له دورًا في هذا الوضع، وإذا تشاجروا فينبغي أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الهدوء، فهم يستفيدون من هذا الشجار، لكن إذا خرج الشجار عن إطاره فتحول إلى أذية فعند ذلك عليك أن تفرقي بينهم، ثم تعطي كل واحد وظيفة، ثم تحاوري كل واحد على حدة، ثم تطلبي من المخطئ أن يعتذر، ثم تشتركوا جميعًا في نشاط جماعي، كنظافة البيت أو ترتيب المكتبة أو نحو ذلك.
على كل حال هذه الأشياء تحتاج إلى تفصيلات كثيرة، ونحن ننصحك بسماع برنامج (قواعد السعادة الأسرية)، وهو موجود من خلال هذا الموقع، وهو جملة من المحاضرات التي تشرح هذه الأشياء، بالإضافة إلى أساسيات في الحياة الزوجية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.