كيفية الثبات على التوبة النصوح مع وجود الإغراءات
2013-05-23 04:52:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أساتذتي:
1- كيف يمكن للشاب أن يثبت على التوبة النصوح بعد العادة السرية؟ وكيف يقاوم الإغراءات والفتن؟
2- ما هي أساليب اكتشاف الذات وتحقيق التميز؟
3- كيف يبحث ويستكشف أهدافه؟ وكيف يحققها؟
4- ما هي ميادين الأهداف وأنواعها؟
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على رغبة في تصحيح الأوضاع والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونحن نعتقد أن هذه هي البداية الصحيحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والتوبة الصادقة هي التي يتوب فيها الإنسان عن المعصية بصدق وإخلاص وعزم وندم وحرصٍ على حسنات ماحية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
وتوبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب مُحبًّا للمعصية، يعشق أيامها، يحتفظ بذكرياتها وآلاتها ووسائلها وأماكنها، فتب إلى الله توبة نصوحًا، واجتهد في تفادي كل ما يُثير ويُهيج عندك الشهوة، فإن العادة السرية لا تنتج إلا لمن يُطلق بصره، إلا لمن ينظر في الغاديات الرائحات، إلا في من يطلق لشهواته العنان، إلا في من يحاول أن يكون وحده، فإن الشيطان مع الواحد، وإلا لمن يشغل نفسه بالروايات السيئة ويكون مع الصحبة السيئة، إلا لمن يُشاهد الأفلام والمجلات والمواقع السيئة.
إذا تفادى الإنسان هذه الأسباب فإنه يكون وضع رجله على الطريق الصحيح، وعليك أيضًا أن تقاوم هذه الإغراءات – وما أكثرها – والفتن ما أعظمها، نحن في زمان الفتن تمشي فيه على رجلين، والجراثيم تملأ الفضاء، لكن ما كل الناس يُصابون بالمرض، إنما يُصاب بالمرض من فقد المناعة، ولا يسقط في هوة المعصية إلا من ضعفت عنده مناعة الإيمان، وإذا نجح الإنسان في تقوية الإيمان في نفسه فإنه عاصم - بإذن الله تعالى – وبالإيمان أيضًا يتحقق التميز، وبالإيمان والإرادة والمراقبة لله تبارك وتعالى يكتشف المسلم قدرته وذاته ومكانته، فهو ليس تابعًا لغيره، وهو ليس ضعيفًا ليتبع الشيطان، وهو يستطيع أن يفعل الكثير، كيف لا وهو المسلم الذي يترك طعامه وشرابه صومًا لله تبارك وتعالى.
فاجتهد في أن تبحث عن مواطن التميز، والجوانب التي وهبك الله فيها ما تستطيع أن تُقدمه للناس، واجعل لنفسك هدفًا في الحياة، فإنه لا يمكن أن يصل الإنسان الذي ليس له هدفًا، والمؤمن وُجد في الدنيا لغاية عظيمة {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} ولا بد أن يجعل هدفه وغايته في أن يُحقق كذا، وأن يحفظ كتاب الله، وأن يفعل كذا من الإنجازات، ثم يمضي من هذه الدنيا وقد حرص على الطاعات وعمّرها برضا رب الأرض والسموات.
ومسألة الأهداف مهمة، هناك أهداف قريبة وأهداف بعيدة، الأهداف القريبة أن يقرر أن ينجح هذا العام، يحفظ عشرة أجزاء، أن يصوم كذا يومًا في الشهر، والأهداف الكبرى أن يُحقق نجاحات في هذه الحياة، فيُحدد لنفسه معالم الطريق، ويُحدد لنفسه أهدافًا كبيرة ثم يسعى في تحصيلها، ولا بد أن تكون الأهداف معقولة، ولا بد أن تكون متناسبة مع قدرات الإنسان، ولا بد أن يسير إليها سيرًا معتدلاً، فإن المُنْبَتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، الإنسان يُحدد أهدافًا ويمشي بخطوات ثابتة وإن كانت بطيئة، المهم هو أن يمشي، ومن سار على الدرب وصل.
نسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على النجاح في كل ميادين الأهداف القريبة والبعيدة – الخاصة والعامة – وأن يجعل أعمالنا وعملك خالصًا لوجه الكريم، هو ولي ذلك والقادر عليه.