الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أولاً: لابد (حقيقة) أن أشكرك شكرًا عميقًا, وأقول لك: جزاك الله خيرًا في أنك قد قدرت ظروف والدك, وتنازلت بكل أريحية لأن تتاح فرصة الدراسة لأخيك، فهذه (حقيقة) تضحية جميلة وطيبة، ويجب أن تحفزي نفسك بتذكرها والتدبر فيها، هذا الذي قمت به خطوة كبيرة جدًّا.
الذي لاحظته من خلال رسالتك: أنك قد مررت ببعض المحطات النفسية، تقلَّب مزاجك، أصبحت تصابين في بعض الأحيان بشيء من عدم الارتياح، أصبحت حساسة بعض الشيء، لجأت إلى عقاب الذات من خلال أنك أصبحت حبيسة الغرفة, وتشاهدين مسلسلات لفترات طويلة, هذه هي المحطات الرئيسية في حياتك.
وبالنسبة لزيادة الوزن قد تكون علامة من علامات الاكتئاب النفسي، فخمسة إلى عشرة بالمائة من مرضى الاكتئاب يزيد وزنهم، وذلك نسبة لعدم شعورهم بكينونتهم, ولجوئهم إلى الطعام كنوع من التفريغ وإزالة الحسرة، ويقول علماء السلوك أيضًا: إن في ذلك عقوبة للنفس.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أن لديك إمكانات ممتازة لأن تجعلي حياتك أكثر سعادة وأكثر استقرارًا.
أولاً: لا تأسي على ما مضى، فأنت -والحمد لله تعالى- في بدايات طريق الحياة.
ثانيًا: انظري إلى ما هو إيجابي في حياتك، وحاولي أن تطوري هذه الإيجابيات وتقلصي السلبيات.
ثالثًا: عليك بحسن إدارة الوقت، وتجنبي العزلة، لابد أن تضعي جدولاً يوميًا تنفذيه بحذافيره، وهذا سوف يساعدك في إدارة حياتك بصورة إيجابية جدًّا.
رابعًا: اسعي دائمًا في بر والديك، وإن شاء الله تعالى أنت على هذا الطريق، وهذا محفز داخلي مهم جدًّا.
خامسًا: أنا دائمًا أرى أن ذهاب الفتيات لمراكز الدعوة وتحفيظ القرآن فيه خير كثير لهنَّ، يوسّع من المدارك، يقوي الشخصية، يطور المفاهيم، ويعطي الثقة بالذات، ويبني الإنسان علاقات ونسيجا اجتماعيا طيبا وإيجابيا, فيجب أن تعطي نفسك هذه الفرصة.
سادسًا: أريدك أيضًا أن تمارسي أي رياضة معقولة تناسب الفتاة المسلمة, هذا فيه خير كبير جدًّا لك.
لا أعتقد أنك في حاجة لأكثر من ذلك، ومقابلة الطبيب النفسي ما دام فيه صعوبة فلا تزعجي نفسك بهذا الأمر، طبقي ما ذكرته لك، وأضيفي إليه كل ما ترينه مفيدًا في حياتك، المهم أن تعرفي أن الله تعالى قد استودع فيك طاقات إيجابية, حتى وإن خمدت, أو كانت مكبوتة, أو مكنونة، بتقوية إرادتك -إن شاء الله تعالى– تستطيعين أن تحركيها لتعيشي حياة طيبة وهانئة جدًّا.
حياتك لها قيمة، وقيمة عظيمة جدًّا, اهزمي التشاؤم، وكوني متفائلة، وسوف تحسين بالتغيير الكبير -إن شاء الله تعالى-.
وانظري علاج الإحباط سلوكيا: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.