بعد قعودي في البيت أصبحت لا أحب الخروج منه
2013-05-02 10:58:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شكراً لكم على هذا الموقع الرائد إسلام ويب، فقد استفدت وتعلمت الكثير ولا زلت.
قدر الله علي وأصبت بمرض أجلسني المنزل لفتره طويلة أكثر من 4 أشهر، وكنت طريح الفراش لا أتواصل مع الناس، ولا أخالطهم، والآن -والحمد لله- بدأت أسترد عافيتي، ولكني بسبب بعدي عن أصدقائي والناس ومخالطتهم أحسست أني بغربة عنهم بسبب مرضي، وبعدي عنهم، كيف أبدأ من جديد وأعود كما كنت مع أصدقائي والناس؟ مع العلم أني تغيرت كثيراً في هذه الـ 4 شهور، فكلما فكرت في الخروج من البيت أصاب بالقلق والارتباك وأتخيل نفسي وأنا أتعرق، فأرجع كما كنت في البيت.
أيضاً أنا أصاب بالأمراض بسهولة كالزكام وغيره، فكيف أقوي مناعتي بأنواع الأكل أو الأدوية والفيتامينات المقوية للمناعة الجسدية؟ وكيف أزيد من كفاءتي وقواي النفسية؟
لكم كل الاحترام والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن فترة المرض هي فترة قد انقضت وانتهت -الحمد لله-، نسأل الله لك العافية والشفاء، والآن يجب أن تعيش بمعنويات أفضل وبتفكير إيجابي، لأنك قد حصلت على التعافي بفضل الله تعالى، وبشيء من ترتيب الأمور أعتقد أن معنوياتك سوف تتحسن، وحالتك النفسية سوف تكون أكثر انشراحًا.
لا أتصور أن الناس قد انقطعوا عنك تمامًا في فترة المرض، لابد أن يكون هنالك من أتى لزيارتك والاستفسار عن حالك والاتصال بك، هؤلاء سوف يظلون قاعدة ونسيجاً جيداً بالنسبة لك، فخذ أنت المبادرات الآن، وتقدم إليهم، وحاول أن تتواصل معهم، هذه طريقة بسيطة جدًّا لكسر سياج العزلة الذي فرضته على نفسك.
في ذات الوقت أيضًا اربط نفسك بالمسجد، حين تكون الصلاة مع الجماعة لك -إن شاء الله تعالى– أجر عظيم، وفي ذات الوقت تواصل مع إخوانك المصلين، ولابد أن تجد من تتعرف عليه، فالمساجد مكان للقاء الناس ولتعارفهم، فيجب أن تنتهز هذه الفرصة.
المطلب الثالث لبناء العلاقات هو مكان دراستك أو مكان عملك، لابد أن تكون لك مهام في الحياة، ومن خلال ترددك على مكان عملك أو دراستك قطعًا سوف تحس أن علاقاتك الاجتماعية بدأت في العودة.
المصدر الرابع هو الأرحام، قم بزيارة أرحامك وخذ مبادرات حول ذلك.
إذن باتخاذك هذه الخطوات تجد -إن شاء الله تعالى– أن أمورك قد تحسنت، وأن علاقاتك الاجتماعية بدأت في التطور، وأن نمط حياتك أصبح أكثر إيجابية وإرضاء لك.
بالنسبة لموضوع القلق والارتباك والتخيل: هذا كله تفكير سلبي ويجب ألا تقبل هذه المشاعر دون أن تناقشها (لماذا تقلق؟ لماذا تكون متوترًا؟ حتى لماذا تتعرق؟) لا تقبل أبدًا هذه المشاعر، وتجعلها هي التي تحرك حياتك، قل لنفسك: (الحمد لله تعالى أنا طيب، أنا جيد، أنا لدي طاقات، أنا يجب ألا أنعزل) وهكذا.. إذن التغيير الفكري مطلوب حتى تكون فعّالاً وتنتهج المنهج الذي ذكرناه لك.
بالنسبة لموضوع الإصابة بالأمراض والزكام بسهولة: قد لا يكون الأمر متعلقاً بجهاز المناعة، كثير من الناس يعتقدون ذلك، قد تكون هنالك أسباب أخرى، ولذا أنصحك أن تذهب إلى الطبيب، اذهب إلى طبيب الأسرة وقم بإجراء الفحوصات العامة، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يُحدد لك العلة ويوجهك على حسب هذه العلة، بالنسبة لموضوع الزكام والأنفلونزا المتكررة: إذا لم يوجد سبب وكان لديك مجرد استعداد وقابلية فيمكن أن تأخذ (المصل) الذي يعطى ضد الأنفلونزا خاصة في بدايات موسم الشتاء، هذه أصبحت الآن ممارسة معروفة جدًّا.
أما بالنسبة للأطعمة: اجعل غذاءك متوازنًا، الطعام لا بد أن يشتمل على البروتين وشيء من الدهنيات وشيء من السكريات، والأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية والمركبات الأخرى، فالتوازن الغذائي أمر مهم وجيد، ولا أقول لك إنه من المهم أن تتناول أشياء معينة، بعض الناس يتناولون الأميجا ثري، وهي معروفة جدًّا، لكن لا أعتقد أنه شيء يجب أن يعتمد عليه الإنسان، فإذا عاش الإنسان حياة صحية متوازنة، وبغذاء متوازن، والنوم المبكر، وممارسة الرياضة، هذا يكفي تمامًا، مع إجراء الفحوصات الدورية التي تحدثنا عنها، وهذا قطعًا يفيدك أيضًا في كفاءتك وفي قواك النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.