زملائي يشوشون أجواء الدراسة علينا ..فماذا نفعل؟
2013-04-25 03:13:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه في خدمة الإسلام والمسلمين.
لا أطيل عليكم, مشكلتي هي أني في المدرسة وهناك بعض الطلاب الذين هم في وادٍ والدراسة والعلم في وادٍ آخر, يشوشون علينا أجواء الحصص بصفة عامة, وبعض الحصص العلمية بصفة خاصة, كالرياضيات, وبصفة أخص حصة اللغة الإنجليزية بإخراج أصوات مزعجة أثناء شرح المعلم, وعندما يريد بعض الطلاب أن يشتكوا للمعلم ويعلمونه من عمل الصوت يهددونه بالضرب وهكذا..
فما رأيكم؟ كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟ هل ننصحهم؟
بعضهم يقولون لنا إن لم يعجبكم الفصل غيروه, وأنا لا أريد الخروج من الفصل, أريد البقاء فيه، فما ترون أن أفعل حتى لا يشوشون علينا في هذه المواد المهمة؟ هل ننصحهم؟ وإن لم يقبلوا النصح هل نعلم المدرس وإدارة المدرسة بهم؟
مع العلم أني لست خائفا منهم, ويمكنني أن أفعل ذلك بدون خوف, ولكن قد أقع في بعض المشاكل, ولكن لا أبالي, فما ترون أن أفعل؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الكريم– ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد، ويؤسفنا أن بعض الطلاب الذين ليست لهم رغبة في الدراسة يشوشوا على الآخرين، ولستُ أدري لماذا يأتي أمثال هؤلاء، وننصحكم بالتعامل معهم بحكمة، والنصح لهم ولو على سبيل الانفراد بكل واحد منهم من باب النصيحة والتوجيه، ولا نفضل استعداءهم والدخول معهم في مشاكل ومناوشات.
وإذا كان في الأمر حسم فإن الجهة التي تحسم هذه المسألة هي المدرسة وهي إدارة المدرسة، فلا تدخلوا أنفسكم في مشاكل قد تؤثر على مستقبلكم ودراستكم، ويؤسفنا أن بعض هؤلاء الذين لم ينجحوا في أن يُبرزوا أنفسهم بجوانب إيجابية اجتهدوا في أن يظهروا بجوانب سلبية، يخالفون فيها المدرس، ويظهرون فيها العضلات، ويمارسون فيها مثل هذه الممارسات، وكل ذلك لأنهم لم يجدوا ميدانًا من الخير يتميزون به.
وأرجو أن أقول أيضًا بشجاعة: فشلنا نحن في أن نكتشف لهم مواهب يمكن أن نشغلهم بها، ونوجه هذه الطاقات إليها.
عليك إذن أن تسعى في ذلك بحكمة ولطف معهم، وعلى المدرس أن يجتهد في حسم الفصل، وعلى إدارة المدرسة تتبع مثل هذه الأحوال من تلقاء نفسها، وهناك إجراءات ينبغي أن تتخذها بطريقة خاصة، هذه الحصص التي لا تسمع فيها ويحصل فيها التشويش لماذا لا تنتقل إلى الصفوف الأولى أو تنقل الكرسي الذي تجلس عليه لتكون على مقربة من المدرس، وتجتهد في أن تفهم وتستمع حتى تستفيد وتنتفع لنفسك.
وأعتقد أن الإنسان الذي يركز على المدرس قد لا ينتبه كثيرا لذلك التشويش الحاصل، لأن التشويش يحصل دائمًا في الخفاء، وغالبًا ما يحصل في الصفوف الخلفية، فاذهب بنفسك وحاول أن تتقدم، وابحث عن مكان في مقدمة الصف، من أجل أن تستطيع أن تستمع بسهولة.
وأرجو دائمًا أن تصادق الصالحين الطيبين الحريصين على الخير، وانصحوا لهؤلاء، فإنه ليس لهم أن يلحقوا الأذى بالآخرين، فإن هذا أمر محرم من الناحية الشرعية، وربما يدل على حسد وكراهية ومنع للخير -عياذًا بالله- إذا لم تكن للطالب رغبة فعليه أن يترك الآخرين ليستفيدوا وينتفعوا بالدراسة.
وليت هؤلاء علموا أن معالم المستقبل تُحددها قاعات الدراسة، فلا مكان إلا للمتميزين، ولا مكان إلا للناجحين، فهل يُرضيهم أن يجدوا أنفسهم يمسحوا الطاولات لمن كانوا معهم في الصف الذين درسوا فأصبحوا قيادات، وهم لازالوا في مكانهم يراوحون، وإذا خرجوا إلى الحياة العملية فلن تكون أمامهم إلا الوظائف التي سيتضررون منها هم أولاً، مع أن العمل ليس فيه عيب، لكن عليهم أن يستحضروا هذا المعنى، وأن ينظروا إلى تلك الآفاق البعيدة.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يعينكم على طلب العلم، وأن يعين إدارات التعليم والمدرسين والمدارس على ضبط مثل هذه السلوكيات ويقفوا مثل هؤلاء الطلاب عند حدهم، والمجيء بأولياء أمورهم، والتفاهم معهم بوضوح حول هذه المسائل.
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.