أتمنى أن أكون طبيبة مشهورة ويحبني الناس.. فما توجيهكم؟
2013-04-22 04:02:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالبة في الصف الثالث الإعدادي, وأريد أن أصبح طبيبة في المستقبل, وأنا أتخيل صورتي في المستقبل بأني طبيبة مشهورة، ومتواضعة، ويحبني الناس ويأخذون لي اعتبارا, وأرغب بتحقيق ذلك بشدة، ولكني قرأت حديثا عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: يقول فيما معناه: ( لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار فالنار)، وأنا أخشى أن أكون من مضمون هذا الحديث.
مع العلم أني أريد أن أتعلم ما يتعلق بالطب لوجه الله تعالى, وكذلك أريد أن يأخذ العالم لي اعتبارا، خصوصا أنه لا يوجد أحد يأخذ لي اعتبارا في الوقت الحالي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا - إن شاء الله تعالى - طبيبة المستقبل المشهورة، المتواضعة، التي تسعى في نفع الناس، وتبتغي لطلبها بعلم الطب وجه الله، نحن بحاجة إلى طبيبات صالحات يقمن بمعالجة بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
هذا الحديث لا ينطبق عليك – ابنتِي الفاضلة – بل أنت تسعين في مقصد شرعي، ومن حق الإنسان أن يتميز، بل نحن نسعى للتميز، ولا نريد للمسلمة أن تكون إلا متفوقة في مجالها، تقوم بوظيفتها على أكمل الوجوه، فالإتقان مطلب شرعي، والتواضع مطلب شرعي، وطلب العلم والطب وغيره لوجه الله هذا هو الذي يُصلح المسألة من أولها إلى آخرها.
أما الذين قصدهم الحديث فهؤلاء لا يتعلمون إلا للجدال، ولا يتعلمون إلا المسائل التي فيها خلاف، ويبحث في المسائل التي فيها خلاف، ثم يتصدر بها المجالس، إذا جاء الشيخ واجهه بأسئلة تعجيزية، درسها وفهمها ليظهر ويباهي العلماء ويجادلهم ويتصدر المجالس بالحديث والكلام، وهو لا يبتغي إلا هذا، أما إذا كان يتصدر المجالس في كفاءته والناس يقدمونه فهذا عليه أن يتواضع، وعليه أن يشكر الله تبارك وتعالى الذي أنعم عليه بهذه النعم، ولا شيء عليه من الناحية الشرعية.
إذن هذا الحديث لا ينطبق عليك، فابتغي بعلمك – كما قلت – وجه الله، واحرصي أيضًا على بذل النفع للناس، واعلمي أن من حق الإنسان أن يرفض الضيم، وأن يقدر الناس، وهذه صفة في الإنسان، كل إنسان يريد القبول بين الناس، ولا مانع أيضًا حتى الفتاة من أن تسعى في حب الناس، وهي تحب الصالحات منهنَّ، وتختار لنفسها من الصالحين رجلاً تُكمل معه مشوار حياتها، فالإنسان يسعى والصواب أن يدعو الله تبارك وتعالى أن يحببه إلى الناس، وأن يُحبب إليه الصالحين منهم.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونشكر لك هذا الشعور الذي يدل على المحاسبة، وهذا ما يحتاجه الإنسان في كل تصرفاته، يتقيد بأحكام هذا الشرع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.