ساءت حالتي بعد تناول زيسبيرون وأكينتون
2013-04-07 05:45:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الانطواء الحاد وأنا في سن الثانية عشرة، وأعاني كثيرا من الإحراج والرهاب الاجتماعي، والخوف من التحدث أمام الآخرين، ومن نوبات الغضب، وفي سن الـ 18 أصبحت أتخيل أن بعض الأشخاص الذين أعرفهم يسمعونني، وأنا أفكر وأعاني كثيرا من السرحان الدائم، الذي يعيق دراستي بشكل كبير، ذهبت إلى 3 أطباء، وأخبروني بما لدي من مشاعر كبت وبوادر انفصام، ونصحني الطبيب بأخذ قرص واحد (زيسبيرون) ليلا، وقرصي (أكينوتون) الأول نهارا، والآخر ليلا، ومنذ أخذي لـ 4 أقراص زيسبيرون، و8 أكينتون، لم أعد بحالتي الأولى، وصرت غير قادر على التركيز أو التفكير، كما كنت من قبل، مع استمرار السرحان الدائم،
وأريد أن أرجع لحالتي الأولى، فهل من دواء يحقق غرضي؟
آسف على الإطالة، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كامل أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أحسنت أن ذهبت إلى الأطباء وقابلتهم، وطلبت منهم تشخيص حالتك، والميزة الإيجابية جدًّا أنه قد تم إعطاؤك العلاج في وقت مبكر؛ لأن الأبحاث في مجال الطب النفسي وفي مجال الأمراض الذهانية على وجه الخصوص –مثل مرض الفصام– تشير أن التدخل المبكر وتناول العلاج بانتظام يزيد جدًّا من فرص الإنسان في الشفاء والتعافي -بإذن الله تعالى– فأنت قد خطوت الخطوة الصحيحة والسليمة، وأنا أقول لك أن عقار رزبريادون من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك -إن شاء الله تعالى– وقطعًا الهلاوس السمعية التي كانت تأتيك وكذلك الأفكار قد اختفت، هذا بفضل الله أولاً ثم بفضل هذا العلاج.
بالنسبة لعقار (إكينتون): ربما تحتاجه في جرعة حبة واحدة، تناولها مع الرزبريادون، حيث أن الـ (إكينتون) أصلاً ليس علاجًا دوائيًا، إنما هو علاج ليمنع الآثار الجانبية التي قد تنتج من عقار رزبريادون، والرزبريادون عقار ممتاز وسليم جدًّا، لكن في بعض الأحيان – خاصة بالنسبة لصغار السن من أمثالك – ربما يؤدي إلى رجفة بسيطة في اليدين، أو شعور بالانشداد العضلي، لذا تناول عقار إكينتون مناسب جدًّا، لكن أرى أن جرعة حبة واحدة كافية جدًّا بالنسبة لك.
موضوع عدم التركيز: كثيرًا ما يكون مصاحبًا لحالتك المرضية هذه، لكن - إن شاء الله تعالى – بالاستمرار في العلاج سوف تجد أن أمورك قد تحسنت، وبجانب ذلك أنصحك بأن تمارس الرياضة، رياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم أو السباحة – على وجه الخصوص – سوف تساعدك كثيرًا وتحسن من تركيزك.
كما أن أنصحك أيضًا بالنوم المبكر - هذا مهم جدًّا – ويجب أن تكون حريصًا في الناحية الغذائية، رتب وجباتك الثلاثة بصورة متوازنة، حاول أن تتناول الأطعمة ذات الفائدة الغذائية المناسبة والصحيحة، والنوم المبكر له أثر إيجابي جدًّا، لذا أريدك أن تكون حريصًا عليه؛ لأنه يساعد كثيرًا في تحسين التركيز.
بجانب ذلك لا شك أن الاسترخاء العام، وراحة البال، وتوزيع الوقت، وقراءة القرآن بتدبر وتفكر وتمعن، تحسن كثيرًا من التركيز، وحاول أيضًا أن تقرأ مواضيع قصيرة، اقرأ الموضوع أكثر من مرة، وحاول أن تستذكره بعد ذلك وتكرره مع نفسك، هذا أيضًا يحسن التركيز تمامًا.
أيضًا قم ببعض التمارين البسيطة، مثلًا ضع ثلاثة مواضيع أمامك، يمكن أن تكتبها (مثلاً) على ورقة، ثلاثة مواضيع مختصرة جدًّا، مجرد عناوين، تأمل في كل واحدة من هذه المواضيع، ثم قل لنفسك: (بعد ذلك سوف أركز على موضوع واحد) وحاول بالفعل أن تركز على هذا الموضوع، وقم بمناقشته من جميع جوانبه. هذه أيضًا من التمارين البسيطة التي تحسن التركيز.
في بعض الأحيان تُضاف مضادات الاكتئاب بعقار رزبريادون؛ لأن مضادات الاكتئاب بصفة عامة جيدة وترفع المعنويات وتزيل عسر المزاج، وهذا ينتج عنه تحسن كبير، فإضافة أحد هذه الأدوية ربما يكون مفيدًا لك، لكن لا أريدك أن تخطو هذه الخطوة إلا بعد أن تقابل طبيبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.