أعاني من الهيستريا وأخشى أن تفاجئني في الفحص.. ماذا أفعل؟
2013-03-21 02:24:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ ثلاث سنين ونصف من الهيستريا، وأريد أن أكمل دراستي (المرشدة النفسية)، نصحتني بقطع الدراسة بسبب فقدان الذاكرة الجزئي، والدكتور نصحني بإكمال دراستي، وأنا محتارة وخائفة تأتيني النوبات في وقت الفحص ماذا أفعل؟
مع العلم أني الآن توقفت عن العلاج، والمرض يتطور عندي.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
ما كان يعرف بمرض الهستيريا أصبح الآن تدور حوله الكثير من الشكوك فيما يتعلق بالتشخيص، وكلمة هستيريا أتت من الرحم، يعتقد الأقدمون أن المرأة تحدث لها بعض الانفعالات النفسية الشديدة الناتجة من هذا الأمر من تجوال الرحم في بطنها، هذا الكلام بالطبع كلام غير صحيح.
دراسات كثيرة جداً أجريت حول هذا المسمى أي مسمى الهستيريا، واتضح أنه مسمى غير صحيح، وأنه يمثل عقدا ووصمة اجتماعية ونفسية كبيرة للناس، فاستبدل هذا الفكر تماماً بأنواع معينة من القلق النفسي الذي قد يطرأ على بعض الناس مما ينتج عنه ما يعرف بالعصاب التحولي، أو العصاب الاشتقاقي.
فالذي أريد أن أوضحه لك أنه يجب أن لا تطلقي هذا التشخيص على نفسك، حتى ولو ذكره لك بعض المختصين، هذا مهم جداً، وهذا يقودنا إلى أهمية أن تقابلي طبيبا نفسيا مقتدرا ليتدارس طبيعة مشكلاتك، فأنت قلت أن لديك فقدانا جزئيا في الذاكرة، هذا الفقدان الجزئي في الذاكرة هو حقيقة أمر عصابي ونفسي، وليس أمراً عضوياً يعني أن خلايا الدماغ الخاصة بك ومراكز استقبال المعلومات، وتمحيصها وفحصها وتخزينها، ثم إخراجها من أجل الاستفادة منها سليمة، فهذا الفقدان الجزئي ما هو إلا نوع من التهيؤ النفسي، والذي أراه أن من أهم وسائل علاجه أن لا تستجيبي له.
وإكمال دراستك أعتقد أنه سوف يكون العلاج أما أن تبتعدي عن الدراسة، وتقولي أنك خائفة من هذه النوبات لا توجد نوبات، كلها مجرد مشاعر إيحائية، ويجب أن تكوني قوية في مواجهتها، وتواصلي دراستك، حتى لا يحدث لك أي نوع من التوتر العصابي، والذي وصفته بالنوبات، وأنا لا أوافق على ذلك يجب عليك أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، أن تكوني فعالة، وأن تنظمي وقتك، وأن تشاركي أسرتك في كل ما يخص الأنشطة الأسرية، وما يعود عليك وعلى أسرتك بالنفع، كوني بارة بوالديك، وتواصلي مع صديقاتك، احرصي في أمور دينك هذا هو العلاج، ويجب أن لا تتقبلي أبداً إطلاقاً لفظ الهستيريا عليك.
أنا ضد هذا الأمر تماماً، وهذا في حد ذاته يمثل العلة الرئيسية أي أن توصفي بأن لديك هستيريا، لا، انظري إلى نفسك نظرة محترمة إيجابية، أنت شابة على أعتاب الحياة الحقيقة، ولديك طاقات نفسية، لديك طاقات وجدانية، ولديك طاقات فكرية، وطاقات معرفية يجب أن نسخرها، ويجب أن يستفاد منها، وأن تكوني نافعة لنفسك ولمن حولك وللآخرين، ولابد أن يكون لك هدف في هذه الحياة، وتسعين من أجل تحقيقه والوصول إليه من خلال آليات عملية ومعقولة ومتوفرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.