الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، حالتك واضحة جدًّا - أيتها الفاضلة الكريمة - وهي نوع من قلق المخاوف الوساوسي، والحالة بدأت كنوبة عرض أو فزع، وبعد ذلك أصبحت تلك الأعراض أكثر استحواذًا وإطباقًا، وظهرت المكونات الوسواسية في شكل ما نسميه بالقلق الاستباقي، أو القلق التوقعي الذي أحد مكوناته الرئيسة هي المخاوف, وكذلك الوساوس.
أنا أقول لك: أرجو أن تطمئني أولًا، وأفهم طبيعة حالتك؛ فهي وإن كانت مزعجة لكنها ليست خطيرة, وصرف الانتباه عنها يعتبر علاجًا رئيسًا وأساسيًا, وصرف الانتباه يتأتى من خلال أن يحاول الإنسان أن يشعر بأن صحته ممتازة، وأن يدير وقته بصورة صحيحة، وأن يعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة, مع النوم المبكر، والدعاء, وإقامة الصلوات في وقتها، والتنظيم الغذائي، وأن يكون الشخص إيجابيًا في تفكيره.
أنت لديك أشياء طيبة في حياتك, فيجب أن تدفعك نحو الفكر الإيجابي المؤسس، فأنصحك بهذه الحياة الصحية, وأعتقد أنها سوف تمثل دافعًا ممتازًا لتقليص كل أعراض الخوف والقلق والوساوس التي تعانين منها.
وبالنسبة لموضوع النزيف: فلا أعتقد أن له علاقة بحالتك.
لكن الإنسان الذي لديه قابلية للقلق والاستعداد والمخاوف يتخوف من كل شيء, ومن هذه الناحية ربما يكون هنالك تأثير رمزي بسيط؛ فأرجو أن تطمئني.
العلاج الدوائي: أرجو ألا تتخوفي منه, ولا تتردي حياله، فالسبرالكس عقار جيد جدًّا؛ لكني أرى أن توجهك نحوه سلبي بعض الشيء؛ لكن أنصحك بدواء آخر متوفر في مصر, والدواء هو سيرترالين (Sertraline), وزولفت (Zoloft )، وأيضًا لسترال (Lustral), وهناك منتج مصري يسمى (المودبكس) وهو منتج جيد.
والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة 25 ملي جرام, تتناولينها ليلًا لمدة 10 أيام, بعد ذلك اجعليها حبة كاملة - 50 ملجم -, استمري عليها لمدة شهر, ثم اجعليها حبتين ليلًا - أي 100 ملجم - وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر, بعد ذلك خفضيها إلى واحدة ليلًا لمدة 6 أشهر, ثم اجعليها نصف حبة ليلًا لمدة شهر, ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقفي عن تناول الدواء.
مدة العلاج هذه ليست طويلة أبدًا, وهي مدة معقولة, وأنا أعتقد أنك إن استشرت طبيبتك النفسية أنها لن ترفض ما نصحناك به، وأريدك أيضًا أن تركزي على تمارين الاسترخاء, ويمكن للطبيبة النفسية والأخصائية النفسية العمل معها؛ على أن تقوم بتدريبك على هذه التمارين, وإن لم تتمكني من مقابلة الطبيبة أو الأخصائية النفسية فيمكنك أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب (
2136015) وسوف تجدين بها بعض الإرشادات المفيدة جدًّا لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء, والتي نعتبرها الآن أحد العلاجات السلوكية لعلاج القلق والخوف والوساوس والتوتر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.