صوتي يختنق ورجلي ترتعش عند إمامة المصلين.. ساعدوني
2013-03-16 18:21:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
عمري 18 سنة، أعاني من مشكلة الرهاب من التحدث أمام الجمهور، أو أمام الطلاب في المدرسة خوفاُ من الانتقادات، وأيضا من إمامة المصلين أحس أن صوتي يختنق مع رعشة في الأرجل, مع أني كنت لا أهتم بهذا، وكنت أصلي بالناس وأصدقائي.
أما اليوم فلا أستطيع وأنا حاولت أن أقاوم، لكن كلما صليت حتى بشخص واحد أشعر بشيء غريب، مثل: الخوف داخل جسمي يخنق صوتي, مع أني -والحمد لله- مثقف، وأمتلك معلومات، أتكلم بفصاحة بين أصدقائي، وبين أناس لا أعرفهم، وأقدم النصائح، وأساعد من طلب العون مني، لكن هذه المشكلة تحرجني أمام الناس عندما يقدموني في الصلاة، فألتمس لهم الأعذار.
وكنت وأنا في المرحلة الإعدادية أعمل إذاعات مدرسية مميزة، دخلت الثانوية، وغيرت المدرسة، وكنت لا أستطيع في الثانوية أن أقدم أي شيء في الإذاعة.
فأرجو منكم مساعدتي، وإعطائي اسم دواء، أو علاجا سلوكيا، ولكم مني خالص الشكر، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، وعلى التواصل مع موقعنا.
تنتشر في المجتمع حالات كثيرة من الرهاب أو الخوف بأنواعه المختلفة، كالخوف من شيء محدد كالمرتفعات، والليل، وبعض الحيوانات كالكلب، أو الأفعى، أو الخوف من بعض الأمراض، وأحيانا الخوف من مواقف معينة كالخوف الاجتماعي، وهو أكثرها انتشارا، حيث يصعب على الشخص الاجتماع بالناس، أو الحديث أمامهم، أو أن يؤمهم بالصلاة، بالرغم من عدم وجود آفة لسانية أو كلامية، فهو عندما يكون بمفرده أو مع من يعرف جيدا ويرتاح إليهم كأسرته، فلا تظهر عنده أية أعراض لمشكلة الكلام أمام الناس.
وقد يجد الإنسان نفسه مدفوعا لتجنّب المجالس التي يتواجد فيها الجمع من الناس، والتي يشعر أنه يمكن أن يطلب منه الحديث أمامهم ولو بكلمات بسيطة.
وفي كثير من الأحيان يمكننا ردّ هذه الحالات من الرهاب لحادث ما في الطفولة عندما اضطر التلميذ للحديث أمام زملائه والمعلم، فلربما علـّق أحدهم على كلامه أو استهزأ به بطريقة أو بأخرى، أو أنه قد تعرض لحادث خوف من حيوان، أو موقف معين، وفي كثير من الحالات يصعب علينا اكتشاف مثل هذه الحوادث والمواقف المسببة.
ويبدأ الشخص يفكر طويلا في هذا الشئ الذي يخافة، وقد يمنعه هذا من حضور بعض الأنشطة التي في حقيقته يحبها ويتطلع إليها، إلا أنه يخشى وجود ما يخافه، ويطيل التفكير في هذا الخوف، وهذا ما يزيد من قلق الشخص بانتظار متى سيجد نفسه مجددا في مثل هذه الصعوبات، فإذا بالمشكلة تصبح مشكلتين، مشكلة قلة الثقة في القدرة على الحديث أمام الناس، ومشكلة القلق الدائم من اللحظات التي سيعيش فيها هذه المشكلة الأولى.
فما هو العلاج؟
هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تخفف من أعراض الرهاب أو الخوف، وإنما ولكون الخوف مشكلة في الأصل سلوكية، فعلاجها بشكل أساسي هو العلاج السلوكي، وأحيانا نقول العلاج المعرفي السلوكي، حيث يقوم على تغيير قناعات الشخص وأفكاره، ومن ثم تغيير سلوكه، ولعلاج الرهاب الاجتماعي على سبيل المثال، عندما يخشى الشخص الحديث أمام الناس، فيمكن أن يفيد ما يلي:
• محاولة الحديث بصوت مرتفع وبشيء من التدريب عندما يكون الشخص منفردا.
• ومن ثم يحاول أن يأخذ راحته بالحديث أمام من يعرف، ويرتاح إليهم كالأسرة، وأن يعتبر هذا نوعا من التدريب.
• ومن ثم يحاول الدخول في بعض المواقف الاجتماعية، والمجالس الصغيرة أولا، ومن ثم الأكبر، وأن يحاول أن يقول أولا كلمات قليلة، وبعد أن يشعر ببعض الثقة بالنفس، يمكن أن يزيد كلامه وبالقدر الذي يرتاح إليه.
• الانتباه لعدم التجنب الكامل للقاءات الناس، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، حتى يجد الشخص نفسه في عزلة كاملة عن من حوله.
• ويمكن أن تستعين بصديق لك، فتصارحه بالمشكلة؛ لأن السريّة الشديدة تزيد المشكلة أيضا اشتدادا.
ويمكن أيضا أن تستعين بهذا الصديق لتتدرّب بالحديث معه بشكل ثنائي، ومن ثم يمكن أن يرافقك لبعض المجالس، فقد وجد أن وجود من تعرف وتثق به يخفف عنك من هذه الصعوبة.
ويمكن للمزيد من الاطلاع على الأمراض النفسية ومنها الرهاب وقراءة كتاب في الأمراض النفسية، أن يخفف من شدة هذا الرهاب، بعد التعرف على طبيعته واسبابه وعلاجه أو التكيّف معه.
وفقك الله، ويسّر لك الخير والنجاح.