معاناتي مع الاكتئاب ونوبات الفزع والوسواس القهري
2013-03-09 06:05:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
رسالتي موجهة إلى الدكتور محمد عبدالعليم، حفظه الله:
أنا أعاني منذ ما يقارب من خمس سنوات من نوبات الهلع والاكتئاب والوسواس، ولقد استخدمت العديد من الأدوية، سبرام، لوسترال، سيبرالكس، وأخيرا بروزاك، وكانت النتائج لا بأس بها مؤخرا، أضاف لي الطبيب بريستيك 50 إلى جانب البروزاك20، ووصف لي لوكستانيل للاستخدام أول أسبوعين، للتخفيف من القلق الذي يسببه البروزاك والبريستيك، وقد تناولت منه الليلة الماضية بمقدار 3 ملم.
أود أن أستشيرك بخصوص الأدوية والجرعات والمدة، وأنسب وقت لتناولها، فأنا أثق في رأيك كثيرا، وجزاك الله كل خير، ونسيت إخبارك أني أعاني من الأرق، وأعاني من القولون العصبي والفيبروماليجيا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المكونات النفسية التي ذكرت أنك مصاب بها وهي (الهلع والاكتئاب والوساوس) أرجو أن تعتبرها منظومة نفسية واحدة، لأنها متداخلة، وهذه الجزئيات كلها تنتمي إلى مجموعة من الحالات النفسية تعرف بالاضطرابات الوجدانية، ولا أريدك أن تكون تحت انطباع أنك تعاني من حالات مرضية متعددة، لا.. هي حالة واحدة متداخلة، ويمكن أن نسميها (نوبات القلق الاكتئابي الوسواسي).
بالنسبة للعلاج: قبل أن أشرع في الحديث عن الأدوية أريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تحقّر فكرة الوساوس، وأن تقاومها، والاكتئاب النفسي دائمًا يتصيد صاحبه من خلال فرض أفكار سلبية تكون مهيمنة ومستحوذة على الإنسان، والعلاج هنا يتطلب أن يُحقر الإنسان هذه الأفكار السلبية ويستبدلها بأفكار وأفعال إيجابية، ومن الضروري ألا تنقاد بمشاعرك وعواطفك، إنما تنقاد بأفعالك وأعمالك وإنجازاتك، لذا من المهم أن تدير وقتك بصورة جيدة، وأن تكون نافعًا لنفسك ولغيرك، هذا يُمثل جوهر العلاج النفسي السلوكي الصحيح.
أنت أيضًا تعاني من القلق والقولون العصبي والـ (فيبروماليجيا) هذه تُحتم عليك أن تمارس الرياضة، هذه الأحوال الثلاثة تتطلب ممارسة مستمرة للرياضة، وإذا التزمت بهذه الممارسة سوف تجد أن النتائج والمخرجات كانت جيدة وممتازة جدًّا ومفرحة لك؛ لأن الرياضة تُزيل الشوائب النفسية، الرياضة تُجدد الطاقات النفسية وكذلك الجسدية، تُحسن المعنويات كثيرًا، تُعطي الشعور بالاسترخاء، وتُزيل الأعراض النفسوجسدية الناتجة عن القولون العصبي، وكذلك الـ (فيبروماليجيا)؛ فأرجو أن تهتم جدًّا بموضوع الرياضة.
فيما يخص الأدوية: الأدوية التي وُصفت لك هي أدوية ممتازة، وجيدة جدًّا، وبالنسبة لاستخدام البرستيك والبروزاك: المفضل أن يتم تناولهما في أثناء النهار، لكن بعض الناس قد يشتكي من استرخاء زائد يحدث له من تناول هذه الأدوية نهارًا، لذا نقول أنه يفضل تناولها ليلاً في مثل هذه الحالة، وأنا أيضًا في بعض الحالات أميل أن أصف البروزاك في الفترة الصباحية، و البرستيك في الفترة المسائية، فيمكن أن تتعامل مع الدواء بأخذ إحدى هاتين الطريقتين، لكن تجنب بصفة عامة تناول البروزاك ليلاً؛ لأنه في بعض الأحيان قد يسبب الأرق ويزيد من مستوى اليقظة لدى الإنسان.
بالنسبة للوكستانيل: أنا حقيقة أتخوف كثيرًا من هذه الأدوية، لا أقول أنها ممنوعة، على العكس تمامًا هي أدوية ممتازة ولطيفة جدًّا إذا استعملها الإنسان الاستعمال الراشد، لكن بخلاف ذلك قد تؤدي إلى التعود وإلى الإدمان، أنت بدأت بثلاثة مليجرام، هذه جرعة أقول أنها سليمة لكنها كبيرة نسبيًا، كان من المفترض أن تبدأ بواحد ونصف مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على ثلاثة مليجرام – وبعد ذلك تُلاحظ مستوى التحسن، وإن كان هنالك حاجة لتناول ثلاثة مليجرام تتناولها لمدة لا تزيد عن أسبوع، بعد ذلك ترجع مرة أخرى إلى واحد ونصف مليجرام يوميًا لمدة أسبوع آخر، ثم تجعلها واحد ونصف مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
إذن الـ (لوكستانيل) يفضل ألا تتناوله لأكثر من ثلاثة أسابيع، والطبيب قد نصحك بأسبوعين، وأعتقد أن هذا قرار ممتاز جدًّا من الأخ الطبيب الذي وصف لك العلاج.
أيها الفاضل الكريم: اسعَ في تحسين صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري, وقد تحدثنا عن أهمية الرياضة، أضف إلى ذلك: كن حريصًا على أذكار النوم، وتجنب تناول الشاي والقهوة والميقظات الأخرى، مثل البيبسي والكولا والشكولاتة في الفترة المسائية.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.