الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالطبع هناك فرقٌ كبيرٌ بين الجماع وبين الاستمناء، وهذا في كل مراحل الممارسة في الأمرين، ويشمل هذا أموراً نفسيةً وعضويةً أيضاً.
ففي البداية نتحدث عن مقدمات كلٍ من الأمرين، ففي حال الجماع والعلاقة الزوجية الجنسية، تكون مقدمات الجماع هي علاقةٌ زوجيةٌ طبيعيةٌ بين شريكين جنسين بينهما المودة والحب والتوافق النفسي والاجتماعي، وبالتالي يكون الجنس هو تتويجٌ لهذا العلاقة العاطفية، وهو ما يدعم هذه العلاقة النفسية الرائعة، ويكون الجماع نتيجة إثارةٍ جنسيةٍ متجددةٍ بين الطرفين بطريقةٍ حلالٍ وطريقةٍ مريحةٍ نفسيةٍ للطرفين، وهو عكسٌ تماماً ما يحدث مع الاستمناء، حيث يكون نتيجة التعرض لمثيراتٍ جنسيةٍ نتيجة إطلاق البصر في الحرام، مثل الأفلام الإباحية، أو علاقةٍ غير شرعيةٍ، أو اختلاطٍ، وبالتالي تكون العادة السرية مصاحبةً لإحساسٍ بالتوتر والقلق والإيلام النفسي نتيجة الشعور بالذنب من تلك الممارسة الغير شرعية في نفسها، أو نتيجة المقدمات لها، وهو ما ينعكس على الصحة من حيث الأضرار النفسية قبل العضوية التي سنوضحها بإذن الله.
نأتي للفرق أثناء الممارسة الفعلية فنقول: إن وجود شريكٍ جنسيٍ في الجماع يختلف تماماً عن الممارسة المنفردة التي تسبب الشعور بالوحدة والانطوائية والرغبة في الانفصال عن الآخرين، مع الإحساس بالمعصية الكبيرة نتيجة الرغبة في التخفي عن الناس أثناء ممارسةٍ غير شرعيةٍ، أما في الجماع فالوضع مختلفٌ، فالجنس يزيد من الحب والتناغم بين الزوجين ويسبب راحةً نفسيةً كبيرةً وإقبالاً على الحياة بصورةٍ كبيرةٍ، وعليك بسؤال المتزوجين في هذا كم يسبب الجماع من سعادةٍ للطرفين وراحةٍ نفسيةٍ كبيرةٍ، وبالتالي يختلف الأمر أيضاً من الناحية النفسية أيضاً كثيراً أثناء الممارسة.
نأتي للقذف وهو سؤالك الأساسي ونقول: إن فرقاً كبيراً من الناحية العضوية بين القذف داخل المهبل عند الجماع وبين القذف الخارجي أثناء الاستمناء، حيث يؤدي القذف داخل المهبل إلي إشباعٍ جنسيٍ كاملٍ يسبب أقصى درجات المتعة، وكذلك يزيل أي احتقانٍ محتملٍ للبروستاتا، وبالتالي تكون الراحة الجسدية الكبيرة ومعاودة النشاط والحيوية للزوج بعد الجماع فضلاً عن المتعة والراحة النفسية، أما في الاستمناء فيسبب تكرار القذف الخارجي احتقانا في البروستاتا نتيجة عدم الإشباع الجنسي، وبالتالي يكون الألم العضوي سواءً في منطقة البروستاتا أو في بقية الجسد، مع زيادة احتمالات حدوث التهاب البروستاتا الذي يزيد من هذه الأعراض.
وبعد انتهاء الممارسة نجد الفرق الكبير في الناحية النفسية والعضوية بين الحالتين، ففي الاستمناء هناك جلد الذات وإيلام النفس والحزن والغم والاكتئاب نتيجة المعصية والإحساس بالضعف والذل أمام شهوة الإنسان، وهذا عكسٌ تماماً ما يحدث مع الجماع بالطبع.
لذا الفروق النفسية كبيرةٌ وعميقةٌ، وكذلك العضوية والجسدية بين الأمرين، لذا فلا أرى مجالاً للمقارنة، وعليك بالتوكل على الله، ودوام الدعاء، وبإذن الله ييسر لك الزواج عاجلاً.
وللفائدة راجع هذه الروابط حول أضرار هذه العادة السيئة: (
2404 -
3858 –
24284 –
24312 -
260343 )، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (
227041 -
1371 -
24284 -
55119 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (
469-
261023 -
24312)، وكيفية التخلص من مشاهدة المواد الإباحية: (
3731 -
1978 -
26279 –
268849 -
283567 ).
والله الموفق.