أحب شابًا وأحادثه، فكيف يمكن أن أنهي العلاقة بيننا؟
2013-02-11 12:21:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد: أنا دانية، وأنا في الخامسة عشرة من عمري، أحب شاباً في العشرين من عمره، وهو أيضاً يحبني، ويريد التقدم لخطبتي؛ لكن في الوقت المناسب، حتى ينتهي من تعمير البيت، وحتى أكمل أنا دراستي، أو بالأحرى حتى أدخل الجامعة، وهو يكون قد انتهى من تجهيز البيت.
لكنني الآن فعلت أمراً لا يجوز فعله، وهو أنني أحادثه كتابة على (الفيس بوك)، لكن في حدود العقل، أي أنه لا يجب أن يتعدى حدوده في الكلام، هو أيضاً أصر علي نحو 5 مرات للارتباط به.
سؤالي الآن: هل يجوز لنا أن نتواصل كتابة على (الفيس بوك) حتى ينتهي من إكمال تجهيز البيت، وحتى أنتهي أنا من إكمال دراستي؟ لأنه حتى لو ابتعدت عنه في (الفيس بوك) لن أبتعد عنه في الحياة اليومية، لأنه يكون ابن جيراننا، ويسكن بالقرب منا، لكنني رأيته جاداً في علاقته بي، ويحبني جداً، وهو شاب محترم، وواع لما يفعله.
علماً أني أخاف أن يخبر أصدقاءه، لكنني أثق به، أحياناً أعتقد أنني على صواب، وأحياناً أعتقد أنني على خطأ ويؤنبني ضميري، أحبه جداً جداً، وأخاف إن ابتعدت عنه أن تسوء حالته، لأنه يحبني جداً ومتعلق بي، وهو جاد في التقدم لي.
ماذا يجب علي أن أفعل؟ وماذا يجب أن أقول له بالحرف الواحد؟ لأنه يصعب إقناعه كوننا متعلقين جداً ببعضنا.
أرجو مساعدتي وتوجيهي نحو الصواب.
تقبلوا فائق الاحترام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به ويسعد بك .
أختنا الفاضلة: بارك الله لك ابتداء في تدينك، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً على دينك، فالظاهر على رسالتك التدين، وهذا أمر جيد كما يظهر كذلك معرفتك مسبقاً بالحكم الشرعي، وأنك غير مقتنعة بمحادثتك الشخصية مع الشاب، وهذ أمر واضح في آخر سؤالك، ونحن نجيبك أختنا بما يلي:
- كوني على ثقة بأن الأمور تسير وفق أقدار الله عز وجل، والشخص الذي تسألين عنه إن كان في سابق علم الله زوجاً لك فسيكون حتماً، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان.
ثانياً: إن عز الفتاة في تمسكها بدينها، وما يزيدها رفعة حرصها على ذلك، وحفاظها على نفسها وأسرتها من القيل والقال، وحديثك إلى هذا الشاب في (الفيس بوك) أو غيره هو أمر يخالف ديننا، وقد يدفع بك الأمر مع الاستمرار إلى ما لا تحبين ولا ترتضين.
ثالثاً: الشاب المتدين يحب في زوجته الدين، وكلما كانت متمسكة بدينها كلما زاد ذلك في تمسكه بها، وحرصه عليها، والعكس بالعكس.
رابعاً: المحادثات بلا شك تدفعك إلى التغير وتدفعه كذلك إليه، وهذا له مضار عديدة على المستوى التديني، لأنك تشعرين أنك تصلين وتصومين وتفعلين الخير وترتكبين الإثم، وعلى المستوى الفكري سيشتت تفكيرك، ويصرفك ويصرفه عن المذاكرة والانتهاء من الواجب الوقتي لكم.
خامساً: بعض الشباب في فترة من فترات عمرهم يكونون صادقين ثم تتغير أهواؤهم، ويتغير ميولهم، فيكون ما يريده بالأمس هو ما يعافه اليوم، وما كان يحرص على التقرب منه بالأمس هو ما يجتهد في الابتعاد عنه اليوم، وسبحان مقلب المقلوب، والفتاة العاقلة هي من لا تبني حياتها على الأوهام.
رابعاً: حين اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة لا ينظر المرء إلى الألم الطارئ، ولكن ينظر إلى العافية، فالمريض عند الجراحة يعلم أنه هناك ألم، ومع ذلك يحرص على إجرائها لأن فيها العافية، كذلك أنت حين تعلمين أن الشرع لا يجيز لك الحديث لا تنظري إلى الألم الطارئ، ولكن عليك أن تتطلعي إلى مرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنك تفعلين ذلك تمسكاً بدينك، وحفاظاً على سمعتك وسمعة أهلك.
خامساً: يمكنك أن ترسلي له رسالة بأنك لا تفعلين أي أمر في حياتك إلا إذا كان موافقاً للكتاب والسنة، وأنك علمت أنه لا يجوز أن تخاطبي من لا يحل لك، إلا إذا كان الأمر رسمياً، أي بعد الزواج.
هذا الكلام سيدفعه إلى مزيد من العمل، ويدفعك إلى مزيد من التقدم في حياتك.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله ولي التوفيق