كيف أتعامل من طفلي كثير العناد؟
2013-02-13 11:08:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني الأكبر يبلغ من العمر 7 سنوات, كثير العناد والمشاغبة, ويؤذي كل من حوله, كثير الشجار مع أخيه ذو 3 سنوات، كثير الحركة, ولا يحب الدراسة, بالرغم من ذكائه وتفوقه, كثيرا ما يثير عصبيتي بسبب صراخه على أخوه وتعمده إغضابه.
لا يهتم بنظافته, ولا بمظهره, ويستحيل أن يطيعني في شيء, يعمل دائما ما يريده هو من دون أن يفكر في عاقبته, كأن يلعب بالنار, أو يذهب إلى البحر مع رفاقه ومن دون أن يستمع لتهديدي له بالعقاب.
كثيرا ما يثير غضبي فأنهال عليه بالكلمات الجارحة وأحيانا أضربه, تؤرقني مشاكله كثيرا, وأريد أن أسيطر على نفسي وعلى غضبي تجاهه, وكذلك أريد أن أقوم سلوكه, فما الحل برأيكم؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.
في العادة فإن الصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة, وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله, وهذا الأمر ينطبق على عناد طفلك، فربما عناده هذا يحميه من تأثير أصدقاء السوء إذا ما دعوه لفعل سلوك غير مقبول, وربما هنا أخشى أكثر على الطفل غير العنيد، والذي يسهل التأثير عليه، إيجابيا أو سلبيا.
وربما الكثير من هذا العناد أيضا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.
فماذا نفعل مع الطفل الذي عنده العناد؟
كل طفل صغير في هذا العمر يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح, ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد لا يعني بالعنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح أن تكسير الأشياء بهذا الشكل غير مسموح أبدا، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماما فيما تقولي له.
ويجب أن نتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان أن لا تتاح له فرصة "كسر" كلمتنا، فلا تكون مثلا ظروف خروجه عن تعاليمنا متوفرة له بسهولة، أو أن نبتعد عنه ولمدة طويلة، فتراوده نفسه على عصياننا والقيام بما منعناه منه.
وأفضل من المنع عن العمل السلبي الذي يزعجك، هو أن تشجعيه على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا تريدينه أن يفعل، أي أن نملئ وقته بما هو مفيد ومسلٍ فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتنا والخروج من البيت.
وسأشرح هنا شيئا أساسيا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك.
إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال -وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا- هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه, ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية, ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة لأننا -نحن الآباء والأمهات- لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل لا أحد ينسى"!
وقد ذكرت مثلا أن طفلك "يستحيل أن يطيعك في أمر ما" ولا أعتقد هذا بهذا التعميم والإطلاق، فلا بد وأنه سمع كلامك مرة، وعلى قلة هذه المرات، فعليك هنا أن تلاحظي هذه المرات القليلة ولو كانت نادرة، وتعززيه عليها، بالشكر عليها، وبالرغم من المرات الكثيرة التي لا يطيعك فيها.
وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد بدلا من أن نعطيهم سمكة, والكتاب هو "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه من موقع نيل وفرات دوت كوم.
ولا شك أن مما يعينك كثيرا جدا أن تكوني أنت في حالة من الراحة والاسترخاء عن طريق القيام ببعض الهوايات المفيدة كالرياضة وغيرها، وكما ذكرت في سؤالك "أن تسيطري على نفسك".
حفظ الله طفلك، وأطفال كل الآباء والأمهات.