أحب صديقتي ولكني أحسدها وأغار منها.. كيف أتخلص من ذلك؟
2013-02-03 11:02:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
لي صديقة عزيزة على قلبي لما أتذكرها أو أفقدها أدعو لها بالسعادة وتحقيق أمنياتها، صديقتي كانت أمنيتها أن تتزوج، والآن خطبت، وتم عقد قرانها.
المشكلة أنها عندما تتحدث لي عن زوجها أو أسمع عن الزواج أحس بالغيرة والحسد؛ لأنها تزوجت، وأني لم يطرق أحد بابي، علما أني دعوت لها أن يحقق أمنياتها ويرزقها فرحة تجعلها تسجد لله باكية.
بصراحة تعبت من الغيرة، والحسد يصارعني أريد التخلص من مشكلتي، لكن لاأعرف كيف؟ أخاف على صديقتي أن تصاب بمكروه، وأتمنى لها السعادة، وأن تكون دائما بخير.
دائما لما أحس بهذا الإحساس أستغفر ربي، وأدعو لها أن يديم عليها ويرزقني كما رزقها، كيف أتخلص من الغيرة والحسد؟ لأني بصراحة تعبت، وليس ذلك بإرادتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك هذه الاستشارة التي تحمل مشاعر نبيلة، ونسأل الله أن يعينك على التخلص من الغيرة الزائدة والحسد، فإنه لا يخلو جسد من حسد، ولكن المؤمنة تخفيه والمنافقة تُبديه، وقد أحسنت بالدعاء لصديقتك بطلب الخير لها، وبالفرح بسعادتها، وسوف يعوضك الله خيرًا، بل أنت مأجورة على هذه المشاعر النبيلة، وهذه الروح الكريمة، التي جعلتك ممن تتمنى الخير لصديقتها، تتمنى الخير لأخواتها، والمؤمنة إذا وجدت نعمة الله تنزل على أختها، فإنها تفرح لها، تشكر الله على ذلك، وتسأل الله من فضله، كما فعل نبي الله زكريا عندما دخل على مريم، وهو الذي كان يتولى إكرامها وإطعامها، لكن لما دخل عليها وجد عندها رزقًا، وجد عندها من الفواكه والخيرات ألوانًا وأشكالاً، قال: {يا مريم أنَّى لك هذا * قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} ما حسدها (وحاشاه) ولكن توجه إلى من أعطى مريم فقال: يا من أعطيت هذه المسكينة وأكرمتها {هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}.
فالمؤمنة إذن إذا وجدت نعمة الله تنزل فإنها تفرح وتتوجه إلى الله، وتسأل الله من فضله، لأن الله يقول: {واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليمًا} فتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بحاجتك، ولا تنزعجي، فإنه سيأتي اليوم الذي يطرق بابك الخاطب في الوقت الذي أراده الله وقدره الله تبارك وتعالى.
فاشغلي نفسك بطاعة الله، واعلمي أن الرزق مقسوم، وأن الله سبحانه وتعالى سيقدر لك الخير بحوله وفضله ومنّه سبحانه وتعالى، فلا تشغلي نفسك بمثل هذه الأمور، وافرحي بفرح المؤمنات، وتجنبي الغيرة الزائدة، والحسد الذي يتحول إلى غيبة أو نميمة، أو تمني زوال النعمة، ولكن تمني مثيل النعمة وهو الغبطة، والغبطة هو أن يتمنى الإنسان مثيل النعمة، فالغبطة مطلوبة ومقبولة شرعًا، لكن الحسد هو الممنوع.
والحسد هو تمني زوال النعمة، أن تتمنى المرأة زوال النعمة من أختها، أن يبيت أصحاب النعم محرومين وأن يُمسوا ضائعين، ولكن تمني مثيل النعمة، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى بأن يُلبي الحاجة، وأن يعطيك مثل ما أعطاها، هذا لا حرج فيه من الناحية الشرعية، بل هي روح مطلوبة، فالغبطة إذن مطلوبة، والمنافسة الشريفة مقبولة، ولكن الحسد هو المرفوض، والحسد هو تمني زوال النعمة.
هذا الشعور الذي يأتيك قد يكون طبيعيًا عند النساء، فهي تغار من أختها، ولكن المهم هو السيطرة على هذه الغيرة، فلا تتحول إلى أذية، سيطرة على الحسد حتى لا يتحول إلى غيبة أو نميمة أو تمني زوال النعمة.
أنت -ولله الحمد- على خير، ونحن سعداء بفكرة السؤال، وبهذه المشاعر التي حملتك للتواصل مع الموقع وكتابة هذه الاستشارة الرائعة التي تدل على أنك تحملين نفسًا لوّامة، تلومك عندما تريد أن تتجاوز الخطوط.
نحن سعداء بهذا الاستغفار والانكسار واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وستكونين أنت الأسعد بهذا اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، الذي بيده الخيرات سبحانه وتعالى، ونحن من جانبنا نسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن يُلهمك السداد، وأن يعينك على الخير، وأن يجلب لك الزوج الذي يُسعدك في الدنيا وفي الآخرة، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
والله الموفق.