هل أترك دراسة الطب لأتجنب الاختلاط بالرجال؟
2023-05-14 03:08:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أطيل الكلام، وسأختصر حالتي، وهي أني طالبة أدرس الطب، وأنا الآن في نهايته، ومشكلتي أتعبتني جداً، ومتضايقة منها.
مشكلتي هي أني في الكشف السريري يأمروننا بلمس الرجال، والكشف عليهم، وكذلك الكشف على عوراتهم، وأنا لا أستطيع، ومعنا يدرس الشباب، وإن لم أفعل سأرسب.
وأنا -ولله الحمد- فتاة ملتزمة باللباس الشرعي، وأخاف على نفسي، وقد لاحظت تأثير كل ذلك على أموري الدينية، حتى أصبحت أخاف على ضياع ديني من أجل كسب أمر دنيوي فقط، فهل من الأجدر أن أغير اتجاهي إلى دراسة أقل ضرراً؟ حيث إني أرى راحتي في ذلك.
وشكراً لكم، وبوركتم جميعاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارة إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزيدك توفيقاً وصلاحاً، ونحن نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله، واهتمامك بحفظ دينك، وهذا دليل على رجاحة عقلك، وصلاح دينك، ونسأل الله تعالى أن يديم عليك نعمتك ويوفقك لكل خير.
لا شك –أيتها البنت– أن فتنة المرأة بالرجل، وفتنة الرجل بالمرأة من أعظم الفتن التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنت قد لاحظت بنفسك أثر هذه الفتنة على الإنسان، فإنها تذهب بعض رغبته في الخير وتشوش على قلبه وذهنه، هذا إن لم تجر الإنسان إلى الوقوع في محاذير ذلك، ولهذا ينبغي التعامل مع هذه الفتنة بحذر، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
والمرأة أيضا مفتونة بالرجل بلا شك، وهذا المجال من الدراسة لم يتعين عليك، بمعنى أنه لم يجب عليك أن تمارسيه، وسييسر الله من يتولاه من الذكور، ومن ثم فنصيحتنا لك إن كنت قد لاحظت التأثر من هذه التصرفات -كما هو ظاهر من كلامك-؛ فنصيحتنا لك أن تبادري وتسارعي إلى تغيير مجال دراستك، وكوني على ثقة تامة بأنك لن تتركي شيئاً لله تعالى إلا عوضك الله تعالى خيراً منه وأنفع، والدنيا لا تنال بشيء كما تنال بطاعة الله تعالى، وكوني على ثقة بأن ما عند الله لا ينال بمعصيته، وأن المعصية سبب للحرمان كما قال عليه الصلاة والسلام؛ بأن العبد يحرم الزرق بالذنب يصيبه.
وبالمقابل من أراد تحصيل الدنيا؛ فعليه بطاعة الله تعالى، وامتثال أوامره ونواهيه، فذاك هو الطريق لكل رزق حسن في هذه الدار والدار الآخرة، وقد قال تعالى: (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة)، فاحرصي على رضى الله، وبادري لامتثال أمره، واجتناب نهيه، وحسني علاقتك به، وأحسني ظنك بالله، وسترين كل خير في عاجل أمرك وآجله.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.