كيف أتخلص من رهاب الأماكن المزدحمة؟
2013-01-16 08:40:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا محمد من اليمن, عمري 19 عاما, مكثت في قريتي حتى الصف السادس, ثم عشت لفترة 3 سنوات عند عمي للدراسة, وكانت نفسيتي سيئة بسبب مفارقة أهلي, وخاصة عندما يأتي أحدهم للزيارة ثم يغادر, عشت بعدها سنة وحيدا, والآن أعيش مع عائلتي في المدينة.
لدي ثلاثة أسئلة:
الأول: منذ حوالي أربع سنوات وأنا أعاني من عدم القدرة على السفر بسبب الخوف مما سيحدث, وخاصة المرض, ولا سيما أمراض التنفس.
الخوف المستمر بدأ معي فجأة عندما كنت في قريتي بعد صلاة المغرب شعرت بضيق النفس, وبخوف شديد, فبدأت الحالة تتزايد في كل سفرة أكثر من الأولى, وليس الخوف خلال السفر فقط, وإنما الخوف مستمر حتى العودة إلى المدينة التي أسكن فيها, وخاصة وقت المغرب أشعر بضيق نفسي واكتئاب.
تذهب هذه الحالة عندما أكون في عمل أو مع أصدقائي, وأكون في أتم الراحة في الفترة الصباحية, حتى وإن كنت في سفر إلا أن الحالة تتطور من بعد صلاة الظهر في السفر, وبداية الغروب تكون أشد حالة.
أنا مؤمن بقضاء الله تعالى, ولكن المشكلة لدي عند السفر, بسبب الخوف الشديد أفقد السيطرة على نفسي في السفر, وألجأ للبكاء, وأطلب العودة مباشرة, علما أن السفر مع أقربائي.
أما إذا كنت وحيدا فلا أغامر بذلك أبدا, حتى أصبحت كلما رأيت في المنام أني خارج صنعاء؛ فكل الذي أطلبه هو العودة, وأشد مكان أكرهه أيضا هو مكان الزحام, أحس نفسي أني لم أعد أستطيع التنفس بسهولة, ويبقى تفكيري معلق بذلك حتى يصبح حقيقة وأغادر.
وقد يكون من الضروري أن أبقى, وأريد أن أشعر نفسي أن هذا مجرد مرض نفسي, لكني لا أستطيع, وأنا موقن بإذن الله أني لو أستطيع نسيان هذا الشيء فإنه لن يحدث بإذن الله, لكن بمجرد أن أحزم أمتعتي للسفر تبدأ الوسوسة.
كما أنبه أني تركت دراسة دبلوم التمريض من اليوم الثاني بسبب التفحص في نفسي, فهل يوجد لدي أعراض المرض الذي يشرحه الدكتور أم لا؟ تركت دراسة الطب, وأخذت دواء قبل سنتين لمشكلة السفر, لكني كنت أوهم والدي أني أستخدمه, وأنا لا أستخدمه, والسبب أني رأيت في نشرته أنه عند تركه فجأة يسبب انخفض الضغط فتركته من دون استخدامه أبدا, وبقية الأدوية كذلك أترك تناولها بسبب ما تسببه الكيماويات من أمراض على الجسم.
الثاني: عند شعوري بأبسط برودة يبدأ البلغم في الحلق, وأحس أن حلقي يضيق, ولا أرتاح إلا بإخراجه, ويكون ذلك بصعوبة, وأشعر بدوخة بسيطة أحيانا مع الخوف الشديد, وهذا هو السائد على حالتي, ومما زاد الحيرة أني كلما ذهبت إلى طبيب يقول الجيوب الأنفية, والآخر يقول لحمة زائدة, وهكذا....
الثالث: لدي نحافة شديدة مقارنة بمن هم في عمري, وضعف في الجسم مقارنة بهم أيضا, فهل هناك فيتمينات لتقوية الجسم وزيادة المناعة؟ خاصة أني أظن أن السؤال الثاني -وهو التأثر من البرد البسيط- متعلق أيضا بالمناعة, فقد تكون مقاومة الجسم ضعيفة.
وعذرا على الإطالة, وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
أمرك ببساطة هو حالة من الرهاب، وبالذات رهاب الأماكن المفتوحة والأماكن المزدحمة، ولذلك تجد الحرج الشديد والارتباك عندما تخرج وتبتعد عن البيت، وتشعر بصعوبات التنفس في الأماكن المزدحمة، حتى تخرج من هذا المكان في أسرع وقت، وبالتدريج تجد نفسك تتجنب الخروج أو السفر أو الدخول في الأسواق الكبيرة أو المزدحمة...
والخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس في هذه الحالات أن الواحد منهم يبدأ يتجنب هذه الأماكن، وبالتدريج قد يجد نفسه أسير البيت، ويجد نفسه بعيدا عن الأنشطة الاجتماعية وممارسة حياته الطبيعية.
ونتيجة هذا الحرمان وفقدان الحرية والحياة الاجتماعية فقد يشعر بالاكتئاب من الأسى على هذا الفقدان.
وعلاج هذا الأمر ليس بالتجنب وإنما على العكس، بمحاولة اقتحام هذه الأماكن التي كان يتجنبها، ومتابعة خروجه من البيت، وحتى السفر، ومحاولة ممارسة حياته الطبيعية قدر الإمكان, وهذا التصرف إنما يقوم على أنجع طريقة لعلاج مثل هذه الحالات وهي العلاج السلوكي، والعادة أن يأتي بنتائج جيدة إن قمنا بهذا وثابرنا عليه, وأحيانا قد نضيف إلى هذا أحد الأدوية المساعدة، والذي يجب أن يشرف عليه طبيب نفسي.
وأترك لك موضوع الجيوب الأنفية لتراجعه مع طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة.
ولكن بالنسبة لنحافة الجسم، وكونك من اليمن الشقيق فلا بد أن أذكر موضوع تخزين القات، حيث يمكن أن يتسبب فقدان الشهية للطعام عند بعض الناس وبالتالي النحافة ونقص الوزن، وأيضا حتى بالنسبة لأعراض الرهاب السابق الذكر، فقد يتدخل أيضا القات في جعل هذا الرهاب شديد التأثر عن البعض ممن يتعاطى القات.
أريدك أن تحاول القيام بما ورد أعلاه من محاولة اقتحام الأماكن التي كنت تتجنبها، ولكن إن طالت معاناتك ولم تشعر بالتحسن، أن لا تتأخر بمراجعة الطبيب النفسي، ليضع التشخيص ويصف العلاج المناسب.
حفظك الله من كل سوء وكتب لك الشفاء العاجل.