أرغب في الزواج بشدة... وتعيقني التكاليف
2013-01-03 08:37:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في العشرين من العمر، حافظ لكتاب الله، وإمام مسجد، أدرس بالجامعة، خطبت فتاه رأيتها مناسبة لي، وأريد الزواج بها، ولكن هنا بدأت المشكلة، فأنا لا أملك إلا دخل الإمامة فقط.
حسبت تكاليف الزواج السطحية من غير المصروفات غير الرسمية، ظهرت علي أكثر من 90 ألف، من أين لي بهذا المبلغ، وبصراحة أخشى على نفسي من الوقوع في الحرام، لم أعد أستطع الصبر، فما مشورتكم هل أستمر أم أنتظر إلى مالا أعلم نهايته؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالمجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابننا الفاضل – في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يستخدمك فيما يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وبُشرى لك فإن من الذين يعينهم الله (الناكح يريد العفاف) وكم تمنينا أن يقوم المجتمع المسلم بدوره استجابة لقول الله تبارك وتعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم} كأن قائلا وقف ليقول: من أين الفلوس؟ فقال رب العزة والجلال: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} فنسأل الله أن يغنيك من فضله، والسلف صدقوا بهذا المعنى فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) وأنت ولله الحمد على خير ومن حُفاظ كتاب الله تبارك وتعالى، والنبي – عليه صلاة الله وسلامه – زوّج أصحابه على خاتم من حديد، بل زوج بعضهم على ما يحفظ من كتاب الله المجيد. نسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك من يعيش هذه المعاني، من يُقدم لك البنت والأموال لحفظك لكتاب الله تبارك وتعالى.
وعلى كل حال فنحن نتمنى أن تعرض قضيتك للفضلاء وللعلماء، وما أكثرهم في البلد التي تنتمي إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان ما ينبغي أيضًا أن يجاري الناس، وإنما يفعل ما يستطيع، ثم يسأل الله تبارك وتعالى المعونة والتأييد. كما أرجو أن تعلم أن في الناس أخيار وفضلاء، يمكن أن يعاونك، يمكن أن تستدين منهم، حتى تُكمل هذا المشوار، المهم لابد أن تكون لك خطوات إيجابية ومحاولات، والسعي أيضًا في التوجه إلى الله تبارك وتعالى من أجل أن تحسن من وضعك المادي، والإنسان عليه أن يبذل ما عنده ثم يُقدم نفسه، فلا تتحرج من الكلام، ولا تجعل عرسك كما يفعل الآخرون، هذا المبلغ المذكور كبير، ونحن على علم أن هناك من يتزوج أقل من هذا المبلغ، فاجتهد كذلك في أن تجد - إن شاء الله تعالى – من يكون إلى جوارك، من يسعى في مساعدتك في هذا الأمر.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان إذا لم يسطع الزواج فإن الله يقول: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله} فالإسلام دعوة إلى العفة والطهر، دعوة إلى الصيام كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
وكذلك ينبغي أن يشغل الإنسان نفسه بالمفيد وبتلاوة كتاب الله المجيد، والإنسان ينبغي أن يستعلي على هذه الشهوة ولا يفكر فيها حتى يتهيأ لذلك الوضع، لأن التفكير سيجلب لك الأتعاب، وقد يصعب عليك الزواج والوضع هكذا.
ولذلك نحن نتمنى أن تشغل نفسك بالمفيد، وأن تبعد عن كل مثير للغرائز، وأن تغض بصرك، وأنتم أهل القرآن ينبغي أن يشتغل الإنسان بتطبيق معاني هذا الكتاب المجيد، لأننا على قناعة أن الإنسان إذا لم يفكر في الزواج ولم ينظر للنساء ولم يفكر في شأن النساء فقد يستطيع أن يصبر، فالإنسان أحيانًا يصبر بالصيام، يصبر بالقيام، يصبر بطلب العلم، يصبر بتأجيل هذه الرغبة فلا يفكر فيها حتى تتهيأ له الفرص.
المهم نتمنى أن تسلك كل أبواب الخير، واطرح قضيتك على المشايخ والفضلاء والدعاة، فستجد منهم من يكون إلى جوارك، حتى يسهل الله لك هذا الأمر، ولا تفكر فيما بعد الزواج، فإن الزوجة تأتي برزقها، والأطفال يأتون بأرزاقهم، ونسأل الله أن يوسع عليك، وأن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا جميعًا في طاعته، ونكرر شكرنا لك على التواصل مع موقعك.