زوجي يطلب الزنا الصريح في علاقاته المحرمة.. أشيروا علي
2012-12-31 09:04:12 | إسلام ويب
السؤال:
أرجو منكم أن تجيبوا عن مشكلتي في أسرع وقت ممكن،
أنا متزوجة منذ عشر سنين من زوج يصلي الصلوات الخمس في المسجد، لم أستطع رفضه لهذا السبب رغم أنني رفضت الكثيرين قبله ممن يمتلكون أموالا أكثر منه بأضعاف، وجمالا ليس عنده، وكنت أستخير الله عشرات المرات.
الآن وقبل سنة تقريبا بدأت أشك في تصرفاته، ثم تبين لي أنه على علاقة بامرأة متزوجة، وأنه يزورها زيارات متكررة في بيت زوجها، والحقيقة أنني حاولت بكل الوسائل أن أبعده عنها، وكنت له نعم الزوجة، وأردت أن يصبح الحلال أحلى، وألذ طعما من الحرام، وهو سائر في غيه يصدني ويركض إليها وكنت أستغل كل فرصة لسرد قصص كقصته وتخويفه بالله وبالآخرة، ولكن دون جدوى.
الآن وبعد أن سمعته بأذني يطلب منها الزنا الصريح؛ لأنه تعب من (الخارجي) لم أعد أستطع الاحتمال حتى أنني توقفت عن الكلام معه إلا للضرورة، أعلم أني آثمة، ولا أريد البقاء معه، المشكلة حين أخبرت أهلي، فقالوا أنهم لا يريدون الطلاق لخوفهم من ( الفضائح)، ومشاكل الحضانة، وبصراحة صرت أخاف على بناتي منه إذا كبرن، وأريد أن أتركه عاجلا لا آجلا لعل الله يرزقني بزوج صالح، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مها راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرد هذا الرجل إلى الحق والصواب.
(حقيقة) كنا نتمنى أن نعرف عمرك، وأن نعرف عمر البنيات، وأن نعرف إمكانية إصلاح هذا الرجل، يعني هذه أمور نريد أن نبني عليها، ولكن على كل حال رأينا ألا تستعجلي في فراق هذا الرجل، وأن تستمري في نصحه، بل نتمنى ألا ترفضي إعطاؤه الحلال، لأن هذا سيدفعه لمزيد من الحرام، وسيدفعه لمزيد من الذهاب للحرام، ولكن دعينا نفكر سويًّا ونبحث عن حيلة أخرى يكون فيها العلاج الناجع، أما إذا رفضنا لإنسان أن يفعل الحلال، رفضنا أن نعطيه الحلال، فإنا نجبره وندفعه دفعًا في الذهاب إلى الحرام خصوصًا إذا كان لا يتقي الله، أو ضعيف الإيمان، بل إننا ندعوك إلى المزيد من الاقتراب منه، والحرص على التزين له، والاقتراب منه، والدخول إلى حياته، والثناء على إيجابياته، والاهتمام بمظهرك بطريقة مبالغ فيها؛ لأن الشقيات يعرضن السحر الحرام، ويبالغن في التبرج، فلماذا لا تحرص المرأة المسلمة الديّنة من أمثالك أن تعرض مفاتنها وجمالها وتغنجها وسحرها الحلال لزوجها، يعني هذا أمر أرجو أن تهتمي به.
كما أرجو ألا تبحثي ورائه؛ لأنك الآن عرفت أنه مريض، ودائمًا نحن نقول: الطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص، وإنما يبدأ في العلاج، فنبدأ رحلة العلاج، ومن وسائل العلاج أولاً: أن تذكريه بالله.
الأمر الثاني: أن تقومي بواجبك وتقتربي منه جدًّا، وتُثني على إيجابياته، وتعرفي ما الذي يجذبه إلى تلك الشقيّة، يعني هذا أمر مهم جدًّا، ما الذي يجذبه لها؟ لعل كلامها جميل فاجعلي كلامك جميلا، لعلها تثني عليه فاثني عليه، لعلها تمدح جماله وشكله فامدحي جماله وشكله، يعني حاولي أن تعرفي ما الذي يجذبه ويسحبه إلى تلك الشقيّة.
الأمر الثالث: احرصي على أن تستري عليه، وكان بودي ألا تخبري أهلك، لأن هذا يشوش على المسألة، وطالما نحن -ولله الحمد- في هذه المواقع مستشارين ومستشارات – موجودون، نحن لا نفضل إشراك الأهل إلا وفق خطوات محددة، والشرع لا يُدخل هؤلاء، وإذا أدخل فإنه يُدخل العقلاء في مراحل متأخرة، قال: {فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها} والحكم هذا يعني عادل وعالم وفاضل ومخلص وحريص على كتمان السر وعنده خبرة، يعني ليس أي إنسان، لا يصلح أن نتكلم بهذه الطريقة.
ولكن على كل حال: أرجو أن تعودي إلى بيتك، وأن تعودي لإصلاح هذا الرجل الذي لم تقصري في الاختيار، وهو يصلي الصلوات، ونتمنى أن يكون مستمرًا في الصلوات؛ لأن الاستمرار على الصلاة من أكبر وسائل الإصلاح والعودة إلى صوابه.
وكنا نريد أن نعرف الردود، هل هو مقر بهذا الشيء؟ وما هي ردوده التي يقولها؟ وهل جلست معه وحاورته وقلت له (ما هو الشيء الناقص فيَّ، هل فيَّ نقص) ثم هل يقوم بواجبه الخاص في فراشه؟ إذا كان يقوم بهذا الواجب، فإننا نزعم أن العلاقة سطحية.
كذلك أيضًا ينبغي أن تتعرفي على شخصية هذا الرجل، وتخوفيه من اكتشاف أمره وافتضاحه، ومعرفة بما يحصل، وبناء على هذا أرجو أن تتواصلي معنا لنعرف شخصيته، هل هو من النوع المعاند؟ هل هو من النوع المساير؟ من أي أنماط الرجال هو حتى نستطيع أن نصل إلى حل، لأن هناك أحيانًا قد نضطر لنطلب التواصل مع هذه المرأة وتهديدها بزوجها بما يحدث، وهذه الخطوة لا نُقدم عليها إلا بعد معرفة طبيعة شخصية الرجل، لذلك هناك أمور كثيرة نتمنى أن تتواصل مع الموقع، وأرجو أن نعرف هذه الأشياء: عمرك وعمر البنيات وعمر العلاقة الزوجية، تاريخ هذا الانحراف المستمر، ما هي الإجابات التي يُرددها عندما تحاوريه حول هذا الخلل؟ هذه أمور تعطينا إشارات واضحة حتى نصل إلى الحل المناسب، وعمومًا نحن نكرر، لا نرضى أن تستعجلي في فراقه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، ونحن في انتظار مزيد من التوضيحات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.