أشعر وكأني منبوذ.. هل مثاليتي في العمل هي السبب في ذلك؟
2012-12-19 08:29:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، بصراحة أشكر جميع القائمين على هذا الموقع جزيل الشكر، فقد أثلجتم صدري، ودائماً أقوم بتصفح هذا الموقع؛ لأني أعلم تماما أن كل ما يطرح هنا لن يخذل صاحبه، وسيجد حلا لمشكلته.
مشكلتي يا إخوان مشكلة شخصية، سأقص عليكم واقعي:
أنا شخص كنت مثل الأشخاص الباقين إلى أن وصلت إلى صف أول ثانوي، بعد ذلك بدأ خروجي من المنزل يقل، وبدأت أدمن الكمبيوتر والانترنت، أشغلت نفسي بالأندية، ولكن لم تستمر بدأت أدخل على المواقع الإباحية بشكل متقطع، وعند كل استحمام لابد أن أرفق معه عادة سرية.
الآن أنا أمتلك في جوالي أكثر من 200 رقم هاتف لأصدقاء وأقارب، وغيرهم، لكني أكاد لا أحصل على أي اتصال منهم على عكسي، فأنا كلما تذكرت شخصا قمت بالاتصال عليه فورا، وعند وجود مناسبة مثل الأعياد أو مناسبة شخصية أرسل لهم رسائل.
الآن أنا أعمل لدى إحدى الشركات، ومواظب في عملي (لا تأخيرات، لا غيابات، لا استئذانات، لا مشاكل مع الزملاء مواظب 100% حتى رئيس رئيسي يعلم أني من الأشخاص المثاليين في العمل).
المشكلة ليست كم ذكرت أعلاه، المشكلة أني أعامل، وكأني منبوذ لا يأتي إلي أي شخص، ويحكي معي سوى رئيسي والموظفين الأكبر مني سنا بفارق 15 سنة فأكثر، يعني أنا مثلا عمري 20 سنة، يتكلم معي فقط الأشخاص الذين أعمارهم تفوق 35 سنة، أما الأشخاص الذين هم في عمري أو 23 أو 25 سنة لا يتكلمون معي، أصبحت وحيدا لا املك إلا شخصا واحدا فقط يذهب معي في سفري وترحالي، وأحيانا لا أجده، فالذي أريده منكم التالي:
1-هل من تفسير وحل لكوني منبوذ؟ وكيف أستطيع كسب الأشخاص؟
2- هل تظنون المثالية في العمل سبب لكوني منبوذا؟
3- كيف أستطيع التخلص من إدمان الانترنت؟
4- أمور أخرى تستطيعون إفادتي بها؟
والله الموفق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،
شكرا لك على الإطراء على الموقع، وعلى التواصل معنا.
نعم يمكن للمثالية الشديدة في العمل، بالإضافة إلى القرب الشديد من مدير العمل أن يجعل بعض زملائك لا يرغبون بالاقتراب الكبير منك، وربما يفيد مع الالتزام والجدية والمثالية في العمل أن يحاول الموظف الاقتراب من بقية الزملاء من خلال الأمور البسيطة والحوار العادي معهم.
هل أنت "منبوذ" وكما تقول أم أنه مجرد شعور قابل للتغيير؟
حاول أن تنظر لزملائك من منظور جديد مستبعدا عن نفسك فكرة المنبوذية، فالخشية أن يحمل الإنسان فكرة معتقدا بأنها موضوعية وصحيحة، إلا أنها مجرد فكرة قابلة للتغيير والتبديل.
وبالنسبة لمشاهد الأفلام الإباحية على النت: فأنت تعلم بحرمة هذا العمل، ولاشك أنك تريد التوبة والتوقف عن هذا العمل، ولكن السؤال الأكبر هو كيف تستطيع هذا، وكيف تشحذ من همتك للقيام بهذا؟
لاشك أنك حاولت عدة مرات ترك هذا العمل، وما هو إلا وقت طويل أو قصير إلا وتجد نفسك قد عدت مجددا لهذا.
المطلوب اتخاذ جرأة وشجاعة في اتخاذ قرار حازم بترك هذا العمل المشين، ومما يعين على هذا أمران:
الأول: اتخاذ إجراءات تقنية في تعطيل إمكانية فتح هذه المواقع، ولابد أن هناك عدة طرق لعمل هذا، وبحيث عندما تضعف إرادتك وترغب في الدخول لهذه المواقع فأنت لن تستطيع، أو بأن الأمر سيكون أكثر تعقيدا، ويتطلب منك جهدا أكبر مما يضعف من احتمال الدخول.
ومما يعين أيضا في هذا الجانب هو اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لعدم الاختلاء بنفسك مع جهاز اللاب توب، وبحيث تتصفح المواقع بوجود الأسرة، وربما في غرفة الجلوس، ولعلك تدرك الأهمية الوقائية لهذه الإجراءات.
والأمر الثاني وهو بنفس الأهمية، هو أنه ماذا ستعمل عندما لا تكون على هذه المواقع؟ أي التفكير في إيجاد الأنشطة البديلة كبديل عن دخول المواقع، وبحيث لا تشعر بالملل من امتناعك عن دخول هذه المواقع، فيمكنك مثلا تخصيص وقت للقراءة والمطالعة، أو قضاء بعض الوقت مع الأسرة أو الأصدقاء، أو القيام ببعض الهوايات التي تحب كالرسم وغيره.
ومن هنا تلاحظ أنه بالإضافة إلى رغبتك وعزمك على ترك مشاهدة المواقع الإباحية، فإن هناك بعض الإجراءات والتدابير التي عليك اتخاذها لتحقيق هذه الرغبة، وكما يقول الله تعالى في أمر صدق العزيمة والرغبة "ولو أرادوا لأعدوا له عدّة" (التوبة: 46).
وفقك الله، ويسّر لك الخير.