ألم غريب يتسلل من أسفل القدم إلى الأعلى.. أفيدوني
2012-12-03 08:07:26 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم إما بعد...
أفيدوني أفادكم الله:
ألم غريب جداً يتسلل من أسفل القدم إلى الأعلى، وأحيانا ينتقل الألم إلى اليد اليمنى أو اليسرى، وأحيانا يكون على هيئة وخزات كوخز الإبر، كما يوجد ألم في الجهة اليسرى من البطن، وبالتحديد في مكان العملية، وهي عملية تسمى الزائدة، وعندي إمساك مستمر –الحمد لله- لا أدع أكلة ولا وجبة إلا وقد أكلت، ولكن لا أقوم بالتخفيف أي دخول الحمام -أعزكم الله- إلا قليلاً.
وبالنسبة للمعدة منذ فترة عانيت كثيراً منها واكتشف الأطباء أنه يوجد فتق في المريء أخذت له الأدوية، ثم توقفت بعد أن تحسنت، فهل ذلك المرض من أسباب لما أعاني من المعدة، وهل ألم المعدة له علاقة بما أعاني في رجلي؟
وبارك الله فيكم، وزادكم حرصاً وعلماً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليفة الشريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولا: بالنسبة لآلام البطن، فأنت تقول أن الألم في الجهة اليسرى من البطن مكان عملية الزائدة، فالزائدة في الجهة اليمنى السفلى من البطن، وهناك حالات نادرة تكون فيها الزائدة في الجهة اليسرى، وفي هذه الحالة يكون القلب في الجهة اليمنى من الجسم.
وأما بالنسبة للامساك، فالسبب المباشر للإمساك هو عدم وجود نسبة كافية من الماء في البراز، وهذا في العادة يحدث؛ لأن الغذاء ليس فيه عناصر كافية لحفظ الماء داخل الأمعاء, كالألياف مثلا, أو لأن البراز يمكث لوقت طويل داخل الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة, فيمتص الجسم معظم الماء الموجود داخل الفضلات, فينتج عنة براز جاف قاسٍ, وأكثر سبب للإمساك المزمن هو الطبائع الغذائية, وعدم الاستجابة للرغبة في التغوط وتأجيله، فإن 5 % من الناس يعانون من الإمساك, ويكون سببه عادات الأكل غير الصحية، كالاعتماد على تناول أنواع معينة من الطعام، مثل: الطعام الذي لا يحتوي على ألياف, وينتج فضلات قليلة كاللحوم, ومعظم أنواع الرز.
والطعام الذي يسبب قساوة، أو صلابة البراز كالأجبان, وقلة تناول السوائل يسبب الإمساك, وأحيانا تكون الأدوية عاملا آخر للإمساك, مثل أدوية مضادات الحموضة, وبعض مضادات السعال, وأملاح الحديد, وبعض الأدوية المسكنة.
بعض الناس أيضا يكبتون, أو لا يستجيبون للإحساس بالرغبة في التبرز, وبالتالي يبقى البراز فترة أطول، ويصبح قاسيا.
- قلة الحركة والخمول من الأمور التي تساعد على ظهور الإمساك, بينما الحركة والمشي تساعد على التخلص من الإمساك.
- الشاي الثقيل أيضا يؤدي إلى الإمساك, ونقص نشاط الغدة الدرقية, وحالات القلق والتوتر النفسي أيضا.
فكما ترى هناك عوامل كثيرة للإمساك, وقد يكون هناك أيضا أمور أخرى يمكن أن تتعرف عليها, ولا يعتبر الإمساك مرضا خطيرا، ولكن امتداد مدة الإمساك لفترة طويلة ربما يؤدي لحدوث بعض المضاعفات مثل: البواسير, والشرخ الشرجي, والفتق, وأحيانا الصداع.
وللتخلص من الإمساك يجب عليك:
- المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية, حتى لو لم يكن هناك رغبة للإخلاء (التبرز), ويجب الاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها.
- احتواء الغذاء على الألياف؛ ولهذا ينصح بتناول الفواكه والخضروات باستمرار.
- تناول قدر كافٍ من السوائل من 8-10 ليترات
- الرياضة والمشي.
- تدليك البطن من 20 إلى 30 مرة في الصباح الباكر, مع رش بودرة التلك على الأيدي والبطن قبل التدليك.
- تناول تفاحة خضراء كل يوم.
- التين: ينقع 3 - 4 من ثمار التين الجاف في كوب ماء بارد في المساء, وفي الصباح تؤكل هذه الثمار المنقوعة, ويشرب ماؤها على الريق.
هناك بعض الأدوية المستخلصة من بعض النباتات ومنها: agiolax, ويمكن تناولها لفترة طويلة دون أي مشاكل منها, تؤخذ منها ملعقة مع كوب من الماء, ومتى تخلصت من الإمساك -إن شاء الله- فإن الأعراض الأخرى التي تصاحب الإمساك ستختفي إن شاء الله.
أما بالنسبة للفتق في المعدة فهو خروج جزء من المعدة فوق الحجاب الحاجز، والحجاب الحاجز، يفصل ما بين أعضاء البطن وأعضاء الصدر، عند من يعاني من فتق الحجاب الحاجز Hiatal hernia فإن ما يحصل هو بروز، ونتوء المعدة إلى أعلى، أي خروج جزء من المعدة من منطقة البطن إلى منطقة الصدر، وتنشأ هذه الحالة عن ضعف في دعم الأنسجة التي تُمكن الحجاب الحاجز من إحكام الفصل بين مكونات البطن والصدر.
ويُعتبر التقدم في العمر والسمنة والتدخين، من العوامل المساهمة في ظهور الإصابة بالفتق في الحجاب الحاجز، إلا إن بعض الأطفال تكون عندهم منذ الولادة، ويكون عيبا خلقيا، والفتق نفسه لا يتسبب بأية أعراض في الغالب إلا أنه قد يؤدي إلى ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، وتظهر الأعراض على هيئة حرقة في منطقة الفؤاد Heartburn، وتزداد سوءا عند الاستلقاء على الظهر أو الانحناء إلى الأمام، وصعوبات في إتمام الشعور ببلع الطعام أو الشراب، مع ألم في الصدر، وتكرار التجشؤ Belching.
والمضاعفات المحتملة: تشمل فقر الدم نتيجة لتكرار نزيفه من أسفل المريء، أو حصول التهابات رئوية نتيجة لدخول أجزاء من الطعام إلى الرئة، أو اختناق Strangulation الجزء البارز من المعدة عبر فتحة الفتق.
وتهدف المعالجة إلى تخفيف إزعاج وتبعات الأعراض، وهو ما يحصل عبر تقليل كمية ترجيع أحماض المعدة إلى المريء، عبر تقليل إفراز المعدة لأحماضها، يُمكنه أن يُخفف من حرقة الفؤاد، ولذا فإن تناول أدوية منع أو تقليل إنتاج أحماض المعدة، مثل لوزك أو نيكسيم، ومثل زنتاك، أساس في العلاج.
وكذلك من المهم تجنب تناول وجبات طعام كبيرة، وأيضاً عدم جعلها قبل النوم مباشرة، بل ترك فرصة ثلاث ساعات على الأقل بين تناول الوجبة وبين النوم.
بالإضافة إلى تجنب التدخين، وتقليل تناول المواد التي تُرخي عضلة أسفل المريء، كالشوكولاتة والكافيين والسكريات وغيرها.
وحينما لا تُجدي هذه الوسائل، بعد تطبيقها بدقة، فإن الحل الجراحي عبر فتح البطن أو العملية بالمنظار بإمكانه تخفيف المشكلة.
أما الآلام التي تعاني منها من أسفل القدم إلى أعلى، فهذا تحتاج للفحص الطبي للقدم، ومعرفة إن كان تفلطح في القدم، أو عدم توازن في القدم يسبب إرهاق العضلات مع الوقوف، أو في حركات معينة، كذلك يجب فحص أعصاب القدمين، وفحص عضلات القدم، وعظام ومفاصل القدم لمعرفة سبب هذا الألم.
نرجو من الله التوفيق.