في الثلاثين من عمرها ولا زالت تتبول لاإرادياً !!
2012-12-06 12:56:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لي قريب لديه ابنة عمرها (31) سنة، غير متزوجة، ولديها تبول لاإرادي ليلاً، على فترات متقطعة، وذلك منذ عدة أعوام، وقد توقف لفترة، وبعد ذلك عندما أصبحت في الثلاثينيات رجع مرة أخرى، وهي لا تريد الذهاب لطبيب، لذلك أرجو الإفادة بدواء معين أو علاج، يفيد في هذه الحالة، دون أن تذهب للطبيب إذا أمكن، وليس له أي أعراض جانبية، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelwahed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكرك على اهتمامك بهذه الأخت، ونسأل الله لها العافية والشفاء.
التبول اللاإرادي في مثل هذا العمر يتطلب عناية خاصة، ويجب أن يُحدد أسبابه العضوية، أو إذا كانت أسبابه نفسية، أم هو مجرد من التعود الذي تطور من خلال التكاسل؟
أعتقد أن ذهاب هذه الفتاة للطبيب العام، طبيبة الأسرة أو أي طبيبة تثق فيها في التخصصات الباطنية، يمكن أن تقوم بفصحها؛ لأن تحليل البول في هذه الحالة مطلوب وضروري جدًّا، أيضًا هنالك نوع من التكوين الخلقي في الفقرات الظهرية قد يؤدي إلى التبول اللاإرادي، ففحص منطقة الظهر مهم جدًّا – أي أسفل الظهر – وهذه معروفة لدى الأطباء، هذه إجراءات مهمة جدًّا، وبعد أن يتم التأكد أنه لا توجد علة عضوية - أو إذا وجدت علة عضوية - يمكن أن تُعالج، ولكن تبقى الجوانب النفسية والسلوكية:
أولاً: هذه الفتاة يجب أن نطور من مهاراتها بصفة عامة، هذا الكلام قد يكون غريبًا بعض الشيء وعلاقته بالتبول اللاإرادي، أقول لك نعم توجد علاقة كبيرة جدًّا. الأشخاص المثبطون في بنائهم النفسي غير المتفائلين غير الإيجابيين – وحتى الذين يعانون من مقدرات محدودة – هم أكثر عُرضة للتبول اللاإرادي في مثل عمر هذه الفتاة، فإذن تطوير مهاراتها من خلال المشاركات الأسرية، وأن يكون لها اعتبار داخل البيت، وأن تستشار، وأن تقوم بالأعمال المنزلية، هذا يساعدها كثيرًا ولا شك في ذلك.
الأمر الآخر: أن نتيح لها فرصة لأن تذهب إلى مراكز تحفيظ القرآن (مثلاً) هنا أيضًا تتطور اجتماعيًا وفكريًا وعقليًا، وهذا له وقع إيجابي جدًّا عليها.
أما العلاجات المباشرة للتبول اللاإرادي فمن أهمها: أن تحاول هذه الفتاة أن تمسك أو تحبس البول في فترة النهار، يعني أن تعطي المثانة فرصة للاتساع، وبعد أن تذهب إلى الحمام – بعد أن تشتد عليها حرقة البول – يجب أن تجلس باسترخاء وتقضي حاجتها تمامًا وتتأكد أن المثانة قد أُفرغتْ. دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن بعض الناس يكون لديهم كمية تساوي ربع البول مازالت موجودة بالمثانة ولا يكملون قضاء حاجتهم، وهذه تسبب إشكالية وتؤدي إلى تقلص المثانة، واستجابتها السلبية في التفريغ. هذا شيء مهم جدًّا.
ثانيًا: على هذه الفتاة أن تتدرب على تمارين البطن، تمارين تقوية عضلات البطن مهمة جدًّا.
ثالثًا: ألا تتناول الأشربة والأطعمة المدرة للبول ليلاً، ومنها الشاي، القهوة، الحليب، الشكولاتة، بعض الأجبان، اللبن، الزبادي، هذا كله يجب أن تتوقف عن تناوله في فترة المساء.
رابعًا: قبل النوم يجب أن تذهب إلى الحمام وتُفرغ مثانتها بنفس الطريقة التي تحدثنا عنها، ولابد أن تكون في حالة استرخاء تام، وتفكير حسن، وتحرص على أذكار النوم.
خامسًا: يوجد دواء يعرف باسم (إمبرامين) هو دواء جيد، ممتاز، يساعد في التحكم في التبول اللاإرادي، وذلك بعد أن نتأكد أن كل فحوصاتها سليمة، وجرعة هذا الدواء هي 20 مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 50 مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً، تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 25 مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 25 مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم 25 مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، هذا دواء معروف بأنه مضاد للاكتئاب، لكن لأسباب غير معروفة وجد أنه يعالج التبول اللاإرادي بصورة فاعلة وجيدة جدًّا، وهو غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
هنالك طريقة تسمى بطريقة الجرس الكهربائي، لكنها معقدة بعض الشيء، وهي تنجح في الأطفال أكثر من الكبار.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأتمنى أن تكون إجابتنا مفيدة لهذه الفتاة.