أعجبت بشاب ولكني لم أتحدث معه، كيف أتصرف في هذا الموقف؟
2012-12-22 13:29:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة أتممت مرحلتي الجامعية، وأنا الآن أدرس الماجستير -والحمد لله- لا أعرف هل الذي أذكره عن مشكلتي صح أم خطأ، ولكني في تفكير مستمر بشاب معين كان معي في نفس مرحلة البكالوريوس، وهو معي أيضاً بالماجستير، هو شاب خلوق ومتدين ومتفوق أيضاً، وأحسبه على قدر من الدين والأخلاق، وأيضاً من حفظة القرآن الكريم، وأرجو من الله أن يجعله أحسن من ظني به.
لا أعرف ما هي نهاية قصتي معه، ولكن البداية عندما كنت في البكالوريوس كنت أشعر أنه معجب بي، وأحسست أن هناك ميلاً بيني وبينه، ولكني لم أعط الموضوع أكثر من حجمه؛ لأني أعرف تماماً أن قصص الحب قبل الزواج لا يأتي منها الخير، وأنها من خطوات الشيطان، وأيضاً هو شاب مقبل على الحياة ويحتاج إلى فترة من الوقت حتى يكون نفسه ويشتغل؛ لأن هذا هو الواقع، وليس بإمكانه الزواج أو الخطبة، مع العلم أن هذا كان مجرد حديث مع نفسي، أعني أني لم أجلس مع الشاب أو أتحدث معه، أو حتى أسلم عليه (مجرد إحساس) وبالفعل نسيت الموضوع تماماً عندما أنهيت البكالوريوس.
ولكن شاء الله أن يكون معي في الماجستير، أصبحت أفكر به كثيراً، ولا أعرف ما نهاية هذا الطريق وما نهاية هذا التفكير، أكثر من مرة أراد التحدث معي، ولكني لم أسمح له، وحتى السلام لا أسلم عليه وأهرب من المكان الذي يكون فيه، وعندما أراجع تصرفاتي أندم على ما فعلت ندماً شديداً؛ لأني أريد أن أعرف ما الذي يريده وما يخططه للمستقبل، وهو لخلقه وأدبه احترم رغبتي أني لا أريد التحدث معه، ولكن كان من الممكن إذا عنده شيء يقوله أن يتكلم مع صديقتي، أو أن يرسل أخته، وهذا ما يضايقني؛ لأنه يدل على أنه ليس مستعداً لعمل أي خطوة للمستقبل، أو أنه يحتاج لفترة معينة حتى يخبر أهله، أنا في حيرة، هل تصرفي كان صحيحاً؟ أم أنه كان من الممكن أن أسمع ما يريد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tik _tik tik حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابتنا في الموقع ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً، ونشكرك لك أيضا الرغبة في صاحب الدين فإنه مناقب الفتاة المسلمة أن تختار صاحب الدين، كما أن من مناقب الفتى أن يبحث عن صاحبة الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين، نسأل الله أن يقدر لك وله الخير، وأن يجمع بنيكما على الخير، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
لا ندري هل الشاب على علم بأهلك أو هو من نفس المنطقة؟ هل يستطيع الوصول إلى أي محرم من محارمك؟ هل هو على معرفة بهم؟ إذا كان ذلك ممكناً فالأفضل أن يأتي عن هذا الطريق، ونتمنى أن تستمري في هذا الهروب والبعد عنه، واعلمي أن هذا سوف يزيد ثقته فيك وتعلقه بك، وسوف يزداد حرصاً على الوصول إليك، أما إذا كانت هذه الأشياء غير معروفة فنقترح أن تستمعي إليه، خاصة إذا حاول أن يتكلم في حضور أخريات، لتعرفي ماذا يريد، بحيث تكونون في مكان لستم فيه لوحدكم ولا تتحقق فيه الخلوة، يمكن أن تستمعي إليه، والشرط إذا كان له رغبة وكان هذا فعلاً هو الذي يريد أن يتكلم به، فعليك عند ذلك أن تخبريه بأن هذا الأمر ينبغي أن يتم خلال المحارم، وأن محرمك فلان.. وأن هاتفه كذا وأن خالك فلان، وعمك فلان، وأرقام هواتفهم ..، فإن كنت تريد شيئاً من هذه الناحية فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها، تقولين له هذه الكلمات المختصرة بمنتهى الأدب، ثم بعد ذلك توقفي عن الكلام؛ لأن الممنوع ليس مجرد مثل هذا الكلام، لكن الممنوع هو التوسع والتمادي والضحكات وتقديم التنازلات، أو الرضى بأن تستمر العلاقة دون أن يكون لها غطاء شرعي.
وإذا كان يريد التواصل عن طريقة معلمة كبيرة تعلم في الجامعة، أو عن طريق أحد الكبار في السن الذين هم بمنزلة الآباء، واستطاع أن يبلغ هذه الرغبة, فأيضاً هذا لا بس به، وهذا فيه رفع للحرج، لأنه يستطيع أن يقول ما يريد، وأنت تستطيعين أن تقولي ما تريدين، بخلاف المواجهة المباشرة، فإنها قد تكون سبباً في الحرج للطرفين، ولكننا مع ذلك نشكرك لك هذا الإباء، ونتمنى أن يكون هذا ليس معه وحده، وإنما مع جميع الرجال، فإن الفتاة إذا هربت من الرجال جروا ورائها وبحثوا عنها، وحرصوا عليها، وكان ذلك منقبة لها، ودلالة على حسن دينها وخلقها، وأنت ولله الحمد تربحين كثيراً في هذه الحالة؛ لأن الفتاة إذا أبت أن تكون سهلة للرجال فإنها تنال ثقة الرجال، وتنال رضى الله قبل ذلك، وتنال ثقة أهلها، وهو سيفهم أنه ليس لديك مانع، لكنك تريدين أن تشركي الأسرة، لأنك لن تقبلي بالشاب وحده حتى يأتي بأهله وأسرته، ويحصل التعارف بين البيتين؛ لأن التلاقي ليس بين الشاب والفتاة، وإنما هو أسرة تلتقي بأسرة، لتتم هذه المراسيم، وأنت بحاجة إلى أن تعرفيه أكثر وتتعرفي على أسرته واستقرارهم والعلاقات بينهم، وهو أيضاً بحاجة أن يعرف التفاصيل عنك وعن أسرتك؛ لأن مسيرة الحياة الزوجية مشوار طويل يحتاج إلى معرفة عميقة، ومن هنا حرصت الشريعة على هذا التعارف، وأن تبدأ العلاقة وفق الضوابط الشرعية وبعلم جميع الأطراف.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ونسأله لك وله التوفيق والسداد.