الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فأعتقد أن فكرك وما يبدر منك من تصرف يتمركز حول ذاتك، ودخولك في بعض التفاصيل المتعلقة بأدائك، ووضعك للأسئلة الافتراضية حول ما كان ينبغي أن تقوم به، وكذلك أحلام اليقظة والطريقة التي تسيطر بها: هذا كله -أيها الفاضل الكريم- تفكير وسواسي نمطي، والوساوس حين تكون بدرجة بسيطة ومعقولة لا بأس بها، لأنها تحسن من أداء الإنسان، لكن حين تتسع وتكون أكثر شدة وإطباقًا على الإنسان لا شك أنها تكون معيقة.
فأعتقد أن الذي تعاني منه هو قلق وسواسي، أضف إلى ذلك -ومع احترامي الشديد لشخصك الكريم- ربما يكون لديك شيء من حب الذات، ومحاولة أن تتجلى اجتماعيًا -كما يقولون- هذا ليس عيبًا، لكن يجب أن يكون بصورة معقولة، ويجب أن تحدَّ من أحلام اليقظة لديك، وفي ذات الوقت الأفكار التي تسيطر عليك تعالج دائمًا من خلال التحقير لها، الأفكار التي تراها ليست جيدة, وأنك تُشخّص الأمور وتشرحها أكثر مما يجب وتبحث عن الحقيقة وما ورائها، فهذا يجب أن تقابله بالرفض والتجاهل التام، وهذه وسيلة علاجية ممتازة.
من الضروري جدًّا والمهم أن تحدد لنفسك أهدافًا معينة، ضع بعض الاقتراحات فيما تود أن تقوم به، ويجب أن تكون لك برامج يومية، هذا يجعل نطاق فكرك منحصرًا بعض الشيء, ولا يتشتت, ولا تسرح بك أحلام اليقظة, ضع دائمًا خططا آنية, وخططا بعيدة المدى، والإنسان بالطبع يُقدم مشيئة الله تعالى في كل شيء, هذا سوف يساعدك كثيرًا.
ممارسة الرياضة أيضًا تمتص الشوائب النفسية السلبية، وممارسة تمارين الاسترخاء إن شاء الله تعالى فيها خير كثير لك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها, وتحاول أن تطبق التمارين الموجودة بها.
من المتفق عليه والأكيد تماما أن الأدوية -مثل بروزاك ومثل الفافرين- تَحدُّ كثيرًا من التفكير الوسواسي، فأنا أرى أنه لا بأس أبدًا في أن تتناول الفافرين (مثلاً) لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وجرعة البداية هي خمسون مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع جرعة الدواء إلى مائة مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه جرعة بسيطة جدًّا، وهو دواء سليم معروف الفعالية في أنه يحد تمامًا من الفكر الوسواسي المصاحب لأحلام اليقظة المفرطة.
أرجو أيضًا أن تحرص في أن تنخرط في العمل الاجتماعي ومساعدة الضعفاء، هذا يؤدي إلى تطور نفسي إيجابي كبير، ويجعل الكوابح على النفس واضحة، خاصة إذا كانت النفس مفرطة كما ذكرت وتسعى لحب الجاه وشيء من هذا القبيل، فمساعدة الضعيف والانخراط في العمل الذي يفيد الآخرين وجد أنه من وسائل التأهيل النفسي والسلوكي الممتازة جدًّا.
إن شاء الله تعالى مشكلتك بسيطة، فأنت مدرك بما بك، وهذا شيء إيجابي جدًّا في حد ذاته.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وعلى ثقتك في هذا الموقع.