الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الإصابة بالوساوس أو أي حالة نفسية ليس عيبًا وليس نقصًا بالإنسان، ولا في ذلك أبدًا إضعاف لموقفه أو لشخصيته، على العكس تمامًا والدتك سوف تُسعد كثيرًا حين تُخبريها بما تعانين منه، سوف تقبل ذلك، لأن الأم دائمًا هي كنز أسرار بنتها، ولا تستعجلي في أن تقولي لها (أريد الذهاب إلى الطبيب النفسي) اشرحي لها ما بك بالتفصيل، ومتى بدأ، وماذا تعانين منه، وقولي لها (يا أمي: بذلتُ كل جُهدي لأتخلص من هذه الوساوس، لكني فشلتُ في ذلك فلماذا لا نذهب ونسترشد بطبيب، الأمر بسيط جدًّا، والحلول موجودة) إذن هذا هو الذي يجب أن توضحيه لوالدتك.
والشيء الآخر: حالتك حسب وصفك قد بدأت منذ ستة أشهر، وأوضحتِ الأعراض التي تعانين منها، وأعراضك هذه ليست أعراض وساوس قهرية (حقيقة) هذه أعراض ما يسمى بقلق المخاوف، وقلق المخاوف قريب جدًّا من الوساوس، لكنه مختلف عنها بعض الشيء.
وعلى ضوء هذه الأعراض –ونسبة للجانب العضوي فيها والذي يتمثل في النغزات في الصدر وفي أطراف القدم واليدين– يمكن أن تطلبي من والدتك أن تذهبي مثلاً لطبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، وذلك إذا رفضت الذهاب إلى الطبيب النفسي، ولا أعتقد بأنها سوف ترفض، أمك ستكون مهتمة جدًّا بصحتك، وبعد أن يكشف عليك الطبيب الباطني –أو طبيب الأسرة– سوف يوضح أن هذه ناتجة من قلق المخاوف، وربما يعطيك الطبيب نفسه علاجًا، لأن معظم الأطباء –أقصد بذلك أطباء الأسرة وبعض أطباء الأمراض الباطنية– على إدراك تام بأعراض القلق والوساوس, وكذلك المخاوف، ومعظمهم يعرف الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالات, فأقدمي، وتحدثي مع والدتك.
وبصفة عامة أود أن أؤكد لك أن هذه الحالة بسيطة، وهي تكون مرحلية، بمعنى أنها عابرة ووقتية، ومن طرق العلاج المهمة هو التناسي والتجاهل، يعني أن يتناسى الإنسان أعراضه، أن يتجاهلها، هذا يحتاج إلى جهد وإلى تصميم وإلى صبر.
ثانيًا: هنالك ما نسميه بصرف الانتباه، يعني أن تصرفي انتباهك عن أعراضك، وذلك من خلال القيام بنشاطات أخرى، ففي حالتك الاجتهاد في الدراسة، والتركيز على القراءات الحرة، والمشاركة في تدبير أمور المنزل (وهكذا) هذا كله -إن شاء الله تعالى– يصرف انتباهك عن هذه المخاوف والوساوس.
هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ذات فائدة ممتازة وعظيمة في علاج وكبح جماح هذه الأعراض، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) يمكنك الرجوع إليها, والاسترشاد من التفاصيل الواردة فيها وتطبيقها، وسوف تجدي منها -إن شاء الله تعالى– خيرا كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.