هل سأنجب طبيعيا أم بعملية؟ ولماذا مشيمتي نازلة؟
2012-11-27 08:26:20 | إسلام ويب
السؤال:
أنا حامل، وكان تاريخ آخر دورة 22/3/2012، وعندي طفلة عمرها سنتان ونصف، وأنجبتها بعملية قيصرية، وراجعت الطبيب في حملي هذا قبل شهر، وأخبرني بأن المشيمة لدي هاجرة، وأعاني من مغص، وآلام أسفل البطن، وأخذت إبرا لاكتمال الرئتين، وعند مراجعتي للطبيب بتاريخ 21/10/2012 أخبرني بأن المشيمة ما زالت نازلة؟ وأنها لن ترتفع وأعطاني ورقة دخول للمستشفى، مع العلم أنني لا أعاني من نزيف؟
سؤالي: هل المشيمة ستبقى نازلة؟ ولماذا الدخول للمستشفى؟ أنا مترددة في الذهاب للمستشفى، أرجوك د. رغدة عكاشة انصحيني ماذا أفعل؟ وهل سأنجب -إن شاء الله- طبيعيا؟
من الملاحظات المكتوبة في ملفي مراجعة الحمل placenta post previa وأخبرني الطبيب أن الوزن كيلو و 800 غرام هل هو جيد أم قليل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجدولين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المشيمة الهاجرة، والتسمية الطبية العربية الصحيحة هي: ( ارتكاز المشيمة المعيب) هو تشخيص يوضع عندما تكون المشيمة لا تعشش في قعر الرحم في الأعلى, بل تعشش في الجزء السفلي من الرحم قريبا من عنق الرحم.
وهي تصنف إلى 4 درجات, وذلك حسب شدة قربها وتغطيتها لعنق الرحم, فكلما اقتربت المشيمة من عنق الرحم كلما كانت الدرجة أعلى, وفي الحالات الشديدة، فإن المشيمة تغطي عنق الرحم كليا، ومن هنا تأتي أهمية وخطورة الحالة ؛ لأن عنق الرحم هو الذي سيتوسع عند بدء التقلصات الرحمية أي عند حدوث الطلق, مما يؤدي إلى تمزق في المشيمة التي تغطيه وحدوث نزف.
والحقيقة هي: أن نسبة حدوث نزول المشيمة تعتبر نادرة في الحالة العادية, لكن هذه النسبة ترتفع بشكل واضح عند من سبق وأجري لها عملية قيصرية, أو أي جراحة في جدار الرحم.
مثلا في الحالة الطبيعية, وعند من لم يكن لديها أي جرح في الرحم, تكون نسبة حدوث المشيمة المعيبة هي فقط 2% , أما إن كان لدى السيدة عملية قيصرية سابقة, أو أي جراحة في جدار الرحم, فإن النسبة تصبح 10%.
وفي الدرجات الخفيفة من المشيمة المعيبة ( الدرجة 1 و2)، وهي التي تكون المشيمة فيها قريبة من عنق الرحم، ولكنها ليست على حافته ولا تغطيه, فإن محاولة الولادة الطبيعية ممكنة (ولكن ليست مضمونة).
لكن في الدرجات المتقدمة ( الدرجة 3 و4 ) وهي التي تكون فيها المشيمة على حافة عنق الرحم أو تغطيه, فإن الولادة يجب أن تتم عن طريق العملية القيصرية, ولا يجوز أبدا محاولة الولادة الطبيعية, لأنها ستشكل خطرا كبيرا على حياة كل من الأم والجنين.
والمشيمة لا تغير مكانها بعد أن يتجاوز عمر الحمل 28 أسبوعا, لكن قبل ذلك من الممكن أن تغير مكانها وتصعد للأعلى.
وإن أكثر شخص يمكنه تحديد موضع المشيمة هو طبيبك المتابع لحالتك؛ لأن التشخيص لا يوضع إلا عن طريق التصوير التلفزيوني.
ويبدو بأن الحالة عندك هي من النوع المتقدم ( أي أن المشيمة على حافة عنق الرحم، أو تغطيه ) ولذلك فإن طبيبك قد طلب منك الدخول إلى المستشفى, والهدف من ذلك هو أن تكوني تحت رقابة طبية مستمرة تحسبا لحدوث نزف أو ولادة باكرة -لا قدر الله-, فعندما تكوني في المستشفى، سيكون من الممكن عمل عملية قيصرية اسعافية، وبسرعة لإنقاذ الجنين إن استعدت الحاجة.
أما إن بقيت الحالة مستقرة -إن شاء الله-, أي لم تحدث عندك تقلصات، ولم يحدث نزف, فهنا سيمكن الانتظار إلى أن يبلغ عمر الحمل 37 أسبوعا, وعندها يتم عمل العملية القيصرية بشكل انتخابي, وليس إسعافيا.
إن موعد الولادة حسب تاريخ الدورة الشهرية عندك هو في حدود 29-12-2012 ، وهو يعني بأن عمر الحمل حاليا هو تقريبا 33 أسبوعا, وبمقارنة هذا العمر مع التصوير الذي تم عمله لك في 21-10-2012، حيث كان الوزن 1800 ( وهو يعادل تقريبا 30 أسبوعا)، فان هذا يظهر بأن الجنين عندك بحجم جيد, وينمو بالمعدل الطبيعي المتوقع له -والحمد لله-, أي أن هبوط المشيمة وارتكازها المعيب لم يؤثر على نمو الجنين.
في حال كان طبيبك متأكدا من التشخيص, فإن قراره بإدخالك المستشفى هو قرار صائب وحكيم, ويدل على خبرة وحرص, والهدف منه هو أن تكوني أنت، والجنين تحت الملاحظة المستمرة كما سبق وذكرت لك, وأنصحك باتباع تعليماته من أجل سلامتك، وسلامة الجنين.
نسأل الله العلي القدير أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.