صديقتي تمزح وتضحك مع الشباب.. أرجو النصيحة
2012-11-24 12:27:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي صديقة عزيزة على قلبي، تعرفت عليها في إحدى المنتديات ولم أرها، ولم ترني، أضفتها معي في قائمة الأصدقاء في الفيس بوك.
المشكلة هي تقوم بدردشة ومدح وضحك ومزاح مع الشباب على العام، وتصرفها يضايقني، وأنا حزينة عليها وقلبي يتقطع عليها.
في كل مرة لما أرها تفعل هذا التصرف أتركها يوم أو يومين، وبعد ذلك أشتاق لها وأشتاق لمحادثتها، وهي عزيزة على قلبي، لأني أعرف أن لها ظروفا تجبرها على أن تفعل هذا، والسبب هو الفراغ القاتل.
هي أكبر إخوتها، ومعها 3 من الإخوة (صغار)، وأمها وأبوها في المنزل، لا يوجد أحد في المنزل يتسلى معها، وجميع أخواتها الكبار تزوجن.
لا أعرف كيف أتصرف معها؟ أو أعالج المشكلة؟ وأخاف أن أقول لها وهي أعز وأقرب إنسانه معي، وخائفة أن أفقدها أو تهجرني!
فأرجو أن تساعدوني بحل هذه المشكلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في موقعك، ونهنئك وأنفسنا بمواسم الخيرات وبهذه الأعياد المباركة، التي نسأل الله أن يعيدها علينا وعليكم أعوامًا عديدة، وسنوات مديدة في طاعته، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على مصلحة هذه الصديقة، ونشكر لك الاهتمام والسؤال.
وأرجو أن تعلمي أن المسلمين نصحة، وأن المنافقين غششة، وأن الحب الحقيقي والصداقة الحقيقية تدفع الإنسان إلى أن يحمي ويحافظ وينصح لمن يُحب، فعليك أن تتحري الوقت المناسب والأسلوب المناسب، ثم تجتهدي في نصح هذه الصديقة، وبيان وجه الحق لها، وتحذيرها من خطورة هذا الذي تسير عليه، دون أن تجرحي مشاعرها، ودون أن يكون في الكلام قسوة، ولكن بأسلوب مميز، بأسلوب طيب، تختاري الوقت الجميل، بعد أن تُثني على جمالها وعلى ارتياحك لها، وعلى حسن ظُرفها وعلى حسن تعاملها وعلى صفاء نفسها، وبيّني لها أنها بريئة وطيبة، لكن ليس كل الناس كذلك، والناس قد يأخذون فكرة عن الإنسان سيئة، ليس من الضروري أن تقولي لها أنت سيئة، وقد لا تكون هذا هو الغالب، والأصل في بناتنا هو الطهر والبراءة والصفاء.
ولكن ينبغي أن تعلم أن في الشباب ذئاب، وأن هناك من يستغل أمثال هؤلاء البنات الظريفات الحريصات على الضحك والبهجة في هذه الحياة، وأن نهايات هذا الطريق لن تكون مثل بداياته المشرقة، ربما المشوقة التي فيها الضحك، ولكن النهاية حسرات وآلام، وهؤلاء الذئاب عندهم من الأساليب ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، بل عندهم أساليب ربما لا يُجيد الشيطان فعل بعضها في سبيل اصطياد البريئات من بنات الناس والعياذ بالله.
فلذلك يجب عليك أن تنصحي لها، وأن تجتهدي في النصح لها، ولكن كما قلنا: بمراعاة لمشاعرها، وبحسن اختيار للوقت، ثم ببيان ما عندها من فضائل وجمائل وإحسان، فإنه لا يصلح أن نتهمها بالسوء ولا يصح أن نظن بها الظنون لمجرد أنها تضحك ولمجرد أنها تتواصل بهذه الطريقة، فكثير من البريئات يفعلن هذا، ولكن هذا لا يرضاه الله تبارك وتعالى، فنحن كمسلمات يحكمنا هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى في علاقاتنا، فيما نفعل، فيما نترك، في كل شيء ينبغي أن نتقيد بأحكام هذا الدين العظيم الذي لا يُبيح للفتاة أن تتواصل مع الشباب، ولا يبيح للشاب أن يتعامل مع أي فتاة إلا في إطار العلاقات الشرعية، كأن تكون مخطوبة له، وحتى لو كانت خطيبة فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
الإسلام لا يُبيح التعامل إلا بغطاء شرعي، إلا في إطار المحرمية أو في إطار الزوجية أو مقدماته، وهي الخطبة الشرعية المعلنة، التي ينبغي أن تكون أيضًا فيها العلاقة محكومة ببعض الضوابط الهامة جدًّا، فالكلام في المعروف، والكلام فيما يفيد، والكلام بعلم الأهل وتحت سمعهم وبصرهم، هذه شروط لابد أن تكون في اعتبار الفتاة في علاقتها مع الشباب.
وينبغي أن تعلم أن عالم النت وعالم الدردشة فيه من الأشرار وفيه من الشياطين ما لا يعلم كثرتهم وأنواعهم إلا الله تبارك وتعالى، بل هو عالم مليء بالخديعة ومليء بالكذب، فقد تدخل فتاة باسم رجل، ويدخل رجل باسم فتاة، وقد يحتال رجل متزوج ويظهر للبنت بأنه غير متزوج، وأنه يحتاج إلى أمثالها، ثم تفاجئ أخيرًا أن له أولاد، وقد، وقد... يعني الظلم والظلمات في هذا العالم لا يُحيط بها أحد والعياذ بالله، والشر ليس له حدود؛ لأن سبل الشيطان كثيرة، أما سبيل الله، أما صراط الله المستقيم فهو هذا الهدى والنور الذي تركنا عليه رسولنا – عليه صلوات الله وسلامه – وكما قال ابن مسعود: (أوله في الدنيا وآخره في الجنة، يوصل إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين).
إذن من تمام الصداقة ومن كمالها ومن صدقها ومن الإخلاص فيها أن تحرصي على النصح لهذه الصديقة التي نسأل الله أن يردها للحق وللصواب، وأن ينفع بك، وأن يبارك فيك وفيها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.