هل يمكنني ممارسة العلاقة الزوجية بعد البتر الكلي للرحم؟
2012-11-02 13:50:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علمت مؤخراً بوجود ورم ليفي حميد في الجهة اليسرى من الرحم بكتلة 55*50 مم، وأعاني أيضا من فتق، الأطباء طبعاً يفضلون العملية الجراحية، واستئصال الرحم كله مع المبيضين والعنق بالرغم من أن المبيض والعنق سليم، بحجة أنها أسلم للجسم.
صراحة أنا لا أحب أن أجري العملية بهذه الطريقة البتر الكلي، وفتح البطن، فهل هناك نصيحة توجهونها لي؟ علماً بأنني محتارة جداً، وهل من الممكن إجراء عملية الفتق مع الاستئصال معاً، أم أن هناك خطورة؟ طبعاً الأطباء لدينا يقولون حسب رغبتي، وهل كتلة هذا الورم خطيرة؟ وتستلزم البتر أم مازال أمامي حل آخر كالمنظار مثلاً؟ وهل من الممكن تأجيل العملية أو تركها بما أنه حميد أم أنه ينتشر؟
طبعاً أنا قلقة من مجيء الدورة الشهرية بقوة مثل كل مرة، هل هناك دواء مسكن، أو مخفف؟ علماً بأن الأطباء لا يصفون لي إلا دواءً مهدئا كالبروفين.
وسؤال أخير: هل يمكنني ممارسة العلاقة الزوجية بعد البتر الكلي؟ وما هي مضاره على صحة الإنسان؟
وإذا لزم الأمر سأرفق لكم تقريري إذا رغبتم.
شكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يحي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية نسأل الله -عز وجل- أن يشفيك ويعافيك, ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.
عندما يتم تشخيص وجود ورم ليفي عند سيدة تعاني من نزف في الدورة الشهرية, فيجب أولا التأكد من عدم وجود سبب آخر مرافق, يؤدي إلى حدوث هذا النزف, وذلك قبل القول بأن السبب هو فقط من الورم الليفي.
لذلك فمن الضروري جدا أن يتم أخذ عينة من بطانة الرحم, أو أن يتم عمل عملية تنظيفات للرحم, ثم يتم فحص عينة من خلايا بطانة الرحم, وكذلك يجب أن يتم عمل مسحة من خلايا عنق الرحم, وتسمى PAP SMEAR, وذلك للتأكد من عدم وجود أي حدثية مرضية مرافقة للورم الليفي -لا قدر الله-.
إن كان كل شيء طبيعيا, فهنا يمكن القول بأن الورم الليفي هو السبب في حدوث غزارة الدورة.
وأن حجم الورم عندك يعتبر متوسطا, وقرار عمل الجراحة يجب أن يؤخذ فيه عدة عوامل.
فإن كان النزف عندك شديدا, أو كان يعطلك عن ممارسة حياتك اليومية بشكل طبيعي, وإن لم تتحسن الحالة على العلاجات الدوائية, فإن الجراحة هي الخيار المفضل لك, خاصة وأنك في عمر 45 ولست راغبة في إنجاب الأطفال.
ويمكن عمل استئصال للرحم عندك مع ترك المبيضين وعنق الرحم, فهذا أفضل في حال الورم الليفي, إلا في حال كان في القصة العائلية عندك إصابة بسرطان المبيض أو سرطان الثدي, أيا إن كان في عائلتك مثل هذه الإصابات -لا قدر الله-, فان الأفضل هو عمل الاستئصال الكامل للرحم للمبيضين ولعنق الرحم كنوع من الوقاية.
إن العلاجات الدوائية للورم الليفي هي علاجات مؤقتة وعرضية فلا يوجد علاج دوائي للورم الليفي لغاية الآن يكون فعالا وبدون أعراض جانبية.
إن الورم الليفي شائع جدا بين النساء, وهو ورم سليم، ولا يتحول إلى خبيث -إن شاء الله-.
وبدلا عن استئصال الرحم, يمكن اللجوء إلى عمل عملية إغلاق للشريان الرحمي, وذلك عن طريق حقنة بمادة صلبة, أو بزرع جهاز حديدي صغير يسده, وبهذا يقل مرور الدم عبر الشريان الرحمي، وتقل تروية الورم الليفي, فينقص حجمه ويتنخر، وقد يموت.
هذه العملية لا تستدعي فتح البطن, وهي آمنة -إن شاء الله-, لكنها تتطلب طبيبة أو طبيبا مختصا بمثل هذا النوع من العمليات, ولديه خبرة واسعة, بالإضافة إلى أنها ليست مضمونة 100 %, فمثلا هي تسبب نقصا في حجم الورم بنسبة 60%, وتسبب تحسنا في كمية النزف خلال الدورة بنسبة 90 %.
وأعتقد بأنها تناسب من كانت في مثل حالتك, أي لا ترغب بالجراحة العادية, لكن كما ذكرت عليك بالبحث عن طبيب أو طبيبة لديه خبرة في مثل هذه النوع.
وفي حال تم استئصال الرحم, فيمكنك ممارسة حياتك الزوجية بشكل طبيعي -إن شاء الله-, وإن بقي المبيضان, فإن الرغبة الجنسية لن تتأثر.
بالنسبة للفتق فيمكن عمل العملية له بنفس وقت استئصال الرحم إن رغبت, ولا مانع من ذلك.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.