الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالحقيقة أنا لا أراك مريضة نفسيًا، بل على العكس تمامًا أنت إنسانة متفوقة، ولديك درجة التحفز والدافعية مرتفعة جدًّا، وهذه خصال جيدة وحميدة، لكن قد تنعكس على صاحبها سلبًا، وينتج عنها القلق الانفعالي الذي يجعل الإنسان يعيش بعض الصعوبات، مثل الذي تحدث لك في التعامل مع الأطفال، وكذلك فيما يخص عدم مقدرتك على قبول قيم الآخرين والتوتر الدراسي.
أيتها الكريمة الفاضلة: يجب أن تخاطبي نفسك مخاطبة معرفية، وتعترفي بذاتك بأنك قلقة، وأن هذا القلق يمكن الاستفادة منه، وذلك من خلال توجيهه في القنوات الصحيحة، وليس في اتجاه العناد أو العصبية والتعصب لشيء واحد.
حقيقة أنا أريدك أن تذكري نفسك بأن المرونة الفكرية مطلوبة، والإنسان الذي يكون آحادي المنطق يتعب نفسه ويتعب الآخرين. أنا لا أقول أنك أحادية المنطق، لكن أعتقد أن الضوابط التي تفرضينها على شخصيتك صارمة جدًّا. لا أقول لك اقبلي نوعاً من الفوضى في حياتك، لكن خففي من روعك، واصرفي انتباهك، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت تعطيك المجال لأخذ راحة كافية، لممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء، الاطلاعات غير الأكاديمية، الترفيه عن النفس بما هو مباح ومتاح، صلة الرحم، الانخراط في عمل ثقافي أو اجتماعي أو خيري. هذه كلها حقيقة توجه هذه الطاقات القوية والنافذة لديك.
أنا أعتقد أنك محتاجة لشيء كهذا، وهذا سوف يفيدك، وبصورة شعورية أو لا شعورية، سوف تجدين أنه قد فُتحت لك آفاق جديدة، وحدث لك انجذاب نحو أشياء لم تكوني تعيريها اهتمامًا في أول الأمر، وهذا سوف يعود عليك إيجابيًا فيما يخص صحتك النفسية.
بالنسبة لعدم تحملك للأطفال: أعتقد أن هذا نوع من إسقاط الغضب، والإنسان بطبعه في بعض الأحيان إذا كان مكتنزًا للغضب والانفعال الزائد يُسقط هذا الانفعال على من هم أضعف منه، لذا تجده لا يتحملهم ويحاول أن يطبق منظومته القيمية عليهم.
هذا التفكير المعرفي يواجه من خلال تفكير معرفي مضاد، والتفكير المعروف المطلوب هنا: أن تنظري إلى هؤلاء الأطفال كفئة جميلة وديعة خصبة غضة، يجب ألا نُسقط عليها غضبنا، ذكّري نفسك دائمًا بهذا الأمر، وهذا بالتدرج سوف يساعدك على المزيد من التواؤم والتكيف مع النمط والنسق الجديد.
أنا أعتقد أنك في حاجة ماسة جدًّا لتطبيق تمارين الاسترخاء والحرص عليها، وأخذ الأمر بجدية، خاصة فيما يتعلق تطبيق التعليمات والاستمرار على التمارين. إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) اطلعي عليها، وإن شاء الله تعالى سوف تجدينها مفيدة جدًّا.
بالنسبة لموضوع تنظيم الوقت من أجل حسن التحصيل الدراسي: أولاً كما هو معلوم يجب أن يستشعر الإنسان أهمية التحصيل العلمي.
ثانيًا: ضعي ركيزة فكرية أساسية، وهي أن الواجبات أكثر من الأوقات، ومن ثم حددي جدول أسبقياتك، وأفضل وقت للدراسة هو بعد صلاة الفجر، خاصة في هذه الأيام صلاة الفجر متأخرة بعض الشيء، والإنسان يستيقظ في الصباح ويكون قد نام نومًا مريحًا وسليمًا، هذا يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، ومن ثم يجعل المستقبلات العصبية في وضع يُهيئها لتقبل معلومات جديدة وحفظها بكل رصانة وجودة، والإنسان حين يتحصل على المعرفة صباحًا ويكون قد قام بواجبه الدراسي تجده منشرحًا بقية اليوم، وتسهل عليه الأمور، لأنه قد بدأ بداية صحيحة.
أيتها الكريمة الفاضلة: اجعلي الصلوات مرتكزات لإدارة وقتك: ماذا سوف أقوم به بعد صلاة العصر أو صلاة المغرب أو قبلها – وهكذا -؟ من خلال هذه المرتكزات تستطيعين أن تتحركي تحركًا إيجابيًا.
أيتها الكريمة الفاضلة: التعامل مع الوالدة تضبطه جوانب الذوق والشرع، وبر الوالدين يفتح لك - إن شاء الله تعالى – آفاق الدنيا والآخرة، هذا احرصي عليه، وأنت مدركة لذلك.
ليس هنالك مانع أن تتناولي دواءً بسيطاً يعرف باسم (موتيفال) تناوليه حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين أن القلق قد زال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.