هل عمري مناسب لأتقدم لخطبة فتاة؟
2012-11-07 10:33:25 | إسلام ويب
السؤال:
السـلام عليـكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما, كنت شاب طائشا لا أعرف للمسجد طريقا, لكن والحمدلله وفي إحدى محاضرات الشيخ محمد العريفي أصبحت من تلقاء نفسي أصلي كل الصلوات في المسجد, من الفجر إلى العشاء, وأنا الآن أعمل وأريد أن أتقدم لخطبة فتاة العام القادم, فبم تنصحني يا أستاذنا الكبير, أهلي ليس لديهم أي مشكلة, لكن يخافون من كلام الناس؛ لأن الناس يرون أني صغير, رغم أني الآن أعمل وأستطيع فتح بيت والقيام بمصروفه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل، ونحن سعداء حقيقة بالتواصل من أمثالك مع هذا الموقع، ونبشرك بأننا في الخدمة، وشرف لنا أن نخدم شبابنا الكرام من أمثالك.
ثانيًا: نهنئك بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونشكر لك هذا التأثر الطيب بمحاضرات الشيخ، والعودة إلى الصلاة، وندعوك إلى المواظبة عليها، والمحافظة عليها، فإن الصلاة صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى، وهي أول ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى، وهي الميزان، كان السلف يسمونها الميزان، إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان نظروا في صلاته، وهي كذلك أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى، فاجتهد في الصلاة واحرص عليها، وواظب عليها وحافظ عليها، واجتهد في أن تؤديها على الوجه الذي يُرضي الله تبارك وتعالى.
ثالثًا: هنيئًا لك بهذه الرغبة وأنت فعلاً لست صغيرًا، والدليل على ذلك هذه الاستجابة العالية وهذه الاستشارة الناضجة، وهذا التوجه إلى هذا الموقع، وهذا التفكير الجيد في طلب العفاف والطهر، ولكننا ننصحك بأن تُحسن الاختيار، وأن تُشرك أهلك في الاختيار، وأن تختار صاحبة الدين والخلق، وأن تحاول وتجتهد في أن تجد صاحبة الدين والخلق يرضاها الوالد وترضى بها الوالدة، أيضًا تجد أنت في نفسك ميلاً لها وقبولاً لها، لأن هذه من شرائط النجاح وعلامات النجاح في الحياة، لأن الإنسان إذا اختار بهدوء، واختار صاحبة الدين، واختار الأسرة الطيبة والسمعة الطيبة، وبدأ حياته بدايات صحيحة، وجاء البيوت من أبوابها، وأشرك والديه في مسألة الاختيار، وبعد ذلك بنى هذا الاختيار –كما قلنا– على أسس شرعية فإن هذه هي السعادة بعينها، وهذا باب كبير من الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إقناع الوالد والوالدة.
ونحن على كل حال على استعداد بأن نقدم لك المساعدات، ويمكن أن نتواصل مع الوالد، نبين له أهمية الزواج المبكر لشبابنا، لأننا في عصر الفتن وفي زمان المصائب، والأصل هو أن يتزوج الإنسان مبكرًا، فتأخير الزواج هذا أمر ما عرفناه إلا بعد حِقبة المستعمر، وإلا بعد تأثرنا بأعداء الله تبارك وتعالى، وإلا بعد اهتمامنا بثقافة المسلسلات وتقليد مَن لا خلاق له، لكن الدين الإسلامي دعوة إلى تيسير أمر الزواج، وأنت ولله الحمد تستطيع أن تفتح بيتًا، وحتى ولو كانت الأسرة تستطيع أن تساعدك فإنه كما قال الشيخ ابن عثيمين: " يجب على من مَلَك سعة أن يعين أولاده الذكور على الزواج، وأن ييسر مهر بناته ".
ولذلك هذه دعوة ينبغي أن تصل إلى كل أبٍ وإلى كل أم، حتى يعاونوا أبناءهم على إكمال نصف الدين وعلى بلوغ العفاف، فإن في هذا خيرا للآباء وخيرا للأبناء، خيرا للآباء لأنهم يسعدوا بأحفادهم، وأيضًا يسعدوا بهذه الذرية الجديدة التي نتجت عن بيتهم، وخير للأبناء لأنه فيه حفظ للشباب، فيه تحمل للمسؤولية، وفيه ابتهاج في الحياة، والزواج يعطي الإنسان آمالا كبيرة، ويجعل الإنسان أيضًا يتحمل المسؤولية، ولذلك اهتم الإسلام بهذه المسألة، فخاطب أهل الإيمان وخاطب الأولياء فقال: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم} كأن قائلا وقف ليقول: من أين المال والفلوس؟ فقال تعالى: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسع عليم} فكان السلف يوقنون بهذا، حتى كان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على إقناع الوالد والوالدة، حتى يكتمل لك هذا الخير، ونتمنى أن نسعد بسماع الخير عنك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يرزقك بالزوجة الصالحة التي تعينك على الخير، وتعينها على الخير، وتستطيعا أن تؤسسا أسرة على هدىً من الله ونور، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لنا ولك السعادة والتوفيق.
ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، وأرجو أن تجتهد في إقناع الوالدة ثم إقناع الوالد، واطلب مساعدة العقلاء من الأعمام والعمات والأخوال والخالات، فإن لهم تأثيرا، كذلك الدعاة الذين لهم تأثير يمكن أن يخالطوا الوالد ويكلموه حتى يقتنع ويعينك على بلوغ العفاف.
ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.