حياتي الزوجية يعكرها تدخل أهل زوجتي فيها!
2012-11-07 09:25:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ سنة وشهرين, أزعجني أهل زوجتي في تدخلهم بحياتي الزوجية, فأم زوجتي متوفية, وقبل أشهر قام أخ زوجتي بأخذها من بيتي, وكذب عليها وقال بأني أنا من طلب أن يأخذها, وأني أريد أن أطلقها, وبعد رفع قضية عليه في المحكمة خاف وأرجعها, والآن فقط تسمع كلامهم, وقد حرمت المعاشرة الزوجية, فدائما تتهرب من الجماع بسبب أنها لا تريد الحمل, فماذا أفعل؟ فقد صرت أكرهها وأكرههم جدا.
بارك الله فيكم أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا وأخانا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وننصحك بالصبر على هذه الفتاة التي نعتقد أنها ضحية لجهل أهلها، وأرجو أن تعلم أن مثل هؤلاء الفتيات ضعيفات يتيمات، قد يكون هناك من يتحكم فيهنَّ بهذه الطريقة، ولكن العبرة برأي الفتاة، والعبرة بميلك إليها، والعبرة بالقواعد والأسس التي اخترتها عليه، فلا تعاملها بأخطاء أهلها، واعلم أنك إذا كنت تريد هذه الزوجة وأيقنت من نفسك أنها يمكن أن تعيش معك سعيدة, وأنها راغبة في إكمال المشوار –لولا تدخل أهلها– عند ذلك ندعوك إلى التمسك, ومعالجة الأمور بمنتهى الهدوء، فإن هذه الفتاة ستضيع، وستندم، والسبب هم هؤلاء الجهلة الذين تدخلوا في حياتها.
ونرجو أن تعلم أن المرأة كائن ضعيف، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أوصانا بها خيرًا، فقال: (استوصوا بالنساء خيرًا) وأخبر -عليه الصلاة والسلام– أنهنَّ ناقصات عقل ودين، لأنهنَّ يقدمن العاطفة، وأخبر -عليه الصلاة والسلام– من أنهنَّ خُلقن من ضلع أعوج، والطريق الأعوج يحتاج إلى تنازلات من السائر عليه، يلف معه، يقدم تنازلات، وهكذا المرأة تحتاج إلى شيء كثير من المداراة، وحسن التعامل معها.
لا شك أن من حق الرجل أن ينال حقه وحظه في الفراش وحقه في المتعة، ولكن عندما تمتنع الزوجة نحن نحرص على أن نعرف الأسباب، هل يا ترى هذا الامتناع لأنه تحريض من أهلها؟ يجب أن نعزل أهلها، نتعامل معها بطريقة منفردة، ونقدم لها النصيحة، ونتخذ الوسائل الشرعية في النصح لها.
هل يا ترى هذا الامتناع لأنها لا تجد حظها ولا تنال الإشباع، لأن الرجل يستعجل عليها ولا يعطيها حقها ولا يقدم للمعاشرة بمداعبات كما هو التوجيه الشرعي والتوجيه الهام في هذه المسألة.
هل يا ترى هي ترفض هذا لأن هذه المعاشرة والحياة الخاصة يسبقها خصام ونقاش ومجادلة عن تصرفات أهلها، فلا تتهيأ عند ذلك، لأن الإنسان إذا خُوصم وجُودل وكان الوضع متوترًا فإن هذا يُقعد الطرفين عن النجاح في هذه العلاقة الخاصة بينهما.
إذن نحن ندعوك إلى عدم الاستعجال, وإلى تتبع هذه الأمور بمنتهى الهدوء، وأرجو كذلك أيضًا أن تأخذ رأيها صراحة، أن تبين لها أن هذا ليس من مصلحتها، لأن المرأة تحتاج إلى وعظ، والوعظ تذكير بالعواقب وتخويف من الله تبارك وتعالى، لا بد أن تبصر نهايات الطريق، حتى لا تقع في أمر تندم عليه مستقبلاً.
هؤلاء الإخوان الذين يحرصون على التشويش عليها هم أول من سيتضايق منها غدًا، هم أول من يعرضها للمخاطر غدًا، ولذلك أرجو ألا تتخلى عنها بسهولة مهما كانت الأسباب، طالما كنت أنت راغبًا فيها، وهي راغبة في الاستمرار، وعليك إبعاد هذه الأمور التي تشوش عليها، وستجد في أخوالها وأعمامها من العقلاء والفضلاء من يستطيع أن يوقف هؤلاء عند حدهم، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على إكمال المشوار، ونحن لا نفضل استعجال الطلاق، لأن الطلاق كسر للمرأة، وهو آخر الخيارات، وقد لا يكون خيارًا ناجحًا، لأن الإنسان قد يتعلق بالمرأة بعد أن يطلقها، قد تتعلق بزوجها الأول بعد أن تفارقه، نريد أن نقول: ما بين الزوجين أكبر وأوسع من مثل هذه الخلافات.
كما نتمنى أن تنصحها بألا تُخرج أسرار البيت، ولا تخبر أهلها بما يحصل بينكما، لأن هذه نقطة أساسية، وإذا اتفقتما على أن يظل البيت سرا ومنعتم التدخلات الخارجية فإن هذا سيكون له أثرا كبيرا جدًّا على استقرار البيت، فهؤلاء يتدخلون سلبيًا، وهذا يُلحق الضرر بهذه العلاقة.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يستخدم الجميع في طاعته، وأن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم، ونكرر ترحيبنا بنا بك، ونتمنى أن تأتينا تفاصيل، ونذكرك بأن هذه المدة مدة قصيرة جدًّا وغير كافية، وهي مدة معروفة بالتجاذب، كل طرف يريد أن يأخذ الثاني إلى برنامجه، وهنا أيضًا أطراف أخرى تريد أن تتحكم، ولكن في النهاية الشرع يجعل هذه المرأة أنت المسؤول عنها، وأولى الناس بالمرأة زوجها، وليس الأخ حتى الأب، لا ينال المنزلة والمكانة التي ينالها الزوج عند المرأة.
عندما يعلم الناس هذه الحدود وهذه الحقوق سيقف كل إنسان عند حده، وعليك بتكرار النصح للفتاة، والصبر على أذى أهلها، وكل الحلول بيدك، لكن الشريعة لا تريد أن تستعجل في الطلاق، ولذلك أرجعت الطلاق بيد الرجل حتى يفكر –أقول مرات بعد الألف– قبل أن يُقدم على هذه الخطوة التي هي الطلاق، فلا تفكر فيه، ولا تستعجل أمر الطلاق، وكثير من الزيجات بدأت حياتهم الزوجية بتوترات واستقرت الأمور وسعدوا سعادة لا مثيل لها، لأن هذه المدة غير كافية لتعميق المعرفة بينك وبينها فضلاً عن أسرتها.
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.