آثار العادة السيئة من خلال التوجيه الطبي والشرعي
2012-09-23 07:24:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب عمري 25 عاما، وكنت أمارس العادة منذ 4 سنوات، وقد توقفت عن هذه العادة منذ شهرين، لكن عندي ضعف شديد في الانتصاب، ولا يحدث الانتصاب الصباحي، وحتى عندما يحدث الانتصاب يكون ضعيفاً جدا، وحينما أتحرك ينتهي الانتصاب.
ذهبت لدكتور ذكورة وقال لي ممكن تكون مشكلة نفسية ولكن قال لي أعمل أشعة penile color Doppler وأنا أخاف فهل هي تضر بالعضو الذكري إن لم يكن هناك مشكلة، وحالتي النفسية سيئة جدا.
معذرة لي صديق عنده 26 سنة، وعنده عجز جنسي، وقد قام بعمل دعامة قابلة للنفخ في العضو الذكرى، والانتصاب عنده جيد جداً بعد الجراحة، وهو يريد الزواج فهل يجب أن يصارح أهل عروسته أو عروسته نفسها بهذا الأمر أم لا؟ علما بأنه قام بعمل تحاليل سائل منوي وكانت 210 مليون فهي جيدة جداً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في مثل حالتك، وعند محاولة تشخيص أسباب الضعف الجنسي، وهل هو ضعف نفسي أو عضوي؟ يتم في بعض الحالات عمل أشعة دوبللر على الذكر، كما وضح لك الطبيب، وفي الحالات التي يكون فيها أغلب الظن أن السبب نفسي يتم حقن كمية بسيطة من المواد الموسعة لشرييان الذكر، تجنبا لحدوث استمرار الانتصاب المؤلم لفترات مطولة بعد الحقن.
لذا لا يتم حقن إلا كمية بسيطة من هذه المواد، غير ذلك لا توجد مشكلة من هذه الأشعة، ولا تسبب ضررا للعضو الذكري، ولكن يجب تجنب استمرار الانتصاب المؤلم لأكثر من 6 ساعات، ويجب فض الانتصاب في معمل الأشعة لتجنب حدوث تليف للقضيب، وقد وضحت أن حقن كمية بسيطة لا يؤدي لهذا الأمر -بإذن الله-.
عليك بعدم التفكير السلبي أثناء عمل الأشعة، وفي الغالب سيكون الأمر نفسيا وليس عضويا.
أرى أن يُصارح صديقك أهل مخطوبته بكل شيء تجنُّبًا لأي مشاكل في المستقبل، وأن تكون كل الأمور واضحة وصريحة.
وبالله التوفيق.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور ابراهيم زهران أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة.
وتليها إجابة الدكتور الشيخ أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك وصديقك في موقعكم، ونسأل الله أن يستخدم الجميع في طاعته، ونشكر إخواننا الأطباء حرصهم على الإجابات الجميلة الشافية الكافية، الأسئلة المتعلقة بالجانب الطبي، ونسأل الله تعالى أن ينفع بكم وبهم البلاد والعباد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وننصح أبنائنا الكرام بتجنب المخالفات والمعاصي الشرعية، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة، وخاصة هذه الممارسة الخاطئة، فإن لها آثار نفسية تطارد الإنسان، وكذلك كل من ينهمك في الفواحش والأمور التي تُغضب الله تبارك وتعالى، لأن الله قال: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}.
فمن هنا نحن نحذر الجميع من العذاب الأليم، هذه الهموم والغموم التي ربما تدخل على الإنسان بسبب تلك المعاصي والموبقات، ولذلك علاج هذا ولله الحمد سهل، بالتوبة النصوح، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، والحرص على كل أمر يُرضيه، وحسب تجاربنا ما من إنسان تاب توبة نصوح وصدق في توبته إلا وعادت الأمور عنده إلى صوابها ونصابها بفضل الله تبارك وتعالى، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فهذه بداية ننصح أنفسنا والشباب الكرام بضرورة أن نتوب إلى الله تبارك وتعالى من كافة المخالفات التي ربما وقع فيها الإنسان عن جهل أو غفلته أو بدافع المؤثرات بكل أسف، والشهوات التي تمشي على رجلين. ندعو الجميع إلى غض البصر، إلى الالتزام بآداب وأحكام هذا الشرع الحنيف، الذي ما تركنا شيء منه إلا أحوجتنا ظروف الحياة إلى تطبيقه والعودة إليه، و{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون * واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}.
ونشكر الشباب الكرام هذا التواصل مع الموقع، لأن هذا دليل على أن الخير فيهم كثير، وعلى أنهم بدءوا السير في الطريق الصحيح، وإنما شفاء العيِّ السؤال.
أما بالنسبة للحالة المذكورة وهو أنه يريد أن يُخبر من يتزوج منهم بهذا العيب، فنحن لا ننصحه بألا يُخبرهم، لأن هذه من العيوب الخفية، وما فعله وما قام به مما يؤيد أو يعين على الأداء الوظيفي (العلاقة الخاصة) بين الزوجين، وأرجو أن يلتزم بالآداب الشرعية، ويحرص على أن يطيع الله تبارك وتعالى، وعلى أهل الزوجة أن يقبلوا بظاهره، بدينه وأخلاقه، وبعد ذلك ما فعله هذا العمل الذي قام به هو في الحقيقة يعين على النجاح، وليس عنده -إن شاء الله تعالى- إشكال بحول الله وقوته، وأيضًا نحن نعتقد أن الجوانب النفسية لها آثار كبيرة في هذه المسائل، وأن العبرة والنجاح في هذا الأمر ليس ما يتوهمه الشباب من طول العضو الذكري أو الخوف، لأن الخوف من هذه المسائل هو جزء كبير جدًّا من تعميق الظاهرة وتحويلها إلى وسواس وإلى ناحية نفسية.
فالإنسان عليه أن يُقبل على حياته الجديدة، مطيع لله تبارك وتعالى، يحرص على أن يلتزم بالآداب الشرعية، يعطي نفسه حظها من الطعام وحقها من الراحة، يواظب على الأذكار، يحفظ هذه الجوارح، فكما قال قائل السلف وقد قفز في عمر كبير في مكان صعب يصعب على الشباب، قال: (جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر) ما من إنسان يحفظ الله تبارك وتعالى في هذه الجوارح ويصونها عن المعصية والمخالفات إلا ويعوضه الله تبارك وتعالى بها الخير الكثير.
إذن نصحنا لأنفسنا وللشباب وللأخوة والأخوات جميعًا بأن نلتزم بآداب وأحكام هذا الشرع، وإذا حصل منا خطأ أو تقصير نسارع بالتوبة النصوح، ورجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، وإذا حصل للإنسان بلاء فمن حقه أن يبذل الأسباب، يقابل الأطباء، يعرض نفسه عليهم، ولكن قبل ذلك وبعد ذلك لا بد أن نُجيد التوجه إلى الله تبارك وتعالى، والإلحاح، والاطراح بين يديه والتضرع إليه، فإنه يجب المضطر إذا دعاه، فكيف إذا كان هذا المضطر مسلم تائب راجع مُنيب إلى الله -تبارك وتعالى-.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه، ونكرر: لا ننصح الشاب بأن يُخبر بكل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، وعليه أن يجتهد في بذل الأسباب الشرعية، ورفع معنوياته وإيمانه بالله -تبارك وتعالى-، ولا مانع أيضًا من الاستفادة من الأطباء الثقات، ومن إرشاداتهم ومن نصائحهم، والالتزام بتوجيهاتهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدكم بطاعته، وأن يهيأ لنا ولكم المتعة الحلال والرزق الحلال، هو ولي ذلك والقادر عليه.