هل يفيد دواء الفافرين أو البروزاك في علاج الوسواس؟
2012-09-24 11:18:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 33 عاماً، بدأ الوساوس لدي من عمر 14 عاما، كنت أفعل المعصية في حجرتي، فوسوس لي الشيطان أن أرفع الآيات القرآنية من الحجرة، بحجة عدم أخذ ذنباً، وكانت البداية، وتعددت في الأفكار التسلطية، ثم بعد ذلك أصبحت لا أستطيع الجلوس في أي أماكن توجد بها آيات قرآنية، أو رؤيتها، وأصبحت أوسوس في الصلاة.
وانقلبت حياتي لجحيم، حتى وصلت لمرحلة متدنية -هزل فيها جسمي، وارتفع ضغطي، ولا أستطيع مواصلة عملي بشكل طبيعي-.
فهل يفيد الفافرين أو البروزاك في حالتي هذه؟ مع العلم أني قمت بالرقية الشرعية ولا شيء، وأنا لا أشعر أنه مس، إنما هو وسواس قهري، وأفكار تسلطية عنيفة تعصف بي، ولا أستطيع مواصلة الحياة بها.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنعم أنت بالفعل مصاب بالوساوس القهرية، والأفكار التسلطية التي تعاني منها هي في ذات الوقت أفكار تصادمية؛ لأنه من الواضح أن عوامل الخير والشر لديك بدأت تتصارع، وإن -شاء الله تعالى- سوف ينتصر الخير فيك كثيرًا.
حقّر هذا الفكر الوسواسي، وحاول أن تقوم بفعل ما هو مخالف: انظر إلى المصحف في غرفتك (مثلاً) دائمًا بتمعن وتدبر، احمله واقرأ فيه، ولا تتجنب أبدًا أي مكان فيه القرآن الكريم، تفكيرك السابق كان مبنيًا على أساس أنك لا تريد أن ترتكب ذنبين، وكما ذكرتُ لك هذا يدل على خيرية كبيرة فيك، إذن هذه الوساوس حقّرها وقاومها، وقم بفعل ما هو ضدها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك - أخي الكريم – الأدوية موجودة وفاعلة، البروزاك والفافرين وأدوية أخرى كلها جيدة وكلها ممتازة، لكن المحك الرئيسي لنجاح هذه الأدوية هو أن تكون حريصًا على الالتزام بالجرعة والمدة العلاجية.
إذا كنت تريد دواءً يساعدك في تحسين نومك قليلاً فالفافرين هو الأفضل، وتكون جرعة البداية هي (خمسيه) مليجرامًا ليلاً، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها مائة مليجرام ليلاً، تستمرعليها لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة مائتي مليجرام يوميًا، تتناول مائة مليجرام صباحًا وأخرى مساءً، أما إذا سببت لك أي نوع من النعاس والاسترخاء فيمكنك أن تتناول المائتي مليجرام ليلاً، هذه جرعة علاجية صحيحة وجيدة وممتازة، يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل.
بعد ذلك خفض الجرعة إلى مائة مليجرام، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذا لم تحس بتحسن حقيقي بعد مضي شهرين على تناول الفافرين، هنا أقول لك يجب أن تضيف عقار (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه وتتناول الفافرين كما وصفناه لك.
الفافرين ذكرتُ لك أنه قد يساعد في النوم قليلاً، كما أنه لا يؤدي إلى صعوبات جنسية، وهذه ربما تكون إيجابية في هذا الدواء.
أما بالنسبة للبروزاك فهو دواء فاعل جدًّا وممتاز جدًّا، لكنه قد يزيد من درجة اليقظة لدى بعض الناس، ولذا يمكن تناوله صباحًا، وقد يؤدي أيضًا إلى تأخر بسيط إلى متوسط في القذف المنوي، لكنه لا يؤثر أبدًا على المقدرات الذكورية لدى الرجل.
جرعة البروزاك هي أن تبدأ بتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا، يمكنك أن تتناولها نهارًا أو ليلاً، إذا أخل بنومك فيجب أن تتناولها نهارًا، استمر على هذه الجرعة – أي كبسولة واحدة – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
وبنفس المستوى إذا كان خيارك هو البروزاك ولم يحدث تحسن حقيقي بعد تناول الدواء لمدة شهرين، هنا يجب أن تضيف ال (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، وتستمر على البروزاك.
في بعض الأحيان نعطي جرعة تدعيمية، وذلك من خلال تناول البروزاك مع الفافرين في نفس الوقت، لكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به فيما يخص العلاجات الأساسية للوساوس، أضف إلى ذلك: لابد أن تصرف انتباهك عنها، وذلك من خلال ألا تجعل للفراغ مجالاً ليسيطر عليك، هناك أشياء كثيرة جدًّا يمكن للإنسان أن يقوم بها، ولا شك أن الواجبات أكثر من الأوقات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.