أصابني اكتئاب وقلق ودوخة بعد وفاة أحد المقربين، ما العلاج؟
2012-09-19 11:40:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سوف أحاول أن أختصر مشكلتي.
أنا شاب أبلغ من العمر33 سنة، معاناتي بدأت منذ 10 سنوات، عندما توفى أعز أقاربي بحادث، وأصبت بحالة اكتئاب، وكنت قبلها أعاني من الأرق ولا أستطيع النوم إلا ثلاث ساعات باليوم، وأصبحت كثير التفكير بالمستقبل.
أنا لا أعمل، وعندها استعملت أدوية كثيرة، لا أذكر أسماء بعضها، لأني استعملها شهراً وتركتها لأنها غير مجدية، ولا أريد أن أدمن عليها، ويوجد بعض العلاجات أعتقد أنها تناسبني مثل السيروكسات والسيبرالكس ولكنها تزيد الوزن، وهذه مشكلة أخرى وقلق نفسي، ولا أتحمل أن يزيد وزني أو أن يقول أحد بأنك سمين، أعرف أن هذا خطاء، ويجب أن أتحمل لكن لا أستطيع.
سأختصر وأرجو أن تتحملوني، قبل سنتين استخدمت البروزاك والنتيجة تحسن بسيط وتركته، وبعد سنة زاد عندي الأرق وكثرة الأحلام المزعجة بشكل لا يصدق ووسوسة قبل النوم!
كيف أنام؟ وكيف أتحمل هذه الأحلام؟ وذهبت إلى طبيب ووصف لي دواء افكسور، والآن تقريباً سنة من استخدامه، وتحسنت بنسبة 50 بالمائة، ولكن الأحلام ما زالت موجودة، والاكتئاب خف قليلاً، وحاولت قبل ثلاثة أشهر أن أترك الافكسر وأبحث عن بديل، ولكن للأسف بمجرد مرور يومين ظهرت لدي أعراض، وهي لا تحتمل!
آلام بالرقبة والأكتاف، وصداع ودوخة قوية، ووخز قوي بالشفة، وأرجع للافكسر، والغريب أن هذه الأعراض تنتهي بعد استخدام الافكسر!
هل يعني أني مدمن؟ أرجو الرد وسوف أرسل تفاصيل أخرى إذا أردتم.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا أرى أنك مدمن على الإفكسر، لكن يعرف تمامًا أن التوقف عنه له أعراض انسحابية جانبية، خاصة إذا كان هذا التوقف توقفًا سريعًا وغير متدرج، وحتى في التوقف المتدرج بعض الناس قد تنتابهم أعراض انسحابية تتمثل في الشعور بالدوخة والصداع والوخز، والبعض يحس كأن تيارًا كهربائيًا يسري في جسمه، وهكذا.
الأعراض واضحة أنها أعراض انسحابية للإفكسر، وهذا ليس دليلاً على أنك مدمن، لأن الإفكسر ليس له خاصية الإطاقة، بمعنى أن نفس الجرعة يمكن أن تزيل الأعراض، وأنت لا تحتاج أن ترفع الجرعة حتى تتحصل على فائدته، لكن يُعرف عنه أنه قد يؤدي إلى آثار انسحابية، ولذا أقول إن التدرج والتدرج البطيء جدًّا في التوقف عن الإفكسر مهم جدًّا، مثلاً حتى لو كان الإنسان يتناول خمسة وسبعين مليجرامًا فقط يجب أن يتدرج في التوقف منها إذا كان ذلك ممكنًا.
في بعض الدول توجد جرعة سبعة وثلاثين مليجرامًا ونصف، وهذه رائعة ومفيدة جدًّا للتوقف عن هذا الدواء، يعني ينتقل الإنسان من خمسة وسبعين إلى سبعة وثلاثين ونصف مليجرام ، وهذه يستمر عليها على الأقل لمدة شهر، بعد ذلك يتناول سبعة وثلاثين ونصف مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم سبعة وثلاثين ونصف مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أسابيع مثلاً.
هذه الطريقة جيدة ومتدرجة جدًّا، وهكذا، وإن لم توجد السبعة وثلاثون ونصف مليجرام نقول يمكن أن تخفض الخمسة وسبعون مليجرامًا إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن الدواء، وإذا حدث نوع من المعاناة البسيطة والأعراض الانسحابية يمكن للإنسان أن يتحملها.
إذن أنت لست مدمنًا - إن شاء الله تعالى – ونصيحتي لك هي التدرج في التوقف عن الإفكسر، لكن لا داعي أن تتوقف عن تناوله إلا بعد أن تحس أنك في وضع نفسي وجسدي جيد جدًّا.
التحسن يجب أن يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يفكر الإنسان في السحب التدريجي للدواء.
الآليات العلاجية الأخرى يجب ألا ننساها، وفي مثل حالتك ممارسة الرياضة مهمة وضرورية، لأنها فعلاً كابحة ومزيلة تمامًا لعلاج الأرق، أن تثبت النوم الليلي في زمن معين، وتتجنب النوم النهاري، وأن تكون حريصًا على الأذكار، وأن تتناول وجبات في المساء تكون خفيفة جدًّا إذا كنت من الذين يفضلون تناول طعام العشاء، هذه - إن شاء الله تعالى – تزيل الأحلام المزعجة تمامًا.
إن شاء الله تعالى حالتك بسيطة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.