دوخة مستمرة وخوف من الأمراض... والعلاج المناسب لذلك
2012-09-13 09:25:35 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أشكركم على الموقع المتميز والجميل بارك الله فيكم وجزاكم عنه وعنّا خيراً.
أنا مشكلتي بدأت منذ أربع سنوات عندما جاءتني نغزة في القلب، وظننت بأني سأموت، وعند أذان الفجر زادت وزاد معها التوتر والقلق والارتعاش، وتهيأ لي بأني سأفارق الحياة الآن، وعندما أيقظت أهلي -والدي ووالدتي- من النوم توترت أكثر، فذهبوا بي إلى المستشفى، وهناك عملوا لي رسم قلب ولم يجدوا شيئا، وقال لهم الدكتور إنه يحتاج إلى رقية شرعية، وللعلم كل الذي حكيته قد حدث لصديق لي من شهر، وقد توفاه الله.
بعدها عدت إلى طبيعتي لمدة ليست طويلة، ثم بدأ يأتيني إحساس بالموت، وخوف من أمراض كثيرة، يهيأ لي أني أعاني منها، فكشفت ولم أجد شيئاً، ذهبت إلى دكتور نفسي وكتب لي زولام وسيجمادون وسيرباس أقراصا، وتراي بي امبول، لكني خفت من هذه الأدوية بحكم أني أعمل بصيدلية، ولكن من شدة الخوف والتعب أخذت الزولام لمدة أسبوعين ولم أتحسن، ترددت على الأطباء كثيراً دون جدوى، كلهم يقول لي إنها مشكلة نفسية.
وأنا للعلم أعاني أيضا من التهابات مزمنة في الحلق والحنجرة، تأتيني كل شهرين، وأتناول مضادات حيوية كثيرة، وهذا أيضا يسبب لي ألماً نفسياً.
المهم حتى لا أطيل عليكم في 2010 قررت الزواج من بنت أحببتها، وأهلي كانوا يرفضونها لأنها في سني، وتعمل معي في نفس المدرسة، وبعد صراع وزعل واكتئاب تزوجتها، وفي يوم الزواج أصابتني دوخة فظيعة، وعدم اتزان؛ حيث أنني كنت لا أقدر على أي شيء، فجلست بجانبها حتى انتهى موعد الزواج، وهذه الحالة أصبحت معي دائماً.
ذهبت لأكثر من دكتور منهم من كتب لي دوجماتيل 50 واركاليون، وأرتاح شهرا وأتعب ثانية، ودكتور آخر كتب لي باروكستين ودوجماتيل 50وارتحت مدة 3 شهور، لكن لما جاءني تعب الزور تركت العلاج وأخذت مضاداً حيوياً.
وأخيراً توصلت من موقعكم للعلاج ووصفه لي الدكتور أيضاً، وهو سيتالو (سيتالوبرام) نصف قرص يوميا مساء، ودوجماتيل كبسولة يوميا، وتحسنت جدا بعد أسبوع من العلاج حتى أحسست أني سعيد كزمان، لكن جاءتني نفس المشكلة، وهي التهابات الزور، وكتب لي الدكتور مضادات حيوية ومسكنات، وقال لي لا تأخذ أدوية مرة أخرى، فتركتها وتعبت ورجعت لي الدوخة.
أرجوكم ردوا عليّ بسرعة فأنا لا أحتمل الانتظار.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فيظهر أنك شخص حساس، ونفسك فيها الكثير من جوانب اللطف والرحمة وسرعة التأثر، وهذا جعلك تحس بهذه المخاوف، وشيء من الوساوس البسيطة، وهذا أدى إلى تعكر المزاج من الدرجة البسيطة أيضًا، فإذن حالتك هي حالة قلق المخاوف الوسواسي، مع وجود أعراض اكتئابية ثانوية بسيطة، هذه ليست حالات متعددة، هي حالة واحدة فقط، وتتكون من الجزئيات التي ذكرناها.
الأدوية النفسية المضادة للقلق متوفرة وجيدة وممتازة، وأنا دائمًا أنتهج المنهج الذي يركز على دواء واحد بقدر المستطاع؛ لأن هذا هو الأفضل، لكن يجب أن يكون هنالك التزام من جانب الشخص الذي يتعاطاه، أن يتبع التعليمات، وأن يكمل فترة العلاج، وأن تكون الجرعة جرعة صحيحة.
أنا أقدر جدًّا ما ذكره لك الطبيب من أنك يجب ألا تتناول دواء آخر، لكن يجب أن توضح له أنك محتاج لهذا الدواء، وأن الدواء مثل الإستالوبرام أو الستالوبرام لا يتعارض مع الأدوية الأخرى، وهذه ميزة ممتازة جدًّا لهذه الأدوية الحديثة.
إذن استمر على الوصفة العلاجية التي وصفها لك الطبيب، وهي التي تتكون من الستالوبرام والدوجماتيل، هي أدوية ممتازة، أدوية فاعلة، ولا أرى هنالك تعارض ما بينها وبين المضادات الحيوية والمسكنات، وإن استطعت أن تتواصل مع طبيبك يمكن أن تُخطره بذلك أنك تقدر وتحترم جدًّا رأيه، ولكنك في حاجة لتناول أدويتك النفسية البسيطة، والطبيب النفسي قد أكد لك أنه لا يوجد أي تعارض بينها وبين المسكنات والمضادات الحيوية، أعتقد أن هذا هو المنهج الصحيح.
وأنا أرى أن استمرارك على الستالوبرام لابد أن يكون لفترة طويلة لا تقل عن ستة إلى تسعة أشهر، ويمكن أن تحتاج أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة إذا كنت تتكلم عن الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا، وتكون هذه الزيادة لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم بعد ذلك ترجع إلى الجرعة الحالية، ويمكن أن تتوقف عن الدوجماتيل وتستمر على الجرعة الوقائية للستالوبرام لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تتوقف عن الدواء.
بجانب العلاج الدوائي: أنت تعرف أن من أفضل علاجات القلق: التواصل الاجتماعي الجيد، ممارسة الرياضة، مماسة تمارين الاسترخاء، وأن يكون الإنسان إيجابيًا في تفكيره.
موضوع المخاوف خاصة فيما يتعلق بالموت: هذا جزء من القلق، ونحن لا نشك في إيمان الأخوة والأخوات الذين يخافون من الموت، الجميع يخاف من الموت، لكن تثبيت الحقائق الأزلية المعروفة، وهي أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان شيئًا ولا ينقصه لحظة، وهذا من وجهة نظري يطمئن كثيرًا، وأن يعمل الإنسان لآخرته كأنه يموت غدًا، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، وأن يسأل الله تعالى أن يطيل عمره في عمل الخير، وأن يُحسن خاتمته. أعتقد أن الأمر محسوم تمامًا إذا تبع الإنسان هذه المنهجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.