أعاني من الاكتئاب منذ سنوات والدواء لم يفدني، فهل أزيد من الجرعة؟
2012-09-16 10:56:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الاكتئاب والوسواس القهري منذ كان عمري 18 عاما، بسبب رسائل سلبية أرسلتها لنفسي، ولم أكتشف أني أعاني من الاكتئاب إلى أن وصل عمري 22 عاما!
في البداية كنت محافظ على الصلاة حتى ذهبت للدكتور ووصف لي إفكسر 75 mg حبة واحدة، وبعدها أصبحت نادرا ما أصلي!
وبعد مرور 3 أشهر زادت الكمية بالتدريج إلى 225mg لمدة سنة، لم يكن هناك مفعول. فتم تغيير العلاج إلى fluzyn 20mg مرة واحدة، وأيضا risperdal 2 mg حبة واحدة، استمريت 8 أشهر ولم ألاحظ تأثيرا.
الآن عمري 24 عاما، ونادرا ما أصلي!
عملت تحاليل t3 و t4 الخاصة بالغدة الدرقية، والنتائج سليمة لا زيادة ولا نقصان.
فهل أزيد الكمية أو أغير العلاج؟
هل من نصائح أو كتب أو تحاليل لمساعدتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعظم قيمة فكرية عند الإنسان هي الإدراك، والذي ألاحظه من رسالتك أنك سليم الإدراك، والإنسان حين يكون سليم الإدراك هذا يعني أنه يمتلك الأهلية الكاملة ليتخذ قراراته ويُحدد مسؤولياته، والمسؤوليات أعني: كل الحزم والرزم المطلوبة لأن يعيش الإنسان حياة طيبة وراقية ومتوازنة (مسؤولياته حيال دينه، حيال نفسه، حيال أسرته، حيال مجتمعه) وهكذا.
هذه المقدمة مهمة جدًّا لأني أود أن أربطها بموضوع الصلاة. أنت مُدرك تمامًا، ولا أرى هنالك ما يمنعك من الصلاة أبدًا، نعم قد يكون هنالك اكتئاب، قد يكون هنالك عدم ارتياح نفسي، لكن هذا ليس مانعًا للصلاة، بل الصلاة تعتبر علاجًا أساسيًا لذلك، لأن النفس المطمئنة دائمًا هي أقرب للشفاء وأقرب للتعافي. أنت بتركك للصلاة تحس بشيء من الذنب ومؤاخذة الضمير، وهذا يُحبطك أكثر ويزيد الكدر لديك، فأنا أريدك أن تنتبه لنفسك وتجلس في جلسة تفكير صافي وصادقة وفيها مواجهة حقيقية وتقيم هذا الموقف (الصلاة هي مسؤوليتي الشخصية، الصلاة هي عماد الدين، كل مسلم مكلف عاقل لا يمكن أن تسقط عنه الصلاة) وكما تعرف - أيها الفاضل الكريم – الصلاة حتى في الحرب وحتى في الخوف وحتى في المرض لا تسقط عن مسلم أبدًا، فأرجو أن تكسر الحلقة التي وضعك فيها الشيطان، هي حلقة صغيرة جدًّا إذا أردت أن تخترقها اخترقتها وكسرتها، وتنقل نفسك إلى حلقة أكبر وأرحب، حلقة الإيمان، حلقة الاطمئنان، حلقة الود، وحلقة تستشعر من خلالها أنك بالفعل شخص له قيمة وتقوم بواجباتك.
أيها الفاضل الكريم: الاكتئاب لا يمنع الصلاة أبدًا، بل الصلاة علاج له، هذه قضية لابد أن نحتمها.
بالنسبة للعلاجات غير الدوائية الأخرى مهمة: ممارسة الرياضة مهمة، التفكير الإيجابي مهم، أن تكون لك رفقة طيبة هذا أمر ضروري جدًّا، أن تطور نفسك على النطاق المهني، أنت ذكرت أنك متدرب، هذا أمر جميل وطيب، استفد من كل المناهج والمقررات والخبرات التي تكتسبها من هذا التدريب. أنت شاب لديك طاقات نفسية، لديك طاقات جسدية، لديك طاقات وجدانية، لابد أن تستفيد منها، ويجب أن تكون صارمًا مع نفسك. التهاون مع النفس من أخطر الأشياء، النفس يجب أن تُلجم، يجب أن تُقيد، يجب أن يكون هنالك كوابح لها، وفي ذات الوقت هذه النفس يجب أن نعطيها التحفيز من جانبنا، وذلك من خلال أن نحثها على الإنجاز وعلى العمل.
أنت محتاج لشيء مما يمكن أن نسميه بفعالية النفس اللوامة، النفس اللوامة هي نفس تقود صاحبها للخير، توجههُ، تولّد فيه طاقة التغيير، وأنت تعرف أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به من الناحية السلوكية، ومن الناحية الدوائية: الأدوية جيدة وكلها متشابهة حقيقة، وأنا حقيقة لا أود أن أنصحك بتغيير الدواء، لأن الإفكسر من الأدوية الممتازة، ومن الأدوية الفاعلة والمتميزة جدًّا.
عقار رزبريادال أعطي لك كعقار داعم. ربما تحتاج أن تغير الرزبريادال وتستبدله بعقار (كواتبين) والذي يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) له فعالية ممتازة جدًّا، وهو دواء ذو خاصية تضافرية مع الأدوية الأخرى لعلاج الاكتئاب النفسي، وبالطبع استشارتك لطبيبك سوف يكون أمرًا جيدًا ومفيدًا.
جرعة السوركويل هي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وبعد شهر يمكن أن ترفع إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، وهو بديل ممتاز جدًّا للرزبريدال كما ذكرت لك.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به وأوجهك إليه، وأنت لست في حاجة لأي نوع من التحليلات الزائدة، حالتك حالة واضحة جدًّا، فقط أنعش لديك إرادة التحسن، وهذا ممكن جدًّا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.