صديقتي أوقعتني في حبها فهل علي بأس في ذلك؟
2012-08-24 10:13:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب عمري 20 سنة، ملتزم والحمد لله أني شاب خجول، ودائما أتجنب كل الأشياء السيئة، لا أعرف سوى المنزل والمسجد.
الحقيقة أن هذه السنة صديقتي في الدراسة أوقعتني في الحب، وقالت لي: أنها تحبني واستحت من القول لي في وسط الدراسة، وأنا أحبها لكن مثل أخ لها، لكني كذبت عليها وقلت لها أنا كذلك أحبك! لا أريد أن أجرحها!
هي في الحقيقة فتاة طيبة، وبنت أصل، دائما ما نتواصل عن طريق الرسائل في الإنترنت، أنا وهي نرفض التواصل بالمقابلة وبالهاتف، لكن مجرد رسائل، في بعض الأحيان تقول لي كلمة حب وأنا كذلك، وفي معظم الأحيان نتكلم في أمور عادية.
أنا مشوش، هل أني عندما أقول لها كلمة مثل أحبك أو يا حبيبتي وهي كذلك هل هذا يعد حراما وأمرا عظيما رغم أننا نرفض المقابلة والهاتف؟ وهل هذه العلاقة تجوز أم لا؟
وأنا لا أحبها كما تحبني، وأنا أعلم أنها فترة مراهقة.
أرجو حلا وجوابا مقنعا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، فإنما شفاء العيِّ السؤال، ونشكر لك الاهتمام بمعرفة الجواب الحاسم في هذه المسألة، وكم تمنينا أن يكون هناك تعليم منفصل بين الذكور والإناث، فإن هذا الاختلاط، ووجود الأولاد مع البنات جلب لنا الويلات، وجلب لنا الكثير من المشكلات؛ لأنه إذا وجدت المرأة مع الرجل فإن الشيطان هو الثالث، وهذا الذي يحدث من التعليم المختلط جر الويلات، وكان له آثار خطيرة حتى في البلاد الغربية، مما اضطروا – وهم أهل دنيا – إلى أن يفصلوا الإناث عن الذكور – أو النساء عن الرجال – ليس من ناحية شرعية فقط، بل حتى من ناحية دنيوية؛ لأنهم فقدوا الأمل عن التعليم الجاد في وجود الفتاة بجوار الفتى، وقبل سنوات كانت عدد الجامعات الأمريكية التي تمنع وجود البنات إلى جوار الأولاد أكثر من ثمانين جامعة، وهذه الأعداد في ازدياد، ولستُ أدري متى ننتبه لخطر هذا الأمر، وجود البنات بجوار الأولاد!.
نشكر لك هذا الاهتمام وهذا السؤال في هذه المسألة، ويسعدنا أن نقول: لا يجوز للفتى أن تكون له هذا النوع من العلاقات، وهذا النوع من الكلمات مع أي فتاة، وليس في شرعنا ما يسمى بالصداقة بين الذكور والإناث أو زمالة، فإن الصداقة لا تكون إلا في إطار المحرمية أو في إطار الزوجية، إلا بأن تكون زوجة رسمية له، أو تكون محرمًا من محارمه، أما غير ذلك فلا علاقة ولا صداقة ولا زمالة بين الذكور والإناث؛ لأن الشيطان يتخذ هذا مدخلا إلى الشر، وإذا أُعجب الشاب بفتاة فعليه أن يطرق باب أهلها ويطلب يدها بطريقة رسمية، أما أن يطلب يدها منها ويعلن لها عن مشاعره، وتُعلن له عن مشاعرها، فإن الأمر لا يقف عند هذا الحد، والأمر سيتطور وتكون هنالك عواقب وأمور خطيرة جدًّا.
أنتم -ولله الحمد- في مرحلة طيبة، وتستصعبون قول هذا الكلام، ولكن الخطوة الأولى ستتلوها خطوات، لذلك ينبغي أن يتجنب الإنسان السير في هذا الطريق، فمجرد وجود هذا الميل، وإذا وجدت في نفسك ميلاً إليها فالخطوة التي بعدها هي أن تطرق باب أهلها، وكذلك إذا أعلنت هذه الكلمة – أو كان الإعلان منك – فإننا ينبغي أن ننتبه لما بعده، ونتجنب الخوض في مثل هذا الكلام؛ لأنه سيؤثر على العلاقة، وسيؤثر على التعليم، وسيؤثر على الاستقرار النفسي والاستقرار العاطفي لكل واحدٍ منكما، فإذا وجد الإنسان ميلاً فينبغي أن يجعل هذه العلاقة علاقة رسمية، أو تكون في طي الكتمان ويجتهد في الابتعاد حتى يحين الوقت المناسب، ودائمًا نحن ننصح أبنائنا – طلاب الجامعة – إذا أرادوا أن يؤسسوا مثل هذه العلاقات ينبغي أن يتأكدوا أولاً من موافقة الأهل ومن رغبة الأهل في إكمال هذا المشوار؛ لأن كثير من الشباب يُخطئ ويعمق هذه المشاعر وهذه العلاقات ثم يفاجئ أهله، وتكون المفاجئة والصدمة له بأن يرفض أهله تلك العلاقة من أساسها، فيكون عند ذلك الأمور الخطيرة التي تُحرج الطرفين – الشاب والفتاة – وما من شاب في الجامعة إلا وتُعدُّ له الأسرة عروسة المستقبل – وكذلك العكس – فإنهم يُعدُّوا لها زوج المستقبل، فإذا فاجأتهم بشاب لا يعرفونه، أو فاجأهم بفتاة لا يعرفونها، يحصل عند ذلك العناد والتمرد، فإذا علموا أن ثمة علاقة قديمة بينهما أساءوا الظن بالجميع وزادوا في الرفض والعناد.
فأحسنتَ عندما سألت في بداية هذه العلاقة، لذلك نحن نقول: الإسلام لا يعترف إلا بعلاقة رسمية معلنة واضحة في حضور الأهل وعلمهم، وأن يكون هدف هذه العلاقة هو الزواج، وأنت كما تلاحظ إلى الآن أنت مجرد إنسان يُجامل، هذا أيضًا ليس فيه مصلحة، والعلاقة أيضًا ما ينبغي أن تكون في الخفاء، ينبغي أن تُعلن، وهو ما يسمى بالخطبة من الناحية الشرعية، أن يتقدم ويطرق باب أهلها ويقابل أهلها، فإذا وجد التوافق والوفاق بين الشاب والفتاة ووجد التعارف والتآلف بين الأسرتين عند ذلك يطلب النظرة الشرعية والرؤية الشرعية، فإذا تم الوفاق فعند ذلك لا نملك إلا أن نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) والخطوة التي بعدها هو أن يسعى الإنسان في إكمال هذه العلاقة على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه صلاة الله وسلامه –.
أما ما يحدث بين الشباب من مكالمات ومراسلات وتحدث فيها تنازلات وتجاوزات فهذا أمر لا تقره الشرعية، وليس فيه مصلحة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
أما في الآخرة فهذه مخالفة، والله يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وفي الدنيا كذلك فإن التوسع في هذه الأمور العاطفية هو خصم على سعادة الرجل والمرأة بعد البداية في العلاقة الشرعية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكما على طاعته، ونتمنى إيقاف هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الشرعي بأن تكون معلنة، وكما قلنا على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه الصلاة والسلام – وحبذا لو حضر الأهل وأدخلتموهم منذ البداية في هذه العلاقة حتى تتأكدوا من وجود موافقة ومباركة لتلك العلاقة.
نسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به.