الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفراح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله لهذه الابنة الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
مما ورد في رسالتك لا أرى أن هذه الابنة تعاني من مرض حقيقي، ظاهرة الخوف كتعبير عن المشاعر الإنسانية نشاهده لدى بعض الناس، وغالبًا قد يكون عابرًا أو مرحليًا، وفي بعض الناس قد يستمر لفترات، لكن في نهاية الأمر يختفي - بإذن الله تعالى-.
هذه الابنة متميزة في أشياء كثيرة جدًّا، وهذا أمر مشجع ومحفز، وأعتقد أن تنمية الإيجابيات، وتقليص السلبيات هو المبدأ السلوكي المطلوب في مثل هذه الحالات، بإشعارها أنها بالفعل متفوقة وأنها مُجيدة - هذا مهم جدًّا – وفي ذات الوقت يمكن أن تناقشي موضوع الخوف هذا، ويُشرح لها بصورة علمية وبسيطة وسلسة، وهو أن الخوف نوع من الشعور الإنساني المطلوب، فالإنسان لا بد أن يخاف حتى يحمي نفسه، وفسيولوجيًا الخوف معروف، وهو أن الجسم لا بد أن يتأهب من أجل الحماية في حالة التعرض للمخاطر، وكما يقولون (إذا واجهك الأسد إما أن تهرب منه أو تقتله) وهذا كله يؤدي إلى تحفز شديد جدًّا في الجسم، وإفراز مواد – خاصة مادة الأدرينالين – عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، ومن ثم تحدث التغيرات الفسيولوجية المعروفة من تسارع في ضربات القلب وشعور بالخوف والرهبة – وهكذا - .
فشرح الأمر فسيولوجيًا لهذه الابنة سوف يفيدها، وهذا أُثبت تمامًا، بعد ذلك نوضح لها أن الخوف فيه خوف حميد، وفيه خوف مرفوض، والخوف الحميد هو الخوف المعقول الذي يحفز الإنسان.
أما الخوف الزائد والخوف الذي يُعيق والخوف الذي يُفقد الإنسان كفاءته فهذا مرفوض، وهذا يعالج من خلال التعريض التدريجي لمصدر الخوف، ونطلب من هذه الابنة أن تكتب مصادر خوفها، والمواقف التي تحس فيها بالخوف، وتناقش معها هذه النقاط واحدة تلو الأخرى، ومن خلال نقاش منطقي وربطها بالواقع يمكن إقناعها أن خوفها ليس له أساس، لكن من الضروري أن تؤخذ الأمور بشيء من التفاصيل. أن تكتب – كما ذكرت – كل مصادر خوفها، وما هي مشاعرها أثناء الخوف، ندعها تفرغ نفسها نفسيًا، وهذا التفريغ النفسي في حد ذاته يعتبر نوعًا من العلاج.
الأمر الآخر هو أن تتدرب على تمارين الاسترخاء. تمارين الاسترخاء ذات فائدة ممتازة جدًّا ومفيدة جدًّا لتقليل الخوف والتوتر والقلق، وإسلام ويب لديها استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (
2136015) يمكنك الرجوع إليها، ودعي هذه الابنة تتدرب على هذه التمارين وتلتزم بتطبيقها.
الأمر الثالث هو أن نطور شخصيتها من خلال الاستفادة من إيجابياتها، ندعها – على سبيل المثال – تركز على القراءة غير الأكاديمية، أن تنخرط في أي نوع من العمل الخيري أو التطوعي مع بقية الفتيات، أن تذهب إلى أماكن تحفيظ القرآن، أن تُعطى بعض الأدوار الريادية داخل البيت، مثلاً أن تكون هي التي تدير ميزانية المنزل لمدة أسبوع مثلاً، هذا كله حقيقة يصرف انتباهها عن المخاوف، ومنهجك في التشجيع والتحفيز هو مبدأ جيد جدًّا.
لا أعتقد أن هذه الابنة في حاجة لعلاج دوائي، بارك الله فيكِ، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير