الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الظواهر المكتسبة – أي المتعلمة – وفي الغالب تكون قد تعرضتَ لشيء من الخوف والذعر والارتباك الذي نشأ من سماعك لصوتٍ عالٍ مثلاً، فكثير من الناس تحدث لهم مثل هذه الاضطرابات بعد سماع صوت الرعد مثلاً. لدي بعض الحالات على هذه الشاكلة.
فإذن الصوت العالي المفاجئ ربما يحدث له نوع من التخزين أو التشفير في كيان ووجدان الإنسان، وهذا سلوكيًا يؤدي إلى نوع من التنافر ما بين الإنسان وعواطفه وهذه الأصوات المزعجة.
إذن هي عملية بسيطة جدًّا مكتسبة، والعلاج هو: لا بد أن تحقر الفكرة، وتسأل نفسك: (ما الذي يجعلني أنزعج للأصوات العالية؟ الأصوات العالية موجودة في كل مكان، ولا يمكن لنا أبدًا أن نعيش حياة مغلقة بعيدة عن الأصوات مزعجة كانت أو خافتة) إذن تصحيح المفاهيم مهم جدًّا.
ثانيًا: التعريض أو التعرض، أريدك أن تقصد أن تعرض نفسك لهذه الأصوات العالية، مثلاً أنت نفسك حاول أن تعطس، وقم بعطس عالٍ جدًّا، حاول أن تمثل كأنك تعاني من سُعال وقم بالسُّعال والكحة بصوت عالٍ جدًّا، أو اضرب جسمين صلبين مع بعضهما البعض لتسمع صوت عالٍ، هذا نوع من التدريب ونوع من التعرض التلقائي جدًّا والمهم جدًّا.
أنصحك أيضًا أن تذهب إلى المطارات إذا كان ذلك بالإمكان وتستمع لأصوات الطائرات وضجيجها، يمكنك أيضًا أن ترفع صوت التلفزيون – مثلاً – حتى يكون عالٍ ولو لفترة قصيرة – وهكذا – إذن التعريض مهم ومهم جدًّا وهو وسيلة علاجية ضرورية، مع تحقير الفكرة.
ثالثًا: طبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تطبق التعليمات الواردة في هذه الاستشارة، وتواظب على هذه التمارين، وحاول أن تربط بين ممارسة هذه التمارين وتتخيل أنك تستمع لصوتٍ عالٍ ومزعج.
الخط الرابع في العلاج هو العلاج الدوائي، أنا أعتقد أن تناولك لدواء بسيط مثل عقار (فلوبنتكسول) – وهذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري هو فلوناكسول – تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – ابدأ بها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم التوقف عن تناول هذا الدواء.
بجانب الفلوناكسول هنالك أيضًا عقار بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
إذن هذه هي الأسس والخطوات التي من خلالها - إن شاء الله تعالى – تتخلص من هذا المسلك أو الاضطراب المكتسب، والذي لا يخلو أيضًا بالطبع من جانب وسواسي بسيط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.