تعبت من عدم فهمي لنفسي.
2012-07-25 11:13:38 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، جامعية، أعاني من شعوري بالذنب بسبب وبدون سبب، لدرجة تزعجني جداً، وتؤثر على حياتي وقراراتي، عندما أفعل أي شيء عادي -حتى لو كان تافهاً- يأتيني تأنيب ضمير، وإذا لم أفعله يأتيني، مترددة في قراراتي، وبعض الأحيان أكون متعجلة في قرارتي وبدون تفكير بها، ويأتيني تأنيب ضمير قوي بعدها، وأشعر عادةً بالوحدة والفراغ والحزن.
أشعر في بعض المرات فجأة باكتئاب بدون سبب، أشعر أني أكره الناس، وأني ليس لي قيمة، وأريد أن أجلس وحدي، وفي نفس الوقت أريد أن أتكلم دون أن يسكتني أحد، وأن يسمعوني، وفي بعض المرات أبكي فجأة، أذهب لأنام، وأتمني أن أنام لفترة طويلة.
مرات أشعر بحاجة إلى أن أنتقم من كل من جرحني، أبحث عن شيء يثير اهتمامي لأشغل نفسي ويجعلني أشعر بالفرح، وإذا لم أجد أكتئب أكثر.
حساسة من أي كلمة يقولونها لي، وأفكر بالهرب من المنزل، لأسافر وأعيش وحدي بعيداً عن هذا المجتمع، أكتئب زيادة وقت العطل عندما أجلس وحدي، خيالية لدرجة أن بعض المرات يؤلمني رأسي من التفكير، غالباً عندما أفكر أكون في غرفتي، أمشي في غرفتي وأدور إلى أن أتعب، أتعب لأني لا أعرف ماذا أريد، أو ما الذي يرضيني، تعبت من الشعور بالذنب في كل شيء، لا أعرف ماذا تريد نفسي.
مرات أكره الناس ولا أريد أن أجلس مع أحد، وأريد أن أجلس وحدي، وفي نفس الوقت أريد أن أتكلم، أريد من أحد أن يسمعني، وأن أجلس مع مجموعة أتحدث وأضحك.
شعوري تجاه أي شخص يمكن أن يتغير بلحظة، يمكن أن أحب شخصاً الآن وأكرهه غداً، وبعدها أحبه مرة أخرى، ولا أحب أن أكون محط الأنظار، في ذات الوقت أريد أن أكون مشهورة.
لا أعرف التعامل مع شخص أكره وفرضت علي الحياة التعامل معه، وإذا أحببت شخصاً أعطيه ثقتي كاملة، ومن حركة واحدة أفقد ثقتي فيه وفي كل الناس حولي، ثم أرجع أثق بالناس، ودائماً تهتز ثقتي في كل من أثق فيه، وهذا الشيء يجعلني أشعر بالتعاسة، الحياة عندي إما أن أكون صديقة كاملة أو لا أكون، إما أن أسافر أو لا أطلع من البيت أبداً، يا أبيض يا أسود، كذلك أعاني من النسيان، فأنا كثيرة النسيان.
تعرضت عندما كنت طفلة لتحرش جنسي من السائق، وعندما كبرت نسيت كم كان عمري وقتها وكم مره تحرش بي، ولكن إلى الآن أتذكر التحرش، وتعرضت لضغوطات عائلية في وقت مراهقتي، ومضايقات من فتيات في مدرستي وقتها، واكتشفت أني أعاني من قولون عصبي، وآلام في المعدة، أرى نفسي سمينة، ومن حولي يروني نحيفة، وعادةً ما أستغرق ساعة أو أكثر لكي أنام.
طبقت بعض الاختبارات، مثل اختبار إيزنك للشخصية، واختبار بيك للاكتئاب، واختبار سمة القلق، تنبأت هذه الاختبارات أني أعاني من انطواء واكتئاب متوسط وسمة قلق، تعبت من عدم فهمي لنفسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك وثقتك في إسلام ويب، وعلى وصفك المفصل لحالتك، وأستطيع أن أقول أن حالتك بسيطة -إن شاء الله تعالى- بالرغم مما تسببه لك من معاناة، فمن الواضح أنك تعانين من تقلب وعسر في المزاج، مع شعور بالقلق، وربما يكون لديك أيضاً توجه وسواسي في التفكير، وهذا هو الذي يؤدي إلى التردد وعدم الارتياح، وكذلك تقلب المزاج.
أنت قمت بإجراء اختبارات نفسية ممتازة، ونتائجها قطعاً تساعد في التشخيص، وهو أنك تعانين من القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، وهذا يعالج من خلال تحسين الدافعية والفعالية، وأن ترفضي الفكر السلبي واستبداله بفكر إيجابي.
الآن تذكرك لموضوع التحرش الجنسي أثناء الطفولة ناتج من حالة عسر المزاج وعدم الارتياح التي تعانين منها، هذا الماضي قد انتهى تماماً، وهي صفحة قد انطوت، ويجب أن تعيشي الآن حياتك بقوة، أنصحك بحسن إدارة الوقت فهي من أكبر أسباب النجاح في الحياة، وكذلك من خلالها يصرف الإنسان انتباهه عن التوتر وعن القلق، ويحس بقيمته الذاتية، والشعور بالقيمة الذاتية من أكبر العناصر التي تقضي على الاكتئاب النفسي.
عليك بالصحبة الطيبة الخيرة، وعليك أن تضعي أهدافاً واضحة في حياتك، وضعي الآليات التي توصلك إلى هذه الأهداف، هذه هو الذي تحتاجين إليه، وهو من نوع من تأكيد الذات المطلوب.
يوجد كتاب جيد كتبه أحد الإخوة في الكويت وهو الدكتور صالح بشير الرشيدي، والكتاب يسمى التعامل مع الذات، أعتقد أنه سوف يكون مفيداً لك جدًا، وإن استطعت أن تتواصلي مع أحد الاستشاريين النفسيين في الكويت، هذا سوف يكون من مصلحتك كثيراً.
أرى أنك سوف تستفيدين أيضاً من أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والمحسنة للمزاج، وأعتقد أن عقار بروزاك سوف يكون دواءً مناسباً جداً؛ لأنه دواء فعال وسليم وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ستة أشهر، بعدها يمكن يتم التوقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ونشكرك على التواصل ومع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.