الخلل عند زوجي، وأهله يحرضونه بالزواج بثانية، فما نصيحتكم؟
2012-07-21 15:23:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي مشكلة مع زوجي، ولا أعرف كيف أقوم بحلها!
أنا متزوجة منذ 5 سنوات، وبمشيئة الله لم يحدث لي حمل، ولا يوجد لدي أي سبب في تأخر الإنجاب، بينما توجد بعض المشاكل في عدد الحيوانات المنوية لدى زوجي.
مشكلتي هي بأن أهل زوجي طلبوا من زوجي الزواج بامرأة أخرى كي ينجب، ولا أدري ماذا أعمل لكي أتخلص من هذا الموضوع الظالم الذي أعيشه معه، فهو غير عن كل الرجال، يخبرني بأنه يحبني ولكن أفعاله عكس ذلك، كيف أتصرف في حل هذه المشكلة، أعتذر إن كان كلامي غير واضح، فأنا لا أجيد الكتابة بم هو في داخلي، لكن أتمنى فهم المشكلة وطرح بعض من النصاح التي أقوم بها، هل أقوم بالكلام مع زوجي بخصوص هذا الموضوع أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهدي الزوج لما يحب ويرضى، ونوصيك بالإحسان إلى الزوج والاقتراب منه، ومحاورته في هدوء، ولا مانع طالما وصلت الأمور إلى هذا الاتجاه من أن تعرضي على زوجك ضرورة الذهاب للعلاج، لأنك ترغبين أن تتوجي هذا الحب الذي بينكم إلى ذرية وإلى عيال، والإنسان عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.
أرجو في كلامك أن تكوني بلسان الراضية بقضاء الله وقدره، الموافقة المواتية لزوجها، ليس بلسان التي عندها ضجر، ولا يهمك كلام الناس، فإن الكلام المهم الذي يصدر عن زوجك، وزوجك يعرف الحقيقة، وعليه كذلك أن يسعى لطلب العلاج، ولكن نحن نوصيك بأن تكوني حكيمة جدًّا في التعامل مع هذه المسألة، فلا تُشعريه بأنك متضايقة لعدم وجود الأولاد، ولا تكلميه على أنك سمعت أنه يريد أن يتزوج بأخرى أو بثانية أو بثالثة أو غير ذلك، ولكن كوني واضحة في طرح القضية الأصلية، وعبري له عن مشاعرك النبيلة تجاهه، وقولي له (أنا لك محبة، وأنا لك زوجة، وأنا أريد أن يكون لي منك ذرية، لأنك شرف لي وتاج رأسي) ومن هذا الكلام الذي ينبغي أن يصل إليه، وعند ذلك ستكون الرؤيا أمامه واضحة.
إذا كان في أهله فاضلات وعاقلات كبيرات في السن مثل أخواته، وكان هذا الأمر فعلاً وصل وأصبح يُعلن، فلا مانع من أن تُخبري العاقلة الفاضلة من أخواته، ليس بأن تقولي لها (لا تتكلموا بهذه الطريقة) ولا تقولي (أخاك هو المريض) ولا تقولي (العيب فيه) أو نحو ذلك من الكلام الجارح، ولكن ينبغي أن تعلم بطريقة أو بأخرى أن الأطباء شخصوا الحالة، وأن الإشكال عنده هو، حتى يكون في ذلك سبب في تشجيعه على الإنجاب، فإنه ما من أسرة إلا وتتمنى لولدها أن يكون له أبناء، وما من أب إلا ويتمنى أن يرى أولادا وبناتا من أولاده، أحفاد يسعد برؤيتهم، لذلك أنت ينبغي أن تُقدري هذه المشاعر، وعلى الصعيد العام وفي الاتجاه العام ينبغي أن تحسّني العلاقة بينك وبين أسرة زوجك؛ لأن هذا فيه مصلحة شرعية، وعليك أن تكوني على وفاق منهم، بل عليك أن تحتملي منهم من أجل هذه العلاقة، من أجل هذه المشاعر النبيلة، وينبغي أن تصدقي زوجك إذا قال لك وعنّ لك عن مشاعره النبيلة، وتبادليه بمثلها، ولا تقولي: (أنت تفعل عكس ذلك)، فإن مثل هذا الكلام يجلب النفور، لأنه سيقول (طالما لا تقدر مشاعري تجاهها ولا تصدقني فلماذا أنا أحبها؟ ولماذا أنا أفعل الشيء الجميل؟!) دائمًا إذا جاءك شيء حتى وإن كان من باب التمثيل أو من باب المجاملة فعليك أن تحسني استقباله، وهذه الشريعة العظيمة تتيح للرجل وتتيح للمرأة أن يتكلف التعبير عن هذه المشاعر، والشريعة تؤيد هذا، لأن هذا من شأنه أن يؤلف بين القلوب؛ لأن هذا من شأنه أيضًا أن يجعل المشاعر النبيلة تنمو، بل هذا مطلب شرعي، الإنسان ينبغي أن يعلن شريكة العمر أنها أجمل وأحسن وأفضل، وهي كذلك تُعلن له عن مشاعرها النبيلة حتى وإن كانت تبالغ في ذلك، فإن هذا مما تسمح به الشريعة؛ لأن المبالغة وتكلف هذا الشيء وتكراره يجعله يتحول فعلاً إلى حقيقة في يوم من الأيام، والأهم من ذلك أنه يطيب خاطر الشريك من أن الجانب الآخر يحبه ويقدره، وهذا له أثر كبير على الإنسان وعلى عطائه.
نحن نريد أن تنبهي زوجك، ولكن ليس بالطريقة التي يكون لها آثار نفسية؛ لأنه قطعًا متأثرًا من الناحية النفسية، وربما يكون هذا له أثر على العلاقة، فإن الرجل إذا فشل في أن يقوم بواجبه كزوج، أو لم يُرزق بالذرية، فإن الناس أيضًا يعتبرونه مصدر إزعاج له، ومصدر مضايقة له، لأنهم يكرروا هذا الأمر كثيرًا، والإنسان قد يكون راضيًا بقضاء الله وقدره وينتظر الفرج من الله تبارك وتعالى، ولكن الناس لا يتركونه، وكثير من الناس ما أنجبوا الذرية إلا بعد سنوات طويلة، وعندنا في ذلك من الأحباب والأصدقاء والجيران والمعارف ما لا يُحصون عددًا، بعضهم مكث أكثر من عشر سنوات، بعضهم أكثر من خمسة عشر سنة، بل عشرين سنة، ثم بعد ذلك رزقهم الله تبارك وتعالى، فإن هذا بأمر الله تبارك وتعالى وبتوفيق الله، وما على الزوج والزوجة إلا أن يفعلوا الأسباب ثم يتوكلوا على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
كما أن السعادة ليس من الضروري أن تكون في الذرية، فكم من إنسان أنجب ذرية ثم تمنى أن تموت لما جلبت لهم من أتعاب وشقاء، وكم من إنسان محروم من الذرية لكنه سعيد بطاعته لله، سعيد بوفاقه مع أسرته، فإن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة، الراضية بقضاء الله تعالى وقدره، والإنسان ينبغي أن يعرف مقدار النعمة التي عنده، وهذا أيضًا باب ينبغي أن تفتحيه معه، فتذكريه أنكم قد تكونوا حرمتم الولد أو تأخر عليكم، لكنكم في نعمة كذا، ولكنكم تتقلبون في نعم كذا وكذا..، ولكنكم ينبغي أن تشكروا الله في كذا، لأن هذا الشكر هو الذي يأتي بالمزيد، فالعاقل يعرف نعم الله عليه ثم يؤدي شكرها فيأتيه المزيد ويأتيه الخير من الله المجيد سبحانه وتعالى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإيامكم الذرية الصالحة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأرجو ألا تعطي مشاعر الأهل والكلام الذي يُسمع أكبر من حجمه، فكوني أنت العاقلة، وكوني أنت الفاضلة، واقتربي منه ومن أهله، ولن تري إلا الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.