الخمول والتعب من أدنى مجهود جعلاني انطوائياً مكتئباً!
2023-05-09 01:42:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكتب أجركم مضاعفاً على مساعدتكم لإخوانكم.
أشكو من برود وخمول، مع تعب عام في الجسم، حتى دون أدنى مجهـود؛ حيث أصبحت انطوائياً، أملك الطموح والإمكانيات، ولكني لا أملك الدافعية، بل أذهب إلى أبعد من هذا، حيث لا أشعر بسعادة رغم أن أحوالي -ولله الحمد- طيبة، حتى في المواقف المضحكة لا أجد نفسي أضحك معهم، ولا أعرف السبب.
جربت كثيراً من الأدوية النفسية، منها: السبراليكس، والفافرين، ولكن سببت لي مشكلةً من الناحية الجنسية: كقلة الرغبة، وضعف في الانتصاب، مع انقطاع أو تأخر شديد في القذف، مما جعلني أبتعد عن الاستمرار عليها.
لذا أكتب إليكم لمساعدتي وإبداء النصح لي.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: التواصل مع الطبيب هو الحل الأمثل في حالتك، بالرغم من أن هذه الحالة قد تكون مزمنة بعض الشيء، لكنني أريدك أن تجدد الفحوصات الطبية، وذلك من أجل التأكد فيما يخص صحتك العضوية، هنالك فحوصات أساسية معروفة مثل: التأكد من مستوى الدم، والسكر، والدهنيات، ووظائف الكبد، ووظائف القلب، فحص فيتامين دال مهم جداً، وكذلك فيتامين (ب 12)، وفحص الغدة الدرقية، هذه من الضروري أن تعرف؛ لأنها في بعض الأحيان قد تكون هي السبب في الشعور بالخمول والكسل، وعموماً إذا وجد أي خلل فتصحيحه سهل جداً، ولا توجد أي صعوبة في هذا المجال.
أرجو أن لا تنزعج مما ذكرته؛ لأن الأصول الطبية الصحيحة تحتم أننا يجب أن نتأكد من أحوال الجسد قبل أن نشرع في أخذ الخطوات التي تساعد في علاج الصعوبات النفسية.
الاكتئاب قد يظهر في شكل خمول وتعب، وكما تفضلت وذكرت وفي ذات الوقت يكون هنالك نوع من الشعور بعدم الارتياح، وربما درجة بسيطة من الكدر، وصفتها أنك لا تشعر بالسعادة رغم أن أحوالك طيبة.
أخي الكريم: تغير نمط الحياة هو من المبادرات الإيجابية التي يمكن أن يقدمها الإنسان لنفسه، وذلك يضع مسار صحته النفسي والجسدي في المسار الصحيح، وتغير نمط الحياة يتطلب إدارة الوقت بصورة صحيحة، وإدارة الوقت بصورة صحيحة لابد أن تشمل ممارسة الرياضة، وتخصيص وقت للعمل، ووقت للتواصل الاجتماعي، ووقت للأسرة، ووقت للاطلاع والقراءة، ووقت للعبادة، ووقت لتطوير المهارات الوظيفية.
ويا -أخي الكريم- كل هذا ممكن، والإنسان يمكن أن يبدأ بالتدرج ليصل إلى غايته في هذا المجال؛ إذن: تغير نمط الحياة هو أمر مهم.
ثانياً: التخلص من الفكر السلبي، خاصة ما نسميه الفكر التلقائي وهذا النوع من الفكر يتساقط على الإنسان تلقائياً، ويقبله الإنسان تلقائياً دون أي نوع من الرفض أو التحدي، وهذه مشكلة كبيرة، فقد يكون سبب الاكتئاب المزمن الذي لا يشعر صاحبه بالراحة والسعادة.
فيا -أخي-: تخلص من الفكر السلبي، بالتفكر والتمعن بما وهبك الله من أشياء جميلة في حياتك، واجعل لسانك دائماً يلهج -بحمد الله-.
عليك بالصحبة والرفقة الطيبة؛ فهي محسنة للدافعية والمزاج، والإنسان يحتاج لمن يؤازره، ويحتاج لمن يتبادل معه الفكر، ويحتاج لمن يعينه على أمور الدنيا والآخرة.
أما بالنسبة للعلاجات الدوائية: فالأدوية كثيرة جداً، ومعظمهما أدوية مفيدة وجيدة، والآثار الجانبية موجودة، ويجب أن نتعرف عليها، لكنها ليست بالحدة والشدة التي يتصورها بعض الناس.
وهنالك إضافة نفسية سلبية كبيرة جداً فيما يخص أثر هذه الأدوية على العلاقة الزوجية: نعم الأدوية مثل السبرالكس، ربما في بعض الأحيان تؤدي إلى إضعاف بسيط في الرغبة الجنسية، لكن حين يتعلق هذا الأمر بوجدان الإنسان وخلده، ويكون شاغلاً له، هنا تكون الجرعة النفسية السلبية أقوى من أثر الدواء نفسه، وهذا ما ننصح به دائماً، أن ينظر إلى الجنس كعملية غريزية فطرية، هي أخذ وعطاء، والإنسان يجب أن لا يرغب نفسه كثيراً حول أدائه الجنسي.
أنا نصحت مبكراً بمقابلة الطبيب، فإن تمكنت من ذلك فلا شك أن الطبيب سوف يضع لك برنامجاً علاجياً جيداً.
وفيما يخص العلاج الدوائي، من جانبي أقترح لك دواءً يعرف باسم مكلوبمايد (moclobemide)، هذا الدواء دواء جيد ليس له أثر جنسي سلبي، وهو مضاد للاكتئاب، نعم ليس شائع الاستعمال؛ لأن الإنسان يحتاج أن يستعمله ثلاث حبات في اليوم.
فيا -أخي الكريم-: يمكنك أن تشاور طبيبك فيما يخصه، كما أن مضاد الاكتئاب الجيد الذي يعرف باسم فالدوكسان الشركة المنتجة مصرة أنه لا يسبب أي صعوبات جنسية، كما أنه لا يؤدي إلى أن نوع من الخمول أو الكسل، وجرعته بسيطة، وهي حبة واحدة في اليوم.
هذا هو الذي أود أن أقترحه -أحد الدواءين ربما يكون هو المناسب بالنسبة لك -، لكن قطعاً تواصلك مع طبيبك كما ذكرت لك سوف تجني منه -إن شاء الله تعالى- فائدة كبيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.