أمي مصابة بالأفكار الظنانية وتتناول دواء زيبركسا، فهل تغيره؟
2012-06-28 09:55:42 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
يا دكتور رقم استشارتي هو (2135592)
شكرا على ردك ومساعدتك, وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتك, ونحن فعلا اشترينا دواء زيبركسا وبدأت أمي تستخدمه, أول شهر أخذت حبة واحدة, ثم قلنا لها أن تزيد الكمية.
في البداية كانت تقول إنها تشك في هذا الدواء, أقنعناها أنه دواء لتهدئة الأعصاب فاقتنعت, ثم قلنا لها لابد من زيادة الكمية حتى إذا تركته يكون تركه بالتدريج, وافقت على ذلك بالرغم من أنها طول هذه المدة وهي تشتكي من الدوار بشكل كبير, قلنا لها هي أعراض جانبية مثل البندول, اقتنعت بعد مناقشة وزادت الجرعة 10 جرامات مدة يومين ثم رجعت إلى 5 جرامات, حاولنا معها لكنها تقول لا أستطيع أن أتحمل, تحس بدوار أكثر وتتعب أكثر إذا زادتها, لم نستطع أن نقنعها بذلك, والحمد لله أنها مستمرة على هذه الجرعة 5 جرامات.
أسئلتي هي: هل طريقتها في أخذ الدواء صحيحة؟ وهل يضرها لو أخذته بهذه الطريقة؟
أمي بعد التغير الذي لاحظناه عليها قل كثيرا شرودها, ولما تقعد معها تسمعك وتفهمك, وصار عندها هدوء, وقل كلامها مع نفسها بنسبة 75 %, وصارت تنام وترتاح وتهتم بنفسها, ولكن ما زالت الأفكار التي في مخيلتها موجودة, وإلى الآن هي مقتنعة بها, ومازالت تتخيل أشياء لا تمت إلى الصحة بتاتا, وأي شيء يحدث لها تقول فلان من الناس مستقصد لهذا الشيء, وغيرها من الأفكار الأساسية من هذا المرض.
هل هذا بسبب انخفاض الجرعة أم ماذا؟ أرجوكم ساعدونا في هذا الشيء لأنه أتعبنا.
وشكرا لكم, وجزاكم الله الجنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أشكرك على البشريات الجميلة التي حملتها لنا حول صحة والدتك، جرعة الزيبركسا التي تتناولها الوالدة من وجهة نظري قد أظهرت بوادر تحسن كبيرة, فالهدوء, وتحسين النوم, وقلة الشرود, والراحة النفسية الداخلية التي ربما لا تشعرون بها, هي خطوات إيجابية جدا نحو العلاج التام إن شاء الله تعالى، الأفكار الظنانية كجوهر أساسي للمرض لا يمكن لجرعة (5) مليجراما أن تؤثر عليها تأثيرا شديدا، ربما يحدث نوع من التحسن التدريجي لكن قطعا جرعة (10) إلى (15) مليجراما هي الجرعة التي تزيل الفكر الظناني الباروني القائم على سوء التأويل.
أعتقد أن استمرارها على 5 مليجراما لفترة سوف يكون هو الحل، يمكن أن تحاولوا معها أن تجعلها حبة ونصف أي ( 7.5) مليجراما وهي صادقة حين قالت أنها شعرت بشيء من الدوار, هذه أعراض جانبية متوقعة, لكن بالتعود على الدواء والاستمرار عليه سوف تزول الآثار الجانبية تماما, وسوف تقتنع إن شاء الله تعالى, حاولوا معها على الاستمرار على (5) مليجراما لفترة, بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى (7.5) مليجراما, ثم إلى (10) مليجراما, هذا منهج.
المنهج الثاني: هو أن ننقلها إلى دواء آخر وهو الإبلفاي Abilify الاسم العلمي هو ارييزازول Airpiprazole هذا لا يؤدي إلى أي شعور بالدوار, لكنه لا يحسن النوم بنفس المستوى الذي يحدث مع الزيبركسا، جرعة الإبلفاي هي من ( 15 -30) مليجراما يوميا, هذه الجرعة التي بالطبع تحتوي تماما الأعراض الذهانية، الإبلفاي يمكن أن يبدأ بجرعة (7.5) مليجراما أي نصف حبة يوميا, تتناولها ليلا وبعد أسبوعين ترفع إلى حبة كاملة, بعد ذلك تراقب الحالة في ظرف شهر إذا تحسنت تستمر على نفس الجرعة, وإذا لم تتحسن تجعلها حبة ونصف أي (22.5) مليجراما, لكن في مثل هذه الحالة يجب أن يضاف دواء آخر يعرف باسم بنسزكول, وذلك حتى نضمن أن الآثار الجانبية التي تمثل الشد العصبي أو الرجفة البسيطة التي تحدث للوالدة قد ذهبت .
أفضل أن يكون هنالك تواصل مع طبيب نفسي مباشر هذا الذي ننصح به, وإن كانت هذه الأدوية سليمة ولكن حقيقة الذي أفضله هو أن يكون هنالك نوع من الإشراف المباشر، عموما حتى استمرارها على (5) مليجراما من الزيبركسا هو أفضل من لا شيء، لكن كما ذكرت لك الأعراض الجوهرية الذهانية لازالت موجودة, وهذا متوقع لأن الجرعة ليست كافية، في حالة رفعها إن شاء الله سوف تزول أو ننتقل إلى دواء آخر، الدواء ليس مضرا أبدا, حتى الطريقة -تناولها رفعا وخفضا- التي تنتهجها الوالدة إن شاء الله تعالى لن تكون لها أي آثار سلبية عليها, فاطمئني عليها تماما من حيث سلامة الدواء.
أمر آخر وهو أن لا تناقشوها في الأفكار الظنانية, على العكس تماما حاولوا الآن أن تحفزوها وتشجعوها وتتكلموا عن التحسن الكبير الذي طرأ على حالتها, قطعا نومها تحسن, وشهيتها للأكل تحسنت, اهتمامها بنفسها تحسن, هذا يمكن أن يشار له بصورة مباشرة أو غير مباشرة, وهذا في حد ذاته يعتبر حافزا علاجيا كبيرا لها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.