عدم الثقة بالنفس والقدرة على الحديث مع الآخرين جعلني أنعزل عنهم
2012-05-06 13:19:55 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
في البداية أشكركم على توفير هذه الخدمة في شبكة الإنترنت.
أنا شاب في 23 من العمر, أعمل في محل للتجارة مع والدي خاص ببيع عقاقير البناء, أعاني من الأعراض التالية:
ـ الخجل والخوف.
ـ القلق.
ـ منعزل وضعيف الشخصية.
- أنعزل لأنني قليل الكلام, لا أعرف كيفية كسب الأصدقاء, وفي العمل أجد صعوبة في كيفية التصرف مع الزبائن لتلك الأسباب السابقة الذكر.
- قليل الكلام وأيضا لا أعرف كيفية الكلام, ولهذا أنعزل عن الناس، لا أعرف كيفية الكلام ولا كيفية بدء المواضيع.
ـ لا أعرف كيفية التصرف مع الناس ولا كيفية الكلام معهم .
ـ أقرأ القرآن حزبين يوميا, وأطالع الكتب والمنتديات, ولكن لا أذكر أي شيء مما قرأت.
ـ لا أذكر إلا القليل القليل من طفولتي.
ـ كثير النسيان.
ـ أعاني في بعض المواقف من ارتباك وضيق في التنفس، ورعشة الشفاه، بالإضافة إلى عدم القدرة على ترتيب الأفكار.
ـ أمارس العادة السرية منذ 12 سنة, أتخلص منها شهراً إلى 3 أشهر وأعود إليها.
ـ كنت أعاني من سرعة الغضب لأبسط الأسباب, والحمد لله لما أصبحت أمارس الرياضة لم أعد أغضب كما كنت مسبقاً.
ـ بإمكانك أن تسألني أسئلة أخرى للاستفسار عن حالتي النفسية والشخصية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رسالتك واضحة جدًّا، ولا نعتقد أننا نحتاج لأي نوع من التفسيرات الأخرى، والذي أود أن أنصحك به هو:
أولاً: أن تقيّم نفسك تقييمًا صحيحًا، فربما تكون مخطئًا في تقييم ذاتك، فإن هنالك من يحقّر ذاته نسبة لأنه مصاب بشيء من الخجل, أو من القلق, أو التوتر, أو عسر المزاج، لابد أن تكون لديك مقدرات؛ لذا قبِل والدك أن تكون معه تعمل في المحل التجاري، وإعادة تقييم الذات والثقة بها مهم جدًّا.
ثانيًا: حقيقة أنا أريدك أن تتوقف عن العادة السرية، لأن العادة القبيحة تجعل الإنسان محبطًا ومتمركزًا حول نفسه ومنعزلا, وتؤثر عليه جنسيًا في المستقبل، خاصة شباب الإسلام الذي يمارس هذه العادة, ونسبة لثقتنا في شباب أمتنا نرى أن الكثير منهم يعيش نوعا من التناقض الذاتي الداخلي، هذا الصراع القيمي يمثل مشكلة كبيرة، وأنت أيها الفاضل الكريم تعمل مع والدك، والحمد لله الأمور بخير، لماذا لا تتزوج وتعفَّ نفسك؟
افتح هذا الموضوع مع والدك وناقش ذلك معه، وأنا أعتقد أن والدك سوف يرحب بذلك تمامًا، والزواج سوف يساعدك في تكوينك النفسي, وفي تحملك للمسؤولية, ويُشعرك - إن شاء الله تعالى – بالراحة والاستقرار النفسي، وأن تتخلص من هذه العادة القبيحة.
بالنسبة لما وصفته بالارتباك وضيق التنفس، فأعتقد أن هذا نوع من القلق، ربما يكون هنالك درجة بسيطة جدًّا من الرهبة الاجتماعية، والرهبة الاجتماعية دائمًا تعطي الإنسان الشعور بالفشل وعدم تقدير الذات، خاصة إذا كان مضطرًا لأن يتعامل مع عامة الناس، وأنت بحكم أنك تعمل في هذا المكان التجاري لابد أن تتعامل مع الزبائن.
أنا أعتقد أن تناولك لدواء مضاد لقلق المخاوف سوف يفيدك كثيرًا، وهنالك دواء موجود في المغرب يعرف باسم (ديروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) سيفيدك كثيرًا، يمكنك أن تتحصل عليه، وتتناوله بجرعة نصف حبة يوميًا – أي عشرة مليجراما – تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميًا, واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها لنصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
لا بد من أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وعليك أن تعيش ما نسميه بالمواجهة مع الذات، المواجهة مع الذات تتطلب أن تقيّم نفسك تقييمًا صحيحًا، لا تكن مجحفًا في حق نفسك، ولا تضخم ذاتك فأنت لديك مقدرات، لديك معارف، أنت لديك اطلاعات، أنت تقرأ القرآن الكريم.
أنت لديك إيجابيات كثيرة لماذا لا تنظر إليها النظرة الصحيحة؟! وفي ذات الوقت لديك سلبيات ومنها ممارسة العادة السرية, والانكباب على الذات، هذا يجب أن تعالجه من خلال تصحيح مساراتك.
ولديَّ نصيحة مهمة لك، وهي:
أن تمارس الرياضة، الرياضة ذات فائدة كبيرة جدًّا، فهي تقضي على الطاقات النفسية السلبية، وموضوع النسيان وعدم التركيز هذا لا شك أنه ناتج من القلق، والرياضة تساهم في ذلك، وكذلك عقار زيروكسات الذي وصفناه لك سوف يفيدك كثيرًا.
وعليك أن تقرأ القرآن بالمزيد من التدبر والتفكر والتأمل، {واذكر ربك إذا نسيت} هذا سوف يكون دافعًا قويًّا لتحسين التركيز لديك.
ضيق التنفس سوف يزول تمامًا، وكذلك رعشة الشفاه خاصة بعد أن تتناول الدواء.
أرجو أن تبني علاقات اجتماعية مثمرة، جيدة، فاعلة، الصلاة مع الجماعة سوف تؤهلك لذلك. الانخراط في أي نوع من العمل الثقافي أو النشاط الاجتماعي أيضًا يتيح لك الفرصة لبناء وتطوير مهاراتك الاجتماعية.
أنت لديك فرصة عظيمة جدًّا أن تتفاعل إيجابيًا مع الزبائن، فكن هاشًّا باشًّا، قابل الناس بوجه حسن, وبطريقة جيدة, وابتسامة عريضة، وابدأ بتحيتهم، حاورهم ناقشهم، يجب أن تكون مُلمًّا إلمامًا تامًا بالبضائع الموجودة بالمحل، اعرف منشأها، كيف صُنعت، ما هو الاختلاف بينها وبين الماركات الأخرى... وهكذا.
لابد أن تبني فكرك وتُلم بكل تفاصيل الأمور. هذا هو الذي يوطد ويقوي من التواصل الاجتماعي الإنساني، ومن ثم يزيل القلق والتوتر تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.