كلما تقدمت لخطبة فتاة يتم الرفض... فإلى متى؟
2012-05-07 09:06:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
مشكلتي أنني كلما أريد الزواج وأتعرف على فتاة تفشل العلاقة, ودائما أجد نفس الرد والإجابة، دائما يردون علي بأنني إنسان طيب, وعلى دين وخلق, وراقي في تعاملاتي, ولكن لا يشعرن بأي مشاعر نحوي, وأنني بمثابة الأخ, ولا يتخيلونني زوجا.
أنا في الحقيقة لدي رهاب اجتماعي منذ الطفولة, فهل حالتي تحتاج لطبيب نفسي؟
والسلام عليكم وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mousslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه, الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
نرحب بابننا الكريم في موقعه، ونسأل الله أن يسهل أمره، وأن يغفر ذنبنا وذنبه، وأن يرزقه الزوجة الحلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولستُ أدري كيف هي الطريقة التي يتعرف بها ابننا الكريم على النساء، فإن طريقة التعارف المباشرة بهذه الطريقة, والمراسيم التي يتبعها والخطوات التي يقوم بها عندما يبدأ بالتعارف لها أثر كبير في قبول الفتاة أو رفضها، كما أن هذه الطريقة المباشرة في التعارف عليها ملاحظات من الناحية الشرعية، فإن الإنسان لا يجوز له أن يخوض مثل هذه التجارب، يتعرف على هذه ويتعرف على تلك، وينتقل من هذه إلى أخرى بحثًا عن الزوجة.
ولذلك نحن نرى أن الزواج يكون ناجحًا جدًّا عندما يتخذ الإنسان وسيطا في هذه المسألة، وهو ما يسمى بالزواج التقليدي، كأن تخطب له خالة أو ترشح له عمّة، أو تنظر الأم في عدد من الفتيات ثم تعطيه خيارات، أو يتعرفوا على فتاة ليكونوا هم الذين يتكلموا بلسانه.
وعندما يجلس أيضًا بعد ذلك مع هذه المخطوبة في حضرة أهلها لابد أن يستشير خبيرًا في الأسئلة التي يود أن يطرحها، والطريقة التي سيتكلم بها، لأن هذه الطريقة في الكلام إما أن تُوحي للإنسان بأن الذي أمامه عاقل وفاضل وهادئ، وإما توحي بخلاف ذلك، لذلك كانوا يقولون" (تكلم حتى نعرفك، لسان المرء يُنبئ عن حِجاه، ووعي المرء يستره السكوت).
فلذلك نحن كنا بحاجة لأن نتعرف على الطريقة التي تتكلم بها، فبعض الناس مثلا يقتحم مباشرة، وبعض الناس يذهب بنفسه للعم أو للبيت ويقول: (أنا أريد ابنتكم فلانة) من غير أي مقدمات, وبدون أي تمهيد لهذا الكلام.
بعض الناس أيضًا إذا جلس إلى الناس يقول: (ترى أني خطبت عشرين مرة ورُفضتُ) وبالتالي هذا البيت الجديد والفتاة الجديدة مهيأة للرفض، لأنه حتى إذا كان هذا الرجل سليما وصحيحا, وصاحب دين, وصاحب خلق؛ فإن هناك استفهاما كبيرا لماذا رُفض من هذا العدد؟ ولماذا ترفضه النساء؟ وهذا سبب كبير لرفض المرأة رقم واحد وعشرين – لو فرضنا ذلك - .
ولذلك كنا نتمنى أن تكتب إلينا لتعرفنا بالطريقة والنماذج من تعارفك بهؤلاء الفتيات، مع أننا نتحفظ من الناحية الشرعية ونصر على ذلك أن هذه الطريقة لا تُقبل من الناحية الشرعية.
كذلك نحن نريد أن نقول: لماذا لا تدخل الآخرين في مسألة الزواج؟ لماذا لا يكون لوالديك دورًا؟ لماذا لا يكون للوالدة – على وجه التحديد – دورًا، فمعظم الرجال تخطب له الخالة أو العمة أو الأخت، هؤلاء هنَّ محارم الرجل، والإمام أحمد لما أراد أن يتزوج بعث قريبة له، فنظرت في النساء والفتيات، وجاءته فقالت: (وجدتُ لك فتاتين، إحداهما بارعة في الجمال متوسطة في دينها، والثانية متينة الدين لكنها متوسطة الجمال) فقال الإمام أحمد: (أريد صاحبة الدين) ومشى بذلك على هدىً وخطىً وصية رسولنا الأمين، فسعد مع تلك المرأة سعادة لا مثيل لها - رضي الله عنه ورحمة الله عليه - من هنا فنحن ندعوك إلى ملاحظة هذه الأشياء.
أيضًا بعض الناس قد يذهب وحده، والناس يستغربون، والأسرة ترفض، فأين أبوه، وأين عمه، وأين خاله، هل أسرته موافقة؟ لماذا لم يأتوا هم؟
هذه أيضًا أشياء يهتم بها الناس غاية الاهتمام، وكما يقولون: (من ليس له كبير من الناس فليتلمس وليطلب له كبيرًا).
ولذلك نحن نتمنى أن نعرف الطريقة التي تبدأ بها هذا التعامل، والكلمات التي تختارها عندما تحدث الفتاة في هذا الأمر الهام الذي هو يعتبر بداية لمشوار طويل في هذه الحياة، الطريقة التي يتكلم بها، ونوع البساطة التي يتكلم بها، وليس كل إنسان يستطيع أن يجيد الكلام، وليس كل إنسان يستطيع أن يعبر عمَّا في نفسه.
أيضًا الجانب الثاني من أن تعرض نفسك على طبيب، ولكن قبل ذلك أرجو أن تعرض نفسك على خبير، أو تكتب إلينا بالطريقة التي بدأت بها التعارف مع تلك الفتيات، حتى نحكم على الطريقة، وقد نجد أسبابًا لرفض الفتيات وتكرار ذلك الرفض من خلال تجاربك في التعارف, ومن خلال الطريقة التي بدأت بها الحديث, ونوعيات المواضيع التي طرحتها أيضًا، فإن من الناس من يطرح مواضيع حتى تجعل الناس يستغربون وقد تضحكم، تدل على أنه سطحي، قد يسأل عن أشياء لا يسأل عنها حتى الطفل الصغير، وأيضًا قد يكون هناك بساطة جدًّا في مسألة الطرح ومسألة الكلام.
فقبل أن تعرض نفسك على طبيب نفسي أرجو أن تعرض علينا طريقة تعارفك على الفتيات، وعند ذلك نستطيع - إن شاء الله تعالى – أن نتعاون جميعًا في الوصول إلى الطريقة المثلى، والطريقة المثلى عندنا لابد أن تكون محكومة بضوابط الشرع، فنحن لا ننصح أبدًا أن تُطلبُ الفتاة من نفسها، والذي يخطب الفتاة من نفسها هذا يُلحق الضرر به وبالفتاة، لأن الفتاة ينبغي أن تقول: (أبي فلان – أو عمّي فلان - وبيتي في المنطقة الفلانية، عليك أن تأتي البيوت من أبوابها).
والرجل أيضًا إذا عرف فتاة ما ينبغي أن يتوسع معها في الكلام؛ لأن هذا مخالفة شرعية ومصدر للخوف مستقبلا، فإن الشيطان سيأتي فيقول للفتاة: (هو تكلم معك بهذه الطريقة لعله يتكلم مع أخريات) ويقول للفتى: (لعلها كلمت آخر غيرك ولم تتورع كما لم تتورع معك في الكلام) وتنفتح بذلك أبواب من الشر.
لذلك قبل أن تعرض نفسك على طبيب أرجو أن نعرف الطرائق التي تتعامل بها، أو عليك أن تفكر في الطرائق التي تتعارف بها مع الفتيات، ونوصيك بتقوى الله عز وجل، ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه وتعالى.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، هو ولي ذلك والقادر عليه.