الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر أبو صالحة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن للعادة السرية أضرارًا كثيرة، فهي تؤدي إلى نوع من الانكباب على الذات وشيء من الانطوائية، كما أنها قد تؤدي إلى خيال جنسي مريض، وهذا قد تُبنى عليه بعض أحلام اليقظة الخاطئة، والتي لا تفيد صاحبها.
الشعور بالاضمحلال في الصحة الجسدية أيضًا يعاني منه الذين يمارسون العادة السرية، خاصة بإفراط، والصعوبات الجنسية المستقبلية مثل سرعة القذف، وعدم الاستمتاع في وقت المعاشرة الزوجية هو أيضًا من الآثار التي قد تتركها العادة السرية.
لكن بالطبع الذي يقلع ويتوقف تدريجيًا سوف تنحسر هذه الجوانب العرضية التي تسببها العادة السرية، وهنالك أمر آخر وهو مهم جدًّا: أن الشاب المسلم الذي تتصارع عنده عوامل الخير والشر يحس بالندم حين يمارس هذه العادة، ووجد أن الشعور بالندم – وهذا حقيقة من لطائف النفس اللوامة – هذا الشعور يؤدي إلى شيء من عدم الاستقرار النفسي، أي أنه قد ندم، ولماذا يقوم بهذه الممارسة، وهذا قد يدخله في نوع من الانقباض النفسي وكذلك الوساوس، هذا يجب أن يكون نتاجاً يستفاد منه إيجابيًا للابتعاد عن العادة السرية.
أعتقد أن جزءًا كبيرًا من أعراضك أتى من الممارسة الطويلة للعادة السرية، وكذلك شعورك بالندم، وإن كان هذا إيجابيًا لكنه أيضًا أدخلك في بعض المحكات النفسية السلبية خاصة أنك قد رجعت تمارس العادة السرية مرة أخرى.
بالنسبة للتوبة: إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، باب التوبة مفتوح، ورحمة الله واسعة، ويجب ألا تقنط من رحمة الله، فقط عليك أن تلتزم بشروط التوبة، وهي الندم والإقلاع وعدم الرجوع مطلقًا لما اقترفه الإنسان من إثم، وعليك بالبدائل الأخرى: عليك بالصوم، عليك بالتنظيم الغذائي، عليك بممارسة الرياضة، وهذا كله إن شاء الله تعالى يكفيك تمامًا شرور الشهوات المنطلقة.
إذن أوضحتُ لك بتفسير واضح جدًّا لأعراضك، وبالنسبة لإحساسك بالنبض في مقدمة القضيب عند التهيج وفي الأذن، أعتقد أن ذلك كله ناتج من حساسيتك النفسية، وقابليتك واستعدادك الشديد للقلق.
أنصحك بأن تتجاهل كل هذه الأمور، وأن تتوقف تمامًا عن العادة السرية، وأن تصرف انتباهك لما هو أفعل وما هو أفضل وما هو أنفع: التركيز على الدراسة، توزيع الوقت بصورة صحيحة، وعليك بالرفقة الطيبة الحسنة، هذا كله إن شاء الله فيه خير وفائدة كبيرة جدًّا لك.
-------------------------
وبخصوص سؤالك حول التوبة وهل يقبلها الله، فنحب أن نقول لك أن الله تعالى يقبل توبة عبده مالم يغرغر، وأن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، ونورد إليك هاهنا للفائدة شروط التوبة التي يقبلها الله: (
16287 -
54902 -
254887 )، ووسائل الثبات على التوبة: (
249423-
246818 -
228333 -
293842 ).
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.