الرحلة للدراسة من عدمها والمفاضلة بين الطب والهندسة
2012-04-19 10:35:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي أرشدني إلى هذا الموقع المفيد، والذي أرى أن القائمين عليه من المخلصين العاملين لوجه الله سبحانه وتعالى، والله حسيبهم.
أنا أعمل بالمملكة العربية السعودية منذ وقت طويل، وجميع أبنائي والحمد لله تعلموا في هذا البلد الكريم المعطاء، وفي المدارس الحكومية، بعد أن ثقلت علي مصاريف تعليم أولادي بالمدارس الخاصة، وفي هذه السنة - إن شاء الله - يحصل ابني الكبير على الثانوية العامة، ومنذ بداية هذا العام وأنا في حيرة كبيرة من أمري، وكذلك زوجتي، من تقرير مصير ابني، فهو والحمد لله شاب ملتزم، وأحمد الله على ذلك، ويخاف الله، وفي نفس الوقت متفوق في دراسته والحمد لله، وهو بالنسبة لأخوته شيء مهم جداً في القدوة والاقتداء به.
والحيرة تكمن في الآتي:
أولاً : هل يذهب ابني لدراسة الجامعة بالقاهرة بمفرده ويكمل بقية إخوته دراستهم بالمملكة، أم أقوم باتخاذ قرار بسفرهم معه وإكمال بقية دراستهم بالقاهرة، مع العلم بأن مراحل دراستهم تختلف من مرحلة الثانوية إلى الابتدائية، وفي هذه الحالة أبقى أنا بمفردي بالمملكة وأسافر لهم كل فترة خلال الدراسة؟
ثانياً: تحديد التخصص الأفضل له، فابني لا فرق لديه بين دراسة الطب وكذلك الهندسة، فكلاهما طيب والحمد لله، فهو دائماً ما كان يتمنى أن يكون مهندساً، وفي مرة قالت له أمه: لو جاء لك التنسيق بكلية الطب هل ستختار ذلك؟ فأجاب ما المانع من ذلك؟
ثالثاً: هناك بإذن الله فرصة لابني بالحصول على منحة دراسية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكني متخوف من اتخاذ القرار بذلك، فابني في هذه الحالة سيقيم بالدمام، والأسرة تقيم بالرياض، وهل الأفضل له الدراسة بجامعة الملك فهد أم بالجامعات المصرية؟
آسف إذا كنت قد أطلت عليكم برسالتي، ولكني أتمنى أن أجد منكم ما يشرح به الله صدري، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأشكرك على رسالتك الطيبة جدًّا وعلى استشارتنا في هذا الشأن الأسري، ونسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وأن يجعلهم من الصالحين.
قطعًا مساهمتنا لا نعتبرها مساهمة تخصصية، ولكن نشاركك هذه الهموم البسيطة، فكثير منا قد مر بنفس الوضع، وأقول لك أخي الكريم: دائمًا الإنسان يحاول أن يعطي أبناءه أحسن الفرص؛ لأن كلًا منا يتمنى أن يكون أولاده أفضل منه، وبالنسبة لابنك البكر – حفظه الله – أعتقد أن القرار سهل جدًّا، وهو إذا وجد قبولاً بجامعة فهد للبترول والمعادن فأعتقد أن هذه ميزة وفرصة عظيمة جدًّا، وذلك أن هذا التخصص تخصص ممتاز، ومرتبط بحاجة سوق العمل، وفي ذات الوقت ابنك سوف يكون معك حتى وإن كان في مدينةٍ أخرى، والخيار الثاني هو أن يذهب ابنك للقاهرة بمفرده، وأنا حقيقةً أدعوك ألا تشكل حماية مطلقة على ابنك، فهو في معية الله وفي كنفه، وحتى تطور من مهاراته لا بد أن تعطيه مساحة من الاستقلالية يتحمل فيها بمفرده متطلبات الحياة ويدير حياته بالصورة التي يراها، وأنت بالطبع لن تجحد عليه أبدًا بأي نوع من التوجيه، لكن أتمنى أن تتجنب التوجيه التخويفي (لا تفعل كذا لا تفعل كذا لا تفعل كذا) أعتقد أن هذا ليس منهجًا جيدًا وكثيرًا ما ننتهجه مع أبنائنا.
أما بالنسبة لبقية الأسرة، فأعتقد أنه من الأفضل أن يظلوا معك، ويواصلوا مراحلهم الدراسية، وبفضل الله تعالى أصبح التواصل الآن سهلاً، عن طريق التليفون، وعن طريق برنامج الاسكايب، فابنك سوف يكون معك حتى وإن كان في القاهرة أو في الدمام.
أعتقد أن القرار سهل وسهل جدًّا، وأرجو أن تلجأ إلى الاستخارة في هذه الأمور.
أما بالنسبة لتخير ابنك الطب أو الهندسة، فأعتقد أن رغبته هي الأهم والأفضل، وبكل صدق وأمانة الآن الدراسة يجب أن تُربط بحاجة سوق العمل، هذا أنا أعتقده مهما، وربما يكون الطريق إلى العمل أقصر بدراسة الهندسة.
عمومًا: من جانبي أقول لك أخي: لا تنزعج أبدًا، والخيارات أمامك جميلة ومتاحة، وأنا أريدك حقيقة أن تتفكر وأن تتمعن في هذا الأمر، كثير من الناس تواجههم صعوبات ومشاكل في الحياة وتكون الفرص أمامهم ضيقة جدًّا أو معدومة أو الخيارات قليلة جدًّا، وأنت بفضل الله تعالى أمامك خيارات كثيرة.
أسأل الله تعالى لأبنائك وأبنائنا جميعاً التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.