الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأود أن أؤكد أن رسالتك قد أخذت بعين الاعتبار، وهي مقدرة جداً.
الحالة التي تعيشين فيها من حيث التشخيص، ومن خلال المعلومات الجيدة التي وردت في رسالتك، أستطيع أن أقول لك أنك تعاني من قلق ومخاوف وسواسية، وساوسك كلها حول الزوج ومستقبل الزواج، ويظهر أنه من الأصل لديك ميول للقلق النفسي، وبعد ذلك حدث الزواج، وهو زواج ممتاز من الواضح بالرغم من ذلك وبالرغم مما فيها من إيجابيات إلا أن الزواج حرك لديك المشاعر الوسواسية التي تتجسم وتتجسد في هذه الأفكار المستحوذة والشعور بعدم الأمان، وأنك كذا وكذا.. وسوف يحدث كذا، كلها وساوس، وليس أكثر من ذلك.
والطابع الشكوكي معروف جداً في الوساوس، كما أن الوساوس تأتي للناس ويكون محتواها دائماً في أشياء عزيزة على النفس إن شاء الله تعالى لن يصيبك مكروه، وزوجك سوف يكون على خير، عدم التركيز وافتقاد الرؤية الواضحة حول المستقبل، والعصبية والنرفزة كلها من نتائج حالة القلق التي تعيشين فيها.
الوضع الأمثل هو أن تقابلي الطبيب النفسي، ولكن قلت أن ذلك ليس ممكناً، وعليه أنت محتاجة إلى علاج دوائي مضاد للقلق، والوساوس، والمخاوف، أعتقد أنه سوف يفيدك كثيراً، الدواء يعرف باسم فافرين Faverin، والاسم العلمي هو فلوفكسمين Fluvoxamine، جرعة البداية هي ( 50غ) يتم تناولها ليلا بعد الأكل، واستمري عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى (100غ) ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى (50غ) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عن الدواء.
وهذا الدواء ممتاز، وفعال جداً لعلاج القلق، والمخاوف، والوساوس، كما أنه سوف يحسن مزاجك، وإن شاء الله تعالى يبدأ وزنك في التحسن، هذا الدواء في حالة حدوث حمل يجب أن تتوقفي عنه؛ لأن الفترة الأولى في الحمل لا ننصح فيها بتناول أدوية.
الدواء سوف يمهد لك الطريق للتطبيقات السلوكية الأخرى، وهي أولاً: وبعد أن يأتي إن شاء الله الشعور بالأمان نظمي حياتك على هذا الأساس، وإدارة الوقت بصورة جيدة، كوني متفائلة، حقري أي فكر وسواسي، وفكر سلبي، وانطلقي بحياتك على أسس جديدة تقوم على الشعور بالأمان كما ذكرت لك، وحسن الظن وتحقير الفكر الوسواسي واستيعابك الأشياء الطيبة في حياتك دائماً سوف تكون محفزة لك للمزيد من الاستقرار النفسي.
أنت لديك أشياء جميلة في حياتك، وهي الانتهاء من الدراسة الجامعية، وتزوجت من زوج طيب، وإن شاء الله ترسمي خريطة الطريق واضحة جداً لمستقبلك، وأعتقد أن الدواء سوف يساعدك كثيراً.
وعليك بالصلاة، والصلاة في وقتها، وبالدعاء والذكر، وهذه صمامات الأمان للإنسان في حياته، وآخرته إن شاء الله تعالى.
الفكر الذي يسيطر عليك الآن فيما يخص مشاعرك حول الآخرين سوف يتقلص تماماً، وسوف تجدين أن الأمور أفضل مما كنت تتصورين، والفكر حول الانتحار فكر بغيض، وأنا أعرف تماماً أنك لا تريدين أن تقتلي نفسك، ولكنه الشعور الكدر الذي دفعك نحو ذلك، فاستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وانظري للحياة بإيجابية، وإن شاء الله تعالى هذا الفكر يزول تماماً، وعليك بالتواصل الاجتماعي الإيجابي، مارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، كما أن تمارين الاسترخاء مهمة جداً للقضاء على القلق، خاصة المصحوب بالوساوس والمخاوف، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية: (
2136015).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.