أعاني من مرض الوسواس القهري، فما العلاج المناسب؟
2012-03-13 08:14:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مرض الوسواس القهري، وأتناول علاجاً منذ سنة تقريباً، والدواء هو سيبراليكس 40 مل مساءً و40 مل صباحاً، وريزبردال حبة مساءً ونصف حبة صباحاً، وأنفرانيل ثلاث حبات مساءً وحبة واحدة صباحاً.
كنت أتناول الريزبردال نصف حبة مساءً في البداية، وعندما رفع الطبيب الجرعة منذ 6أشهر لاحظت أن الدورة الشهرية انقطعت، ولم أخبر الطبيب بذلك، فهل هناك حل كي تعود الدورة من جديد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إذا كان التشخيص تشخيصًا صحيحًا بأنه وساوس قهرية وقام به طبيب مقتدر، ففي مثل هذه الحالة العلاج يتكون من ثلاثة أمور:
أولاً يجب أن يشرح لك شرحًا دقيقًا عن ماهية الوساوس القهري، وما هي طبيعته؟
ثانيًا: هنالك علاجات سلوكية، هذه أيضًا يرتبها الطبيب المعالج، وذلك من خلال التعاون مع الأخصائي النفسي المختص في العلاج السلوكي.
ثالثًا: هنالك العلاج الدوائي.
هذه هي الخطوات الصحيحة التي يجب أن تتبع لعلاج الوساوس القهرية، وكلاً منها مكمل للآخر، وهنالك محور رابع مهم جدًّا، وهذا يتطلب منك بعض الجهد، وإذا قمتِ بذلك سوف يفيدك كثيرًا.
هذا المحور هو المحور الاجتماعي، وأقصد بذلك أن لا تعتمدي أنك مصابة بأي نوع من الإعاقة، أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، أن تكوني فعالة، أن تفلحي في إدارة وقتك، هذه هي المتطلبات العلاجية الرئيسية.
بالنسبة للعلاج الدوائي: إذا كنت تقصدين دواء سبرالكس والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) فإني أقول لك إن جرعة أربعين مليجرامًا صباحًا وأربعين مليجرامًا مساء، هذه جرعة علاجية جدًّا، جرعة نعتبرها وصلت إلى المرحلة التسممية (من التسمم)، وهي ليست سليمة.
أما إذا كنت تقصدين عقار (سبرام) والذي يعرف علميًا باسم (ستالوبرام)، فجرعة أربعون مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً هي الجرعة القصوى لهذا الدواء، وهي لا تعتبر جرعة تسممية.
أرجو أن تتأكدي من جرعة الدواء، واسمه من طبيبك.
بالنسبة لعقار أنفرانيل: لا مانع من تناوله؛ لكن يجب أن لا تتعدى الجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا أبدًا، لأن المزج والجمع ما بين الأنفرانيل والسبرالكس – أو السبرام – ليس أمرًا محبذًا، لا أقول إنه ممنوع، لكن ربما تحدث تفاعلات كيميائية متعلقة بالمستقبلات العصبية داخل الدماغ، هنالك مادة تسمى بالسيروتونين يعمل عليها السبرالكس أو السبرام، وكذلك الأنفرانيل، ومن خلال نوع من التضافر الكيميائي ربما يرتفع مستوى إفراز هذه المادة، وهذا يعتبر أمرًا غير مرغوب.
بالنسبة لعقار رزبريادال: هو دواء جيد وممتاز، يُعطى كمدعم للأدوية المضادة للوساوس، وغالبًا تكون الجرعة في حدود واحد إلى اثنين مليجرام، إلا إذا كان تشخيصك ليس الوساوس القهرية الصريحة المعروفة، ففي هذه الحالة ربما يكون الطبيب قد احتاج لإعطاء جرعة أكبر من الرزبريادال.
عمومًا هو دواء سليم جدًّا، وأتفق معك أن الرزبريادال قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، لأنه يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب الذي يعرف باسم (برولاكتين) وهذا الهرمون يعرف عنه أنه هو المنظم الأساسي للدورة الشهرية لدى النساء.
لا تنزعجي لهذا الموضوع، اذهبي إلى الطبيب وبلغيه بهذا الأمر، وسوف يقوم الطبيب بإجراء فحوصات معينة للتأكد من الهرمونات لديك، خاصة هرمون الحليب، وإذا وجده مرتفعًا لابد أن يتخذ قرارًا، والقرار إما أن يستبدل الرزبريادال، أو يتم إعطاؤك دواءً مضاداً لهرمون الحليب، ويؤدي إلى انخفاضه.
إذن الأمر بسيط جدًّا، وأرجو أن يكون هنالك تركيز أساسي على الانتظام في العلاج الدوائي، ويجب أن يكون الدواء صحيحًا، وبالجرعة الصحيحة، وللمدة المطلوبة، ولابد أن يكون هنالك تدعيم للعلاج الدوائي، وذلك من خلال التطبيقات السلوكية، وأن تكون أيضًا فعالة على النطاق الاجتماعي.
أنت محتاجة لجلسة استيضاح مع طبيبك، والحمد لله تعالى أنت موجودة في دولة قطر، والخدمات الطبية النفسية بها متميزة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد